منذ سنوات طويلة والشعب يطالب بمشروع يلتف حوله علي غرار السد العالي.. وفي اعقاب ثورة الشباب جاء العالم المصري الدكتور فاروق الباز ليقدم هديته وهي خلاصة دراسة بدأها منذ 73 عاما هدفها تغيير وجه مصر. الدراسة لمشروع يفتح آفاقا جديدة للنمو العمراني والزراعي والصناعي بالقرب من التجمعات السكنية، وانشاء 003 مدينة، ونصف مليون قرية علي جانبي ممر التنمية.. المشروع يستهدف انشاء 51 تجمعا عرضيا غرب النيل والدلتا بدءا من العلمين في اقصي الشمال علي البحر المتوسط وحتي توشكي جنوب مصر، ويربط بينها وبين الوادي القديم شبكة طرق برية وسكك حديدية، ويتكلف 43 مليار دولار، ويساهم الشعب في تنفيذه بعيدا عن الحكومة، مقابل اسهم تبدأ من جنيه اضافة الي فتح باب الاستثمار للعرب والاجانب. ان مشروع ممر التنمية يقوم علي انشاء طريق رئيسي يعتبر المحور الاساسي ويتم تنفيذه بالمواصفات العالمية، ويبدأ من غرب الاسكندرية حتي حدود مصر الجنوبية بطول 0031 كيلومتر، ويقام عليه 31 محورا من الطرق العرضية التي تربط الطريق الرئيسي بمراكز التجمع السكاني، كذلك انشاء انبوب ماء من بحيرة ناصر جنوبا حتي نهاية الممر علي ساحل البحر المتوسط، وخط كهرباء يُؤمن توفير الطاقة في مراحل المشروع الاولية، الذي سيدخل مصر نادي الدول الكبري. المشروع العملاق سيعيد توزيع السكان ويخلق الامل امام الشباب للعمل في بيئة نظيفة.. كما يربط توشكي وشرق العوينات وواحات الوادي الجديد بباقي مناطق الجمهورية. وايمانا بالمشروع وقيمته دعا الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء إلي عقد اجتماع وزاري لمناقشة آليات التنفيذ حتي يخرج إلي النور، وإعادة بناء مصر زراعيا وصناعيا، وإنشاء عشرات الألوف من المشروعات الصغيرة التي تعتمد علي أفكار الشباب، ومبادراتهم وخلص الاجتماع الي تشكيل مجلس امناء يضم خبراء وشخصيات عامة، علي ان تقوم الحكومة بوضع الخطوط العامة فقط. وخرج علينا المعماري المصري العالمي ممدوح حمزة رافضا مشروع العالم المصري الدكتور فاروق الباز.. قال ان تكلفته عالية وسيؤدي الي اللجوء للتمويل الاجنبي.. وطالب بالتعرف علي خرائط المياه الجوفية، والاراضي التي يتحدث المشروع عن زراعتها.. ويري ان ممر التنمية قريب من النيل، وامتداد للوادي وسيكون عبئا عليه يوما ما.. ويرفض فكرة الاكتتاب مقترحا ان يكون المالك هو العامل. وفي الوقت نفسه كشف الدكتور حمزة عن مشروعه لإعادة التوزيع السكاني وانشاء مجمعات متكاملة، واختيار منطقة الصحراء الغربية واحياء مشروع الوادي الجديد الذي بدأ في اواخر الخمسينيات وتوقف في السبعينيات بدعوي عدم وجود مياه جوفية لتنفيذ المشروع. وقال د. حمزة ان المشروع الذي يقدمه تكلفته ليست عالية ويمول نفسه بنفسه، وشارك في دراسته 62 عالما في مختلف التخصصات ومن بينهم خبراء في المياه الجوفية وهناك 0021 اسرة جاهزة للعمل فورا والتوجه الي الصحراء الغربية لبدء التنفيذ وقد اختار العالم المصري الشباب بين سن 22 عاما و23 عاما للعمل وطلب طرح المشروع جماهيريا حتي ينتقل الي الناس ويختاروا بارادتهم الحياة الافضل.. واكد اهمية ان يكون التركيز علي العشوائيات والقري المزدحمة بالدلتا والوادي بالانتقال الي الموقع الجديد، واقترح انشاء جامعة صحراوية بالفرافرة علي غرار الجامعات الاجنبية.. واكد علي ضرورة ان تتوفر في المناطق الجاذبة الجديدة فرص العمل والمسكن ووسائل الانتقال والطاقة النظيفة. ويتوقف د. حمزة امام سيناء ويجد انها الاكثر اهمية حيث تتوافر بها كل مقومات النجاح والبنية الاساسية ويتفق معه في هذا الرأي علماء جامعة الاسكندرية. كل الشكر والتقدير لعلمائنا الذين يسهمون بعلمهم قدر استطاعتهم من اجل الوطن في عهده الجديد.. وامام الاختلاف في وجهات النظر بين الباز وحمزة مطلوب من علماء مراكز البحوث وعلمائنا في الخارج في مختلف التخصصات عقد مؤتمر بالقاهرة لحسم القضايا الخلافية في الرأي بمشاركة القطبين، ولا مانع من دعوة خبراء البنك الدولي للانشاء والتعمير، والخبراء الاجانب حتي لا تتكرر التجارب الفاشلة التي تستنزف المليارات دون فائدة.. كلمة قصيرة: يارب إحم مصر.. في غياب دور الدولة.. المجالس العرفية هي الحل!