قوات الأنقاذ أثناء عمليات البحث عن المفقودين خيم الحزن والاسي علي شوارع قرية بني حدير التابعة لمركز الواسطي ببني سويف واتشحت القرية بالسواد وارتفعت اصوات البكاء والنحيب بعد حادث الأتوبيس المنكوب »الأخبار« عاشت مع الاهالي لحظات الحزن في منازل الضحايا. البداية كانت وفاة عادل احمد حسين منذ 40 يوما داخل مركز شباب القرية.. والجمعة قبل الماضية عزم أهله واصدقاؤه علي زيارة قبره فطلبوا من طارق صلاح عبدالحليم سائق الاتوبيس توصيلهم وفي صباح الجمعة الماضية وقف الاتوبيس رقم 50297 رحلات جيزة امام منزل المتوفي وتوافد الأهل والاصدقاء علي الاتوبيس لركوبه من أجل زيارة المقابر وتحرك الاتوبيس ناحية قرية اشمنت حيث اقرب معديه" معدية الرحمة " وتحمل رقم ملاحي 2484 وبعد ان تم وضع الاتوبيس في المعدية وقبل وصوله الي الضفة الاخري انزلق الاتوبيس الي نهر النيل وفشل السائق في ايقافه وارتفعت الاصوات وحاول الجميع الهروب من الموت لكن دون جدوي وراح ضحية الحادث 17 من ابناء عائلتين. تقول رضا صلاح قرني »30 سنة« احدي المصابات في الحادث انا لا اصدق انني نجوت من الموت بعد ان رأيته بعيني ونطقت الشهادة كنت دائما ما أسمع مقولة " شفت الموت بعيني " ولكن لم ادرك معناها الا اليوم وبعد ان ركبنا المعدية وتحركت طلب سائق المعدية من السائق ان يقوم بتعديل وضع الاتوبيس وثواني فوجئنا بالاتوبيس يهوي بنا في النيل وقفز السائق من شباك الاتوبيس وتركنا فارتفعت الاصوات وبدأت محاولات البعض القفز من شباك الاتوبيس والفتحة الموجودة في السقف وارتفعت اصوات النساء اللواتي كن في مؤخرة الاتوبيس يرددن الشهادة وبعدها دخلت في غيبوبة لم ادر بنفسي الا عند الشاطيء عندما قاموا بعمل افاقة لي ثم اخذت أردد انا مش مصدقة اللي حصل انا لااعلم ان كنت في حلما أو علم. فقدت أسرتي اما سعيد احمد عبدالمولي فيقول كنت انا وشقيقي محمود وزوجته وابنته وشقيقتي نجلاء وعفاف وامي في الاتوبيس المنكوب لزيارة قبرعادل زوج شقيقتي وكنت اجلس بجوار اخي محمود نتبادل اطراف الحديث واحمل بين يدي ابنة شقيقي "شهد " وفجأة وبدون توقع اصطدمت المعدية في الرصيف وسقط الاتوبيس منها بعد ان فشل السائق في ايقافه فقفز من الشباك تاركا الاتوبيس يغرق فحاولنا الخروج وانقاذ الناس وبدأ الشباب الخروج من شباك الاتوبيس الاقرب الي سطح الماء وخرجت انا وشقيقي محمود ولكننا فشلنا في انقاذ امي وشقيقتي وزوجة شقيقي حتي ابنة اخي شهد التي كنت اداعبها في الاتوبيس لم اتمكن من انقاذها.. ثم اجهش بالبكاء وظل يردد »إنا لله وإنا اليه راجعون« فقدت جميع افراد اسرتي في وقت واحد لم نتوقع يوما ان هذا يحدث فقد ركبنا المعدية مرات عديدة ولم يحدث شئ. وضاعت شهد أما محمود احمد احد الناجين من الحادث يقول انا متزوج من سنتين من »يسرية مختار عبدالله« وكان معنا ابنتي شهد عمرها سنه و7 شهور وكان لدي احساس ان الزيارة لن تتم وخاصة بعد ان تم تأجيلها منذ الجمعة الماضية وقالت لي زوجتي ان قلبها مقبوض وانها تخشي من شيء ما وانها لولا خوفها من زعل شقيقتي زوجة المرحوم عادل لما اقدمنا علي ركوب الاتوبيس ولكن الحذر لا يمنع القدر. ثم أخذ محمود يبكي بشده ويردد »ياليتني سمعت كلامها« وماتت زوجتي وابنتي شهد وامي وشقيقتي الكبري نجلاء وشقيقتي الصغري عفاف التي كانت الاقرب الي قلوبنا جميعا والتي دائما امي كانت تخطط ليوم زفافها وما سوف تفعل حينما يأتي عريس ليطلبها للزواج قد ماتت انا لا أصدق ثم اخذ يردد انا لله وانا اليه راجعون وهو يبكي. اما عم »احمد عبدالمولي« والذي كان في حالة من الذهول يضرب كفا بالاخري وتذرف الدموع من عينيه ويقول "انا لله وانا اليه راجعون " ثم اخذ يعلق قائلا معقول افقد اسرتي بالكامل في الحادث خمسه مرة واحده ثم اجهش في البكاء قائلا حتي ابنتي عفاف التي كانت لاترغب في الذهاب الي المقابر، وكانت تقول لي انا قلقانه من المشوار ده ولكننا لم نستمع الي كلامها واجبرناها علي ركوب الاتوبيس معهم وماتت عفاف ثم ظل يبكي بدون توقف خمسة ماتوا من اسرتي بالكامل ابكي مين فيهم. زوجتي كانت ترفض اما »حسين احمد حسين« والذي فقد امه وشقيقاته الثلاث وزوجته وابنة اخته ويقول انا كنت معهم في الاتوبيس لزيارة قبر شقيقي عادل وفقدت باقي افراد الاسرة والله كان عندي احساس ان بيتنا لن يري الفرحة مره اخري بعد وفاة شقيقي عادل حتي امي ليلة الحادث كانت تؤكد ان نهايتها قربت وقالت انا ذاهبه الي عادل لانه وحشها وانها لن تعود حتي شقيقاتي البنات كن في حالة ذهول من كلامها وكانوا دائما ماينصحوها بألا تردد هذا وكن يصبرنها خاصة انها لم توقف النحيب والبكاء منذ وفاة عادل اخي. صدقني من اول ما ركبنا الاتوبيس كان الصمت يخيم علي الجميع الكل في حالة ذهول وكأن الجميع كان يعلم ان النهاية قد اقتربت حتي انه بمجرد بداية سقوط الاتوبيس في الماء حتي تعالت الاصوات لتنطق بالشهادة لتهز ارجاء الاتوبيس وتعالت الصرخات وحاول الجميع الخروج ولكن دون جدوي لكنني ما ان استطعت الوصول الي فتحة السقف حتي تسلقتها وخرجت وحاولت البحث عن افراد اسرتي كالمجنون ولم اجد احدا منهم والله الانقاذ النهري تأخر علينا ولولا الصيادين واهالي قرية اشمنت لما استطعنا استخراج جثث من ماتوا فقدت اسرتي بالكامل كنت رايح ازور قبر شقيقي وفشلت وها انا سوف ازوره وانا اشيع جثامين باقي افراد العائلة بالكامل وانخرط في البكاء قائلا البيت مابقاش فيه حد خسرنا كل الناس في اقل من شهرين حتي زوجتي فأنا متزوج منذ 6 شهور فقط وزوجتي كانت لاتريد الذهاب وقالت لي بالحرف الواحد »مش لازم نروح كلنا« لكني لم استمع لكلامها وصممت علي ذهابها معنا خوفا من زعل امي فماتت هي وامي من كان يعلم ان هذه ستكون النهاية.. اما سيد عبد الستار من اسر الضحايا قال فقدنا زوجة شقيقي نجلاء احمد في الحادث وتركت اربعة اولاد دعاء ورحاب وندا ويوسف اكبرهم دعاء في اولي اعدادي واصغرهم يوسف 5 سنوات كانت نجلاء محبوبة لدي جميع افراد الاسرة وقد دعاها اهلها لتذهب معهم لزيارة قبرزوج شقيقها فاستجابت لطلبهم وركبت الاتوبيس معهم وتوجهوا الي المعديه في اشمنت ثم فوجئنا بأحد الشباب يتصل تليفونيا وهو يبكي قائلا " الحقونا الاتوبيس غرق" فاسرعنا الي مكان الحادث ووجدنا الكارثة الكبري فقدنا 17 شابا وفتاة من عائلة أبو حسين وعائلة عبد المولي وأن قوارب الصيد الموجودة في نهر النيل بجوار المعدية والصيادين قاموا بانتشال 9 جثث، في حين قامت شرطة المسطحات المائية بانتشال ال 8 جثث الباقية.. يقول »سيد عبد الله« من أهالي القرية كانت ابنة عمتي تحية مصطفي وابنتها مها فوزي ضمن ركاب الأتوبيس، في طريقهم لزيارة قبر أحد أقاربهم عادل أحمد حسين الشاب المتوفي منذ 40 يوما ولقوا حتفهما غرقاً في المياه لم نكن نتوقع ان هذا سوف يحدث الموقف مؤلم 17 من أسرة واحدة تقريبا . فور علم اصحاب العبارة التي كانت تقل الاتوبيس بالحادث هربوا وهرب معهم سائق العبارة خوفا من بطش الاهالي الذين كانوا يتوعدونهم ولم تفلح جهود الشرطه في القبض عليهم رغم ان النيابه العامة طلبتهم للتحقيق.