سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإعلامي عصام دراز في حوار مع »الأخبار«: عشت مع بن لادن في أفغانستان عامين گاملين وافق علي تصويره بعد شهر من الإلحاح واستولي أمن الدولة علي أفلامي التسجيلية
لازم بن لادن عامين بهدف ان يكتب ويسجل حرب المجاهدين الافغان ضد الروس من اقرب مكان قائلا اردت ان اسجل هذه الحرب من لا عن، من هنا تحولت الي جزء منهم اكتب واسجل بعيونهم كي انقل صورة حقيقية ومنصفة للعالم عن هؤلاء المجاهدين. انه عصام دراز الكاتب والاعلامي والمحرر العسكري الذي قضي اربع سنوات في افغانستان وتعرض للموت بعد سقوط طائرته في بيشاور وبدلا من ان يعود الي بلده ويقرر عدم العودة عاد ليلتقي بمحض الصدفة ببن لادن في المملكة العربية السعودية ويقرر العودة من جديد لتسجيل هذه الحرب الدائرة ومناصرة المجاهدين. عصام دراز يروي لنا قصته مع بن لادن والمجاهدين وأمن الدولة الذي صادر افلامه الوثائقية عن هذه الحرب وبسببها سجن وبسببها ايضا قدم للنائب العام بلاغا ضد حبيب العادلي وضد الرئيس السابق حسني مبارك واشار في بلاغه الي مصادرة ارشيفه التليفزيوني النادر من مكتبه وكان يضم مواد اعلامية نادرة وافلاما وثائقية تقدر قيمتها بعشرة ملايين دولار. واتهم في بلاغه الرئيس السابق مبارك بتوقيع اتفاقيات سرية مع بعض الدول ومنها الولاياتالمتحدة لاعتقال مصريين والتحقيق معهم وتعذيبهم لحساب هذه الدولة. هل استغراقك في العمل التسجيلي الوثائقي هو الذي دفعك للذهاب الي أفغانستان؟ نعم.. كنت أري ان هناك ثغرة كبيرة في الاعلام العربي سببها عدم مواكبة الاعلام الاجنبي في تغطية الاحداث الهامة، فلما وقعت حرب افغانستان واصبحنا نقرأ عنها في وكالات الانباء العالمية ونري صورها، لم أر عربيا واحدا هناك لتغطية هذه الاحداث، علي الرغم من وجود مليارات الاموال في الدول العربية فوجدتها فرصة ان انصر شعبا يتعرض للاحتلال ويكون لتغطيتي الاعلامية لهذا الحدث أثر كبير في الوقوف بجانب هذا الشعب بجمع التبرعات له. وفي نفس الوقت اخترق الاعلام العالمي، وبالفعل ذهبت ونجحت ليس فقط في اختراق الاعلام العالمي بل وايضا في التفوق عليه، فقد اصبح لدي وثائق ومادة اعلامية تناقلتها اكبر الشركات الاعلامية وحتي دون موافقتي- وهذا يعني تفوقي. من.. لا.. عن ما الذي جعلك تتفوق من وجهة نظرك؟ وضعت نصب عيني ان اسجل حرب افغانستان من منظور »من« لا »عن« فأقمت في معسكرات اللاجئين حتي أعرف كل صغيرة وكبيرة عن هذه الحرب وتعرضت للموت اكثر من مرة وقد امضيت في تسجيل هذه الحرب اربع سنوات كنت أعود خلالها الي مصر بين الحين والاخر لاحضار المادة التي قمت بتسجيلها. هل امضيت كل هذه السنوات مع بن لادن؟ السنوات الاربع التي قضيتها هناك كان منها سنتان لم اعرف فيهما بن لادن.. سمعت عنه فقط انه كان ينشيء الأنفاق للمحاربين لحمايتهم من درجة الحرارة التي كانت تصل الي 02 درجة تحت الصفر.. وقد بدأ تعرفي به بعد تعرضي لحادث مؤسف سببه سقوط طائرة كنت بداخلها اصور قبل هبوطها في مطار بيشاور، ولكنني نجوت من الموت، وعدت الي مصر وقضيت فيها حوالي شهرين ثم قررت الذهاب الي الاراضي المقدسة لاداء العمرة ثم العودة الي افغانستان علي الرغم من عدم وجود اي اموال معي. ولماذا فكرت في العودة الي افغانستان مرة اخري بعد الذي تعرضت له؟ اعتبرت ان نجاتي من الموت كانت لهدف هو العودة لمناصرة قضية الافغان بتسجيل كل ما يفعلونه في افلام وثائقية. وقبل ذهابي لاداء العمرة التقيت مهندسا كان يعرفني فطلب مني الذهاب الي قريب له من اسرة بن لادن بعد ادائي العمرة، فلما التقيته سألني عن بن لادن، قلت له لم ألتقه ولكنني سمعت عنه فقال لي انه موجود في المدينة.. وبالفعل اتصلنا به وذهبنا اليه وكان سمع عن الحادث الذي تعرضت له وعن خططي فقلت له انني انوي العودة الي افغانستان، فأعطاني رقم تليفونه ثم عدت الي مصر ومنها الي باكستان وذهبت الي قصره في بيشاور فسألني ماذا تريد، قلت زيارة »مأسدة الانصار«. وماذا تكون؟ عندما كان بن لادن يحفر الانفاق. نصحه رجل عربي اسمه عبدالله عزام بإنشاء ما يسمي ببيت الخدمات حتي يقيم فيه العرب الذين كانوا يتوافدون لمناصرة المجاهدين بالتبرعات والمساعدات بعدها تطور الامر الي الاقتراح بتكوين قوة عربية تعمل مع المجاهدين واسموها.. »مأسدة الانصار« وهي التي خرج منها تنظيم القاعدة بعد ذلك وبالفعل صورتها وامضيت في هذا المكان ليلتين.. وقد عانيت كثيرا في تصويرها بسبب رفضهم التصوير وكان فيهم متشددون جدا يعتبرون التصوير حراما، وايضا ظللت حوالي شهر في انتظار ان يوافق بن لادن علي تصويره في الفيلم التسجيلي الذي صورته عن الانصار العرب حتي وافق اخيرا بعدها قضيت عامين مع بن لادن وما ان انتهت الحرب وانسحب الروس حتي قررت العودة الي مصر. من خلال اقترابك من اسامة بن لادن بمن تأثر فكره؟ اسامة بن لادن تأثر بفكر ابن تيمية الذي اصل لفكرة الجهاد الا ان الاكثر تأثيرا في فكره من المعاصرين هو عبدالله عزام فقد كان استاذا جامعيا ينتمي للاخوان المسلمين في فلسطين وصاحب تجربة مؤثرة وكان فكره اسلاميا مسيسا فكان شخصية مؤثرة وكان بن لادن يذهب اليه كثيرا حينما كان يتبرع للاسلاميين الافغان بعد الغزو السوفيتي وخلال هذه الرحلات عرض عليه ان يأتي معه الي بيشاور وان يبقي مع المجاهدين هناك وكان حماس بن لادن كبيرا ازاء هذه الفكرة فوافق عليها من هنا يمكن القول ان بن لادن استمد فكره من عبدالله عزام مؤسس جماعة الانصار ليكمل هو نفس النهج فيما بعد. السودان اخطأ في حقه لماذا فكر بن لادن في السفر الي السودان؟ كان هدفه ان يقيم دولة ذات حكم اسلامي ويمارس نشاطه فيها واردي ان السودان اخطأ في حق بن لادن اذا كان من الممكن ان يتوجه من السودان الي نشاطات اسلامية مستنيرة كما اخطأ السودان حينما طرده ورفض لشروعه التنويري من اجل بناء حكم اسلامي ولذلك فالسودان هو في تقديري المتهم الاول عما ارتكبه بن لادن فيما بعد. هل كان اعتراف بن لادن بمسئوليته عن الاحداث التي اندلعت في الولاياتالمتحدة نتيجة ضغوط؟ من الواضح ان هذا الاعتراف جاء نتيجة شدة القصف فتولد لديه الشعور بانه سيموت لا محالة وبالتالي فقد رأي في ذلك دافعا معنويا للعالم الاسلامي. تردد ان بن لادن جند عملاء امريكيين مسلمين لتنفيذ خططه؟ لا استبعد ذلك اذ ان بن لادن كان لديه متطوعون علي جميع المستويات ولديهم قناعة بالجهاد لانهم يكرهون السياسة الامريكية لذا كان تنظيم بن لادن يضم جنسيات من مختلف دول العالم. 3 أفلام ما اهم الافلام التي سجلتها عن حرب افغانستان؟ سجلت حوالي 3 افلام، الاول قدمت خلاله نظرة عامة عن افغانستان والاوضاع بها، والثاني قدمت خلاله رؤيتي حول المأسدة ومأسدة الانصار التي زرتها وكان تحت عنوان الانصار العرب في افغانستان والثالث عكس اهتمامي بالنواحي الاجتماعية والانسانية فكان حول الاعمال الانمائية واستعانت المنظمات الاسلامية بهذه الافلام وقدمت خلال مهرجانات عديدة. هل ثمة علاقة كانت بين بن لادن والمخابرات الامريكية كما تردد؟ اطلاقا لم يكن بن لادن عميلا للمخابرات الامريكية في اي وقت ولم تذكر ذلك المخابرات الامريكية لانه لو حدث بالفعل لاعتبر سبة في تاريخها. كيف بدأ نجم بن لادن يبزغ ويحقق هذه الشهرة؟ منذ معركة مأسدة الانصار العرب خلال شهري ابريل ومايو عام 1987 فقد كانت القوات الروسية في حالة قلق من التواجد العربي ضمن المجاهدين وشنوا هجوما علي المجاهدين من خلال قوات الكوماندوز واحدثوا خسائر فادحة للافغان العرب الا ان قوات بن لادن استطاعت ان تحدث نصرا غير متوقع، حقق بدوره صدي كبيرا لاسامة بن لادن وازداد عدد افراد المأسدة خلال عام واحد من 130 الي 2000 مجاهد، وكان بن لادن يدعمهم ماديا ومعنويا بشكل سخي.