ب 143 مليون جنيه.. دخول ثلاث مدارس جديدة الخدمة وتجديد 16 بقنا    منتدى شباب العالم.. نموذج لتمكين الشباب المصري    رابط الحصول على نتيجة تنسيق الثانوية الأزهرية 2024 بالدرجات فور إعلانها عبر الموقع الرسمي    مبادرات منتدى شباب العالم.. دعم شامل لتمكين الشباب وريادة الأعمال    لمواجهة السرقات.. "الكهرباء" ومجموعة "الصين الجنوبية" تبحثان التعاون في خفض الفقد وسيارات الطوارئ    قرار جديد من محافظ القاهرة بشأن البناء على أراض الفيلات والقصور التي تم هدمها    حان وقت الصناعة مستثمرون: مبادرات الرئاسة «طوق النجاة».. وننتظر التسهيلات    برلمانى: مبادرة بداية جديدة تعكس رؤية شاملة لتعزيز التنمية الاجتماعية    انتهاء التصويت في انتخابات مجلس الشيوخ والمجالس الإقليمية في التشيك    من اتفاق أوسلو حتى العدوان الأخير على غزة    انطلاق مباراة ليفربول وبورنموث بالدوري الإنجليزي    الشباب والرياضة بالجيزة تطلق مبادرة لتزيين أسوار المراكز    جهود صندوق مكافحة الإدمان في العلاج والتوعية×أسبوع (فيديو)    صور| إحباط ترويج 88 كيلو مخدرات وضبط 30 عنصرًا إجراميًا بالمحافظات    ضبط 6.3 طن لحوم ودواجن غير صالحة للاستهلاك الآدمي بالجيزة (صور)    حلة محشي السبب.. خروج مصابي حالة التسمم بعد استقرار حالتهم الصحية بالفيوم    تعرف على لجنة تحكيم مسابقة شباب مصر بالإسكندرية السينمائي    قصور الثقافة تختتم أسبوع «أهل مصر» لأطفال المحافظات الحدودية في مطروح    برلماني: توطين صناعة الدواء يوفر احتياجات السوق المحلي ويٌقلل الفاتورة الاستيرادية    محافظ المنوفية يتابع الموقف النهائي لملف تقنين أراضي أملاك الدولة    «جنايات الإسكندرية» تقضي بالسجن 5 سنوات لقاتل جاره بسبب «ركنة سيارة»    وزيرة التنمية المحلية: المحافظات مستمرة في تنظيم معارض «أهلًا مدارس» لتخفيف المعاناة عن كاهل الأسرة    الهلال الأحمر العراقي يرسل شحنة من المساعدات الطبية والأدوية إلى لبنان جوًا    اليوم العالمي للسلام.. 4 أبراج فلكية تدعو للهدوء والسعادة منها الميزان والسرطان    اليوم ...المركز القومي للسينما يقيم نادي سينما مكتبة مصر العامة بالغردقة    هاني فرحات عن أنغام بحفل البحرين: كانت في قمة العطاء الفني    بعد إعلان مشاركته في "الجونة السينمائي".. فيلم "رفعت عيني للسما" ينافس بمهرجان شيكاغو    مع قرب انتهاء فصل الصيف.. فنادق الغردقة ومرسى علم تستقبل آلاف السياح على متن 100 رحلة طيران    بطاقة 900 مليون قرص سنويًا.. رئيس الوزراء يتفقد مصنع "أسترازينيكا مصر"    بداية جديدة لبناء الإنسان.. فحص 475 من كبار السن وذوي الهمم بمنازلهم في الشرقية    في اليوم العالمي للسلام.. جوتيريش: مسلسل البؤس الإنساني يجب أن يتوقف    حزب الله يعلن استهداف القاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي التابع لقيادة المنطقة الشمالية في إسرائيل بصواريخ الكاتيوشا    ضبط شركة إنتاج فني بدون ترخيص بالجيزة    وزير الصحة يؤكد حرص مصر على التعاون مع الهند في مجال تقنيات إنتاج اللقاحات والأمصال والأدوية والأجهزة الطبية    مبادرة بداية جديدة.. مكتبة مصر العامة بدمياط تطلق "اتعلم اتنور" لمحو الأمية    أم تحضر مع ابنتها بنفس مدرستها بكفر الشيخ بعد تخرجها منها ب21 سنة    استشهاد 5 عاملين بوزارة الصحة الفلسطينية وإصابة آخرين في قطاع غزة    اسكواش - نهائي مصري خالص في منافسات السيدات والرجال ببطولة فرنسا المفتوحة    داعية إسلامي: يوضح حكم التوسل بالأنبياء والأولياء والصالحين وطلب المدد منهم    موعد مباراة ريال مدريد وريال سوسيداد والقنوات الناقلة في الدوري الإسباني    واتكينز ينهي مخاوف إيمري أمام ولفرهامبتون    ميدو يوجه رسالة خاصة لجماهير الزمالك قبل مواجهة الأهلي في السوبر الإفريقي    توجيهات عاجلة من مدبولي ورسائل طمأنة من الصحة.. ما قصة حالات التسمم في أسوان؟    عالم بوزارة الأوقاف يوجه نصائح للطلاب والمعلمين مع بدء العام الدراسي الجديد    باندا ونينجا وبالونات.. توزيع حلوى وهدايا على التلاميذ بكفر الشيخ- صور    تحرير 458 مخالفة «عدم ارتداء الخوذة» وسحب 1421 رخصة بسبب «الملصق الإلكتروني»    زاهي حواس: مصر مليئة بالاكتشافات الأثرية وحركة الأفروسنتريك تسعى لتشويه الحقائق    شيخ الأزهر يعزي اللواء محمود توفيق وزير الداخلية في وفاة والدته    هل الشاي يقي من الإصابة بألزهايمر؟.. دراسة توضح    18 عالما بجامعة قناة السويس في قائمة «ستانفورد» لأفضل 2% من علماء العالم (أسماء)    حكاية بطولة استثنائية تجمع بين الأهلي والعين الإماراتي في «إنتركونتيننتال»    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 21-9-2024    وزير خارجية لبنان: لا يمكن السماح لإسرائيل الاستمرار في الإفلات من العقاب    مدحت العدل يوجه رسالة لجماهير الزمالك.. ماذا قال؟    مريم متسابقة ب«كاستنج»: زوجي دعمني للسفر إلى القاهرة لتحقيق حلمي في التمثيل    «الإفتاء» توضح كيفية التخلص من الوسواس أثناء أداء الصلاة    "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".. أذكار تصفي الذهن وتحسن الحالة النفسية    ضحايا جدد.. النيابة تستمع لأقوال سيدتين يتهمن "التيجاني" بالتحرش بهن في "الزاوية"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النقيب حبيب العادلي طلب مني التجسس علي زملائي الأئمة!
الرئيس السابق أخذ من إبليس غروره ومن فرعون موسي استعلاءه واحتقاره لقومه ومن قارون حبه للمال

تخرج في كلية اصول الدين تخصص دعوة وارشاد عام 3691. عمل في مجال الدعوة الاسلامية اكثر من نصف قرن فأثري الحياة الدينية من منطلق الوسطية والاعتدال وعدم التشدد في الدعوة والفتوي فحصل علي عدة مناصب مرموقة وعدة ألقاب رنانة من ابرزها »الفقيه المستنير«..
انه فضيلة الشيخ فكري حسن اسماعيل وكيل وزارة الاوقاف السابق والعضو البارز في لجنة السنة بالمجلس الاعلي للشئون الاسلامية وصاحب الرصيد الكبير في النشاط الديني والاجتماعي علي مستوي مصر والخارج لجمع الكلمة ونبذ الاختلافات التي من شأنها اهدار القيم الاجتماعية. ورغم ذلك فقد تعرض خلال حياته العملية الي كثير من الاضطهاد، لا لشيء الا لانه يقول كلمة الحق ولا يرضي عنها بديلا. وكان اول اضطهاد تعرض له واعتبره اغتيالا لدينه وكرامته من جهاز أمن الدولة الذي امره بالتجسس علي زملائه الائمة فعمل بنصيحة شيخه الغزالي الذي نصحه بتغيير طريقه في نقد سلبيات الحكم والمجتمع وقال له انت خسارة حينما تمنع من اداء الرسالة.
كيف ومتي كان اول احتكاك بجهاز أمن الدولة ولماذا تم اختيارك للتجسس علي زملائك؟
بعد حصولي علي اجازة الدعوة والارشاد تقدمت لمسابقة ديوان الموظفين ونجحت بتفوق من بين 011 آلاف متسابق تقدموا للمسابقة ونجح منهم فقط 051 متسابقا وبناء عليه تم تعييني علي الدرجة السادسة في ابوجرج في محافظة المنيا مسقط رأس الشيخ مصطفي عبدالرازق من كبار علماء الازهر ثم تم نقلي الي مسجد مديرية أمن الجيزة في عام 5691 وكان لهذا المسجد شعبيته ومريدوه فبدأت عدة لقاءات دينية وتربوية مع شباب الجامعة حتي عام النكسة 7691 فتحولت الامور الي اسلوب للتضييق علي الدعوة والدعاة وفتحت مصر ذراعيها للملحدين ودعاة الشيوعية وتغلغل الفكر الماركسي لدي البعض في مصر. وفي يوم ما دعيت لالقاء محاضرة في عهد التنظيم الطليعي بحلوان لاعداد كوادر شبابية مؤهلة لنشر الالحاد والشيوعية وذلك في فترة سيطرة الجهاز الطليعي لنشر الفكر الشيوعي علي ان تدور المحاضرة حول الاشتراكية فوجئت بأن الشباب المجتمعين ليلقونه مباديء الفكر الماركسية ليس لديهم اي معرفة بهذه التيارات السياسية وخرجت من هذا اللقاء بحقيقة هي ان الشباب يريد الحقائق حيث انني اوضحت لهم ان الاسلام لا يعرف الا العدالة الاجتماعية وكلمة الاشتراكية لا اساس لها في الفقه والمنهج الاسلامي. وبعد هذا اللقاء زار مصر الفيلسوف الوجودي »سارتر« وفتحت له صحفها واعلامها الابواب للترويج للفكر الماركسي والالحاد واثناء حضوري لاداء صلاة الجمعة في المسجد سألني احد شباب الجامعة ما معني المذهب الوجودي فقصدت ان تكون الخطبة نحو هذا المفهوم وشرحت خطورة هذا المذهب وبعد انتهاء الخطبة استدعيت الي شارع جابر بن حيان حيث جهاز امن الدولة بدون اخباري عن سبب الاستدعاء وبعد ساعتين جلس معي ضابط للتحقيق وقال لي »يبدو ان لك شعبية كبيرة في الدقي ونشاطا كبيرا في الدعوة فلاحقته بقولي: انا لست ممن يطلبون السلطة ولن اترشح لعضوية اي مجلس تشريعي« فأضاف الضابط انت مش راضي عن الوضع في البلد؟! ثم طلب مني ان التزم بالحقائق وان احضر اليه كل يوم خميس لاخبره عن اراء الائمة والشيوخ زملائي الذين يتكلمون ضد السلطة. فاندهشت من هذا الطلب الذي اغتال كرامتي وديني وانتهت الجلسة معه بتحذيرات منها »اذا لم تلتزم فلك حساب آخر« خرجت من التحقيق قبيل المغرب وعلمت ان الذي كان يحقق معي هو النقيب حبيب العادلي الذي يجري في دمه العنف منذ بداية عمله!
بعد هذ النجاح ماذا كان رد فعلك؟
في اليوم التالي ذهبت الي وزارة الاوقاف وقابلت الشيخ محمد الغزالي امام مسجد المديرية وحكيت له ما حدث مع جهاز أمن الدولة فنصحني نصيحة عظيمة وقال لي: انت خسارة حينما تمنع من اداء الرسالة؟« خذ طريقا آخر ولا تعلق علي اي صحيفة ولا تتعرض لاي سلبيات في الحكم في احاديثك بالمسجد.. وبعد اسبوع من هذا اللقاء غادر سارتر مصر الذي اكرمته وفتحت له كل الابواب وذهب متوجها الي اسرائيل وكان اول رد جميل فعله هو الهجوم علي مصر وقيادتها والثناء علي اسرائيل بقوله »اسرائيل خلقت لتبقي ولا مكان للعرب امام اسرائيل«. وفي الاسبوع الثاني قبل خطبة الجمعة تحدثت لنفسي قائلا: سبق ان تحدثت عن سارتر فعوتبت عليه عتابا شديدا وها هو يذهب الي اسرائيل ناكرا جميل مصر ولذا سأعمل بنصيحة شيخي الغزالي وآخذ طريقا آخر وهو ما كان يفعله الشرفاء عندما يواجهون بالتهديد والوعيد وعدم الانصياع لاوامرهم وقررت ان يكون حديث خطب الجمعة في رحاب القرآن الكريم فقط وبالفعل بدأت بالتفسير.
كيف اجبر جهاز أمن الدولة خطباء المساجد علي الالتزام بموضوعات معينة لخطب الجمعة؟
في هذه الفترة كان يتحكم الفكر الشمولي في شئون مصر، وكان ائمة المساجد تفرض عليهم خطب الجمعة التي يلتقونها وتأتيهم من الاتحاد الاشتراكي وكنوع من الاستخفاف مما يحدث والتنكر لما في الخطبة.. كان بعض الائمة يقف علي المنبر ويقول: »ايها الناس جاءتني هذه الخطبة من الجهات المسئولة وسأتلوها علي مسامعكم، وكان لا يسمح لاي انسان بالتعليق علي اي حدث لان النظام الشيوعي لا يعرف حرية الرأي«.
بعد فترة حكم عبدالناصر.. كيف صارت الدعوة الاسلامية في عهد السادات؟
لم اعاصر عهد الرئيس الراحل السادات لوجودي خارج مصر فقد تمت اعاراتي الي ليبيا للعمل محررا وواعظا بمجلة الهدي الاسلامي واراح قرار اعارتي ضباط أمن الدولة وعقب حدوث تنافر بين القيادة المصرية وحاكم ليبيا رفضت ان اعمل في المجلة بعد ان طلب مني السير في نهج تحريف الاحكام الشرعية، وكان ابرزها ما اعلنه القذافي حاكم ليبيا المرفوض شعبيا ودوليا- حاليا- وذلك امام الشعب ان الربا الحرام هو الربا المضاعف فقط وهذا غير صحيح فالربا حرام قطعيا ومن هنا آثرت السلامة وقدمت استقالتي وعدت الي مصر ثم اعيرت الي سلطنة عمان عدة سنوات اخري وعدت الي مصر مع بداية حكم مبارك.
هل تغيرت النظرة الي الدعوة الاسلامية والدعاة في عهد الرئيس السابق مبارك؟
كان عهد مبارك في بدايته هادئا والامور شبه مستقرة والشعب احب الاستقرار والامن بعد فترة النكسة والحرب. وفي بداية التسعينيات عملت مديرا عاما لاوقاف الجيزة ووقعت احداث المنيرة الغربية بإمبابة بين المسلمين والاقباط وكان لها اثر سييء في تفريق كلمة الشعب فتحولت الامور وبدأ مرة اخري التضييق علي كل تيار اسلامي ومراقبة كل من يذهب الي المساجد ليصلي وكل من يعتلي المنبر وتحولت سياسة الدولة الي مراقبة الانشطة الدينية والزج بأي متدين بالسجون بدون دليل وبمجرد ان يشرح حتي كتاب رياض الصالحين في المسجد او يخطب بدون ترخيص واصبح الاتهام موجها الي كل مسلم يدعو الي كلمة الله تحت سقف محاربة الارهاب والتطرف.
وفي رأيك ما الاسباب الحقيقية لانتشار ظاهرة الارهاب والتطرف في مصر؟
الارهاب لا يأتي من التمسك بالدين والتطرف لا مكان له في الدين وقد استدعاني احد المسئولين من رجال الامن للتشاور في اسباب ظاهرتي التطرف والارهاب فأجبته لعدة اسباب منها: ان الازهر لم يعد الازهر الذي تخرجنا فيه بعد ان اصبح مؤسسة تعليمية فقط في المقام الاول. وكان العالم لا يعرف مصر الا بالازهر. والسبب الثاني ان بعض المسئولين المقربين الي الحاكم السابق كانوا يشوهون صورة الاسلام لان كثيرا منهم لا يعرف جوهر الاسلام ولا مفهومه. ومن هنا فقدت مصر المعني الحقيقي للاسلام. بالاضافة الي سوء ادارة التعليم في مصر حيث تم تنحية التربية الدينية والايات القرآنية والاحاديث التي تربي عليها اباؤنا واجدادنا وكذلك الشعر العربي من المناهج الدراسية واصبح التعليم هشا يحصل التلميذ علي الاعدادية ولا يعرف كيف يكتب اسمه.
كيف تم تهميش دور الازهر كمؤسسة دينية وتعليمية وتربوية؟
من مساوئ ثورة 32 يوليو وما بعدها ان الدولة اصدرت القانون الخاص بتطوير الازهر لتخريج من ليست لهم دراية بالعلم وقد اساء هذا القانون الي الازهر ذاته واصبح مسيرا للنظام ولا يستطيع احد ان يقوم بأي مشروع لاصلاحه.. واصبحت الدعوة الاسلامية تسير تحت عين وبصر أمن الدولة فاغلقت الكتاتيب وحيل بين الاولاد والبنات حفظ كتاب الله فلا يجوز اقامة حلقة تحفيظ في المساجد الا بموافقة الامن بعد الكشف عن هوية التلميذ ووالده الدينية مما جعل الحصار مشددا علي الدعوة الاسلامية فضعف مستوي الخريجين نتيجة تدمير التعليم الازهري ولم يكن هناك اقبال علي وظيفة الامام والخطيب لما يتعرض له من مضايقات امنية.. فكان الامام يخاف أمن الدولة اكثر من رؤسائه واستغل الامن بعض الائمة ليجعلهم رقباء علي زملائهم وصدرت الاوامر بغلق المساجد بين اوقات الصلاة ولذا قد حوصر الفكر الاسلامي الجميع واتيح لاهل النفاق ان يقولوا ما يشاءوا.
هل هناك مساوئ اخري فرضها النظام السابق علي الحياة الدينية في مصر؟
من اهم المساوئ اغلاق اي مكان فيه دعوة الي الله.. والغاء المسابقات الدينية واتاحة الفرصة للعلمانيين واصحاب الافكار الهدامة ووضع وسائل الاعلام في يد غير امينة علي القيم والاخلاقيات وفتحت ابواب الانحراف علي مصراعيها ونتج عنها وجود حزب البلطجية وحزب الشباب المنحرف وانعدام القيم الاخلاقية الامر الذي جعل البعض يتطاول علي من هم اكبر منهم سنا واكثر فهما. وحالت وسائل الاعلام المرئية والفضائية بين اصحاب الفكر الصحيح من التحدث عن الاسلام بوسطية واعتدال حتي تسمم الجو العام واصبح بعض دعاة الاسلام هم سبب وقف حركة الحياة.
اذن ما هو وجه الشبه بين حكم مبارك لمصر وحكم فرعون موسي لمصر ايضا؟
من اكثر مساوئ النظام السابق انه احتضن اهل النفاق وهم اخطر فئات المجتمع وهم في الدرك الاسفل من النار، كما قال الله في كتابه العزيز حيث زينوا للحاكم الخير شرا والشر خيرا. ووصل بهم الامر الي ما يشبه التأليه لهذا الحاكم وانه ملهم يوحي اليه. والرئيس السابق كان حبه الاكبر لهذا لانه كان يري ان الزمن لم يجود بمثله وان ملك الموت او المرض بعيدان عنه وهذا نوع من الغرور الذي تمثل في المقام الاول في ابليس حينما قال الله تعالي لِمَ لم تسجد لآدم وقال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين.. كما ان الحاكم السابق وعصابته غلب عليهم حب الدنيا والمال فتعالوا واستكبروا واتخذوا من العناد اسلوبا في حياتهم حتي اصبحوا كالفراعين خاصة فرعون موسي الذي قال الله عنه حينما قال لقومه »انا ربكم الاعلي« وفي اية اخري قال لقومه »أليس لي ملك مصر وهذه الانهار تجري من تحتي«. وفي ضوء ذلك اقول ان الرئيس السابق اخذ عن ابليس غروره وعن فرعون موسي استعلاءه واحتقاره لقومه حين قال لقومه »خليهم يتسلوا« واخذ عن قارون حبه للمال وانكاره ان الغني بيد الله حيث قال تعالي: »انما اوتيته علي علم عندي«.
وماذا عن زوجته وابنائه وبطانته؟
اما الزوجة فكانت سيدة انتهازية حبها الاول الظهور والتحكم والاستيلاء علي الحكم لتكون مرة زوجة الرئيس ومرة اخري ام الرئيس الوريث وهذا ما يناسب في تاريخ الاسلام امرأة تسمي سجاح بنت الحارث حيث ادعت النبوة ووضعت قومها تحت امرتها بحجة انها يوحي.. واما الابنان فنشآ علي بعض الصفات التي تحلي بها والدهما وهي الغرور وحب المال وهذا يؤكده قول الشاعر: وينشأ ناشيء الفتيان منا علي ما كان قد عوده عليه ابوه، فلم يجدا من يوجههما الي الخير حيث اصبح لهما مجموعة من الاعوان والبطانة علي شاكلتهما، اما وزراء حكومته فقد اخذوا عن هامان وزير فرعون الاول انه كان كاذبا ومنافقا لفرعون ومنفذا لاوامره.. اما البطانة التي احاطت بالبيت الحاكم السابق فهي بطانة سوء تلمثل فيها الكذب والغرور والدهاء واتخاذ الحيل الماكرة والاكاذيب الباطلة واعتبروا ان مصر من اولها الي اخرها عزبة هم اصحابها وقد ينطبق عليهم قوله تعالي »وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الارض ولا يصلحون« وهذه الاية توضح رؤوس الشر وليس المقصود بالعدد تسعة فهم اكثر من هذا، فكل من يتصف بالصفات التي جاءت في الاية يدخل تحت هؤلاء.
ما الذي ترتب علي قبضة هؤلاء علي مقاليد الحكم في مصر؟
اختفت العدالة والشوري والحرية واعطاء كل ذي حق حقه وهي المباديء التي وضعها الرسول صلي الله عليه وسلم عند تأسيسه لاول مجتمع اسلامي في المدينة المنورة وظهرت بدلا منها الرشوة واختفت حقوق الانسان التي قررها الاسلام وجاء بها القرآن الكريم ثم نادت بها دساتير العالم ليظهر طغيان الحكام وتصورهم ان بيدهم تحريكهم كالشطرنج وعدم الالتفات الي مطالبهم ومن مقولات بعض المسئولين السابقين للشعب »احمدوا ربكم ده فيه حرية رأي« وفي قرارة انفسهم يقولون: دعوا الشعب يتكلم كيف يشاء ويقول وينشر وما نريده نحن سنفعله رغم انوفهم.. ومن هنا كان مجلس الشعب وغيره سيد قراره وكانت القلة هي التي تحكم وليست الاغلبية وكنت اتعجب من بعض اعضاء مجلس الشعب الذين يحركهم احمد عز بأصبعه فيقول قفوا يقفون.. اجلسوا يجلسون!
من مباديء الاسلام طاعة الحاكم وهذا ما تنادي به بعض المظاهرات الآن فهل حاكم بهذه الصفات تجب طاعته ام لا؟
للاسف نري البعض يفتي بأن الخروج علي الحاكم مما حرمه الاسلام لانه يؤدي الي نشر فرقة الامة من منطلق قول الرسول صلي الله عليه وسلم بالنسبة لمن يجوز قتلهم التارك لدينه المفارق للجماعة.. هذا الحديث مفهومه يؤكد ان الحاكم الذي يجب ان يطاع اشترط فيه شرطان الاول ان يكون ممن يطيع الله ورسوله فهذا الحاكم يجب علي الشعب ان يطيعه والا فلا، والثاني في ان يكون هذا الحاكم قد وصل الي الحكم عن طريق صحيح وانتخاب حر وليس مزورا وبارادة شعبيه عنه ولذا لا يجوز للشعب ان يخرج عليه ولكن يجوز لابناء الوطن باسلوب حضاري ان ينتقد بعض تصرفاته اذا مال عن الحق ولعلنا نتذكر قول سيدنا عمر رضي الله عنه في خطبة الجمعة عندما قال: ماذا تقولون لو ملت برأسي الي الدنيا فقال احد المصلين نقومك بسيوفنا، فما كان من احد المصلين الا ان نهر هذا الرجل فقال عمر: الحمد لله الذي جعل في امة محمد من لو رأي عمر قد مال عن الحق قومه بسيفه فلا خير فيكم ان لم تقولوها ولا خير فينا ان لم نسمعها.
هل فترة الحكم السابق التي امتدت 03 عاما مسئولة عن النفلات الاخلاقي والاداري الذي نعيشه حاليا حيث كان عهد مبارك عهد فساد؟ وما هو العلاج؟
ما نراه الان من الانفلات الاخلاقي فهو راجع في المقام الاول الي انعدام الاخلاق علي مدي اكثر من 03 عاما حيث افرز النظام السابق فئة كبيرة من سيئي الاخلاق ودعاه الايذاء والفوضي وتفشي الرشوة والكسب غير المشروع فحدث الانفلات الاداري ولعلاج ذلك يجب ان نضرب بيد من حديد علي كل انسان تسول له نفسه لفعل عمل لا يقره الشرع حتي يكون عبرة لغيره وان تشدد القوانين في مثل هذه الاحوال وان يفهم الجميع قوله تعالي: »ومن يغلل يأتي بما غل يوم القيامة« اي من يكتسب مال حرام او يقبل رشوة او يأخذ شيئا ليس له سيعاقب عليه في الدنيا والاخرة.
وما رأيك بين اختلاف الاراء بين شباب ثورة 52 يناير واستغلال البعض من ركوب الموجة؟
علي شبابنا ان يعي في المقام الاول ان مصلحة مصر فوق الجميع لعظم مكانتها في التاريخ القديم والحديث وان يرتفع الجميع عن الامور الشكلية والشخصية فمصر امانة في اعناقنا اما هؤلاء الذين لم يكن لهم نصيب في مناصره الثورة ولكنهم ظهروا في الاونة الاخيرة وارادوا ان يوجهوا الثورة لبعض افكارهم وانتماءاتهم ارجو من هؤلاء جميعا ان ينحوا مصالحهم فالامة لن تكون قوية الا بوحدة صفها.
مستقبل مصر بعد ثورة 52 يناير كيف تراه من خلال الرئيس القادم؟
ان يحسن الشعب الاختيار فيمن سيرشح نفسه للرئاسة وعلي كل انسان عاقل مستنير الفكر ان يؤثر مصلحة مصر علي مصلحته ويعتبر نفسه موظفا في الدولة وعليه مسئولية خدمة شعبه فلابد ان يرعي الله فيها وان يتجنب السلبيات التي كانت في النظام السابق وان يصدق في قوله بداية من القسم الذي يؤديه امام الشعب عند توليه الرئاسة وان يحرص علي اموال الدولة التي اؤتمن عليها بتوليه الرئاسة واذكر في هذا المقام سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما اشتهت زوجته نوعا من الحلوي فقال لها حقك من بيت مال المسلمين لن نزيد عليه فما كان من الزوجة الا انها استطاعت ان تقتصد في عدة ايام من مصروفها ثم قامت بشراء الحلوي فسألها سيدنا عمر فأجابت بأنها ادخرت واشترت الحلوي فقال لها: مااستطعتي ان تدخيره لابد ان يعود الي بيت المال لانه فائض عن حاجتك.. وفي هذا قال الشاعر حافظ ابراهيم: يوم اشتهت زوجة الحلوي فقال لها من اين لي ثمن الحلوي فاشتريها
ما زاد عن قوتنا فالمسلمون اولي به فقومي لبيت المال رديها
ما اهم الدروس المستفادة من ثورة 52 يناير؟
ان الله استجاب لدعوة المظلومين فأخذ الظالمين اخذ عزيز مقتدر فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب.. قال تعالي: »وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون«.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.