لم يقف حجاب المراهقة الاسترالية المسلمة "ستيفاني كورلو" التي اعتنقت الإسلام مع أسرتها عام 2010 عائقًا أمام سعيها لتحقيق الحلم التي بدأته منذ أن كانت في الثانية من عمرها بأن تصبح "باليرينة" يشار إليها بالبنان. فهي لم تفكر كغيرها في خلع الحجاب بعد أن أسلمت ولم تفكر كذلك في أن تتخلى عن حلمها بل حاولت التوفيق بين الاثنين بأن ترتدي ملابس محتشمة مع الحجاب وفي نفس الوقت تكمل مسيرتها في تعلم فن "البالية" لتصبح بذلك أول راقصة "بالية" محجبة ورغم ذلك قابلتها بعض العقبات. وقد نشرت عده صحف ومجلات لقاءات مع "ستيفاني" منها صحيفة "independent" البريطانية، وموقع "The Sydney Morning Herald"، وكذلك صحيفة "New York Daily News" الأمريكية. وأكدت "ستيفاني" البالغة من العمر 14 عامًا في لقاءاتها المختلفة أنها اعتنقد الإسلام مع أسترها في عام 2010، ومع ذلك لم يخطر ببالها أبدًا التخلي عن حلمها بأن تصبح راقصة باليه محترفة، ولم تر أن هذا يتعارض مع دينها ولا حجابها فى شىء، إلا أنها لم تتمكن من مواصلة تدريبها بمدرسة الباليه بالحجاب، لأن المدرسة التي كانت تتدرب بها رفضت أن تسمح لها بارتداء الحجاب. وقالت إنها مع ذلك لم تيأس لأنها كانت ترى المسلمين من حولها مهندسين وكتاب ونجوم تلفزيون، واستلهمت من العديد من الشخصيات المسلمة المحجبة القوة لإكمال مسيرتها مثل رافعة الأثقال الإمارتية المحجبة آمنة حداد، و"نور تاجوري" أول مذيعة أخبار محجبة في التليفزيون الأمريكي، وغيرهما. وتسائلت: "إذا ما المانع أن أكون أول راقصة باليه محجبة؟"، فالحجاب أتى ليغطي بدني وليس عقلي وقلبي وموهبتي، لذا سأظل أتدرب على فن البالية وأن أفتخر بحجابي، متعجبة من بعض من وصفتهم ب "المتشددين" الذين ينتقدونها لرقصها البالية بالحجاب. وتحكي المحجبة الأسترالية معاناتها مع المدارس التي تعلم فن البالية ورفضها لها بسبب ارتداءها الحجاب والملابس المحتشمة، فتقول أن بسبب حجابها وملابسها لم تجد مكان يسمح لها باستكمال التدرب على البالية، فقررت أمها أن تفتح مدرسة لتعليم الفنون ومن بينها البالية دون اشتراط زي معين، ولكن هذا الأمر بالطبع يحتاج إلى أموال كثيرة لكي يستمر. وبالفعل أطلقت "ستيفاني" حملة تمويل إلكترونية لتشجيعها ومثيلاتها من استكمال تعلم فن البالية، وبدأت المدرسة بالعمل بأكثر من 10 آلاف دولار من خلال التمويل الجماعي من المتبرعين. وقبل أيام نشرت صحيفة "independent" البريطانية حصول "ستيفاني كورلو" على منحة من شركة "بيون بورج" الشهيرة في عالم الملابس الرياضية من أجل مساعدتها في تحقيق حلمها، واستمرار عمل مدرسة الفنون التي أنشأتها والدتها. وقالت ستيفاني عن هذه المنحة ل "independent": "إن هذه المنحة ساعدتني بالتأكيد في الاقتراب من تحقيق حلمي، وسوف أسعى لجمع شمل العالم بأن أكون أول راقصة بالية محجبة، وبذلك أكون ملهمة للكثير من الناس لكي يثقوا في أنفسهم ويحققوا أحلامهم". وأضافت: "أريد أن أشجع الجميع على الإنضمام إلينا، بغض النظر عن العقيدة أو العرق أو اللون، وآمل أن نعيش في العالم بمزيد من القبول للآخر." تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.
