هناك حق في رقابنا واجب الوفاء تجاه البعض منا الذين أصيبت ذاكرتهم بالوهن اللا ارادي او الضعف الإرادي لغرض في نفوسهم، فلم يعودوا قادرين علي استرجاع ما كان او تذكر ما جري وما كنا نعايشه ونعانيه، قبل الثلاثين من يونيو 2013، في ظل سيطرة جماعة الضلال والإفك علي الحكم وإحكام قبضتهم علي رقبة البلاد ومصائر العباد. وهذا الحق يستوجب علينا ان تنعش ذاكرتهم ولو قليلا، وان نعيد الي اذهانهم وعلي اسماعهم ذكر ما كنا فيه وما كان مفروضا علينا، قبل يوم الزحف العظيم للملايين من ابناء شعبنا البطل في الثلاثين من يونيو لإعلان قرارهم وإنفاذ إرادتهم. وفي ذلك نقول: ان مصر كانت بالفعل علي غير ماهي عليه اليوم، كانت موجات الغضب تجتاح النفوس وعواصف الاحتجاج تفور في الصدور رفضا لأهداف وتوجهات واسلوب الجماعة التي اختطفت مصر طوال عام كامل وسعت لتغيير هويتها وتفكيك مؤسساتها وتدمير كيانها وأعمدتها الرئيسية. كان صبر الشعب قد نفد وطاقته علي الاحتمال قد فرغت، وكان الاصرار علي التخلص من الحاكم الفاشل وجماعته قد بلغ مداه، وكانت ارادة الشعب في انقاذ البلاد من المصير البائس، الذي تندفع اليه علي يد المرشد والجماعة قد اصبحت عارمة وكاسحة، قبل ان تضيع البلاد وتسقط الدولة في غياهب المجهول. من أجل ذلك خرجت جموع الشعب بالملايين لإعلان إرادتها، في مشهد غير مسبوق في تاريخ الأمم والشعوب،..، فلم يسجل التاريخ المعاصر لعالمنا بكل دوله وشعوبه خروجا مماثلا لما قام به الشعب المصري علي الاطلاق في الثلاثين من يونيو منذ أربعة أعوام. لقد كان وبحق يوما مشهودا في تاريخ مصر، اعلن فيه الشعب إرادته وأكد ثورته علي ما كان قائما، وأعاد للدولة هويتها ودافع عن كيانها، وتصدي بكل قوة وإصرار لمحاولات إسقاطها وطمس طبيعتها السمحة وجرها الي طريق الدمار والخراب والتطرف.