من بين كل أنظمة الحكم في العالم يبقي للنظام الملكي البريطاني خصوصيته.. ليس فقط فيما يتعلق برسوخ الديمقراطية وسيادة القانون والشفافية.. بل تمتد أيضا إلي تقاليد عريقة للأسرة المالكة لاتتغير بتغير الزمن من أهمها مراسم حفلات الزفاف التي تأخذ دائما طابعا اسطوريا وتكون محل اهتمام العالم كله.. وأول أمس تابع مئات الملايين في جميع أنحاء العالم زفاف الأمير وليام الابن الأكبر لولي العهد الأمير تشارلز والأميرة الراحلة ديانا علي عروسه الجميلة كيت. ثلاث ساعات كاملة استمتعت فيها بمتابعة هذا الزفاف الاسطوري.. واكثر ما شدني تلك السعادة الغامرة في عيون أكثر من مليون بريطاني وقفوا علي طول الطريق من كنيسة »ويستمنستر« التي شهدت مراسم الزفاف حتي القصر الملكي في باكينجهام الذي زحفت اليه الجماهير في مسيرة مليونية ليعيشوا لحظة النهاية في مراسم هذا الزفاف طبقا للتقاليد الملكية وهي اللحظة التي تصطف فيها الأسرة المالكة في شرفة القصر بينما يخلو فناؤه من أي شخص ويتوسط العروسان الأسرة ثم ينحني العريس ليقبل العروسة. عندما احتضنت شفاه الأمير وليام شفاه عروسه وجدتني أتذكر فجأة والدته الأميرة ديانا التي حرمها الموت من أن تكون بجانبه في هذا اليوم.. وكيف راحت ضحية حادث سيارة مفاجيء أودي بحياتها وحياة حبيبها دودي الفايد ابن المليونير المصري محمد الفايد.. وكما كان لديانا والدة الأمير وليام ارتباط وحنين نحو العرب يشاء القدر أن يختار الأمير وليام عروسا ترتبط أيضا بالعرب ولها في الأردن ذكريات حيث نشأت وقضت سنواتها الأولي بحكم عمل والدها في عمان. ارتباط كيت بالأردن وحبها لها كان سببا في اختيارها لقضاء شهر العسل.. وهكذا من أولها أثبت الأمير وليام أنه لا يستطيع أن يرفض طلبا لعروسه التي خطفت قلبه من أول نظرة في مدرجات الجامعة.