منذ نعومة أظافرها وهي تعشق فن الباليه وتحلم أن تصبح باليرينا مشهورة مثل الفنانة نيللي كريم، وعندما قررت تحدي الجميع وارتداء الحجاب لم يمنعها ذلك من تكملة حلمها بل نجحت في الالتحاق بدار الأوبرا في الأسكندرية حيث نشأت وتعيش لتصبح أول راقصة باليه مصرية محجبة ترقص علي مسرح الأوبرا، إنها ندي علي مشعل راقصة الباليه ذات ال 20 عاما. ندي تدرس الطب البيطري بالإسكندرية وبدأت رحلتها مع الباليه منذ أن كانت في العاشرة من عمرها وتقول عندما كنت أشاهد الفنانة نيللي كريم ترقص وخاصة في فيلم »انت عمري» كنت أجلس مبهورة وأحلم أن أري نفسي وأنا أرقص مثلها فهي قدوتي ومثلي الأعلي، وبدأت أطلب من عائلتي أن أتعلم فن الباليه وبالفعل بدأوا في البحث عن الأماكن التي من الممكن أن أتدرب فيها وبالفعل بدأت في التدريب بنادي الجياد ومع الأسف رحلت المدربة واضطروا لإغلاق المكان ولكن لم أيأس وبدأت في رحلة البحث من جديد علي مكان آخر لأتعلم وأتدرب فيه. وتكمل ندي وبعد رحلة بحث طويلة عرفت أن المركز الثقافي الروسي بالأسكندرية يوجد به قسم لتعليم فن الباليه وبالفعل التحقت به مع المدربة الروسية إلينا والمدربة المصرية المحجبة سارة الشناوي، ومنذ لحظة دخولي المركز أعجبت بسارة جدا فكانت علي الرغم من ارتدائها الحجاب إلا أن كل حركاتها كانت دقيقة للغاية ومع ذلك لم أخطط أبدا لارتداء الحجاب أو يخطر علي بالي شيء حول ذلك. وتقول أكملت حلمي وظللت أرقص بالمركز الثقافي الروسي حوالي 3 سنوات ثم قررت ارتداء الحجاب وأنا في الخامسة عشرة من عمري علي الرغم من معارضة أهلي لتلك الخطوة التي رأوها قد تعيق حلمي في أن أصبح باليرينا مشهورة إلا أنني صممت ألا يعيقني ذلك عن تحقيق طموحي وفي الحقيقة راودني بعض القلق من مواجهة الجمهور لأول مرة علي المسرح بالحجاب. وجاءت اللحظة الحاسمة وواجهت الجمهور بالحجاب ووجدت ترحيبا بأدائي وتشجيع لي وأن الحجاب لم يؤثر علي الرقصة، وأيضا واجهت سخرية من البعض وطالبني أحد الأشخاص بأن أتخلي عن الحجاب علي المسرح وارتديه في حياتي الشخصية لأنه يشوه الرقصة إلا أن ذلك لم يجعلني أتراجع بل زادني طموحا وقررت أن أكبر حلمي وقدمت أوراقي للالتحاق بدار الأوبرا بالأسكندرية وتم قبولي وبذلك أصبحت أول راقصة باليه محجبة بالأوبرا أنا وزميلتي نهي التي التحقت معي في نفس التوقيت وبدأت في التدرب والرقص هناك ووجدت ترحيبا وتشجيعا فظيعا بي وبأدائي وحان وقت مواجهة جمهور الأوبرا ورحبوا بي وصفقوا بشدة وأعجبهم أدائي. وأنا لم أشعر بأي تغيير بعد ارتدائي الحجاب لأن الباليه يعتمد بشكل كبير علي الأداء السليم والحركات الدقيقة مع الموسيقي واتقان ذلك بشكل تام ثم التركيز مع الملابس وديكور المسرح وإذا كانت الراقصة تؤدي الرقصة بشكل سليم ومحترف كما جاء في مناهج الباليه العالمية فلا تعد ملابسها عائقا بل مجرد تغيير في الزي المعروف لفن الباليه فقط. وتقول نهي أنا لم أحقق أحلامي كلها بعد فمازلت أطمح بأن أرقص علي أشهر مسارح روسيا ونيويورك لأرفع اسم بلدي عاليا، كما أتمني أن أنشئ مدرسة لتعليم الباليه.