الدوحة ترفض عرضاً روسياً للوساطة وتصر علي سياساتها العدائية في الوقت الذي تتواصل فيه أزمة قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، قررت الدوحة الاستمرار في عنادها وسيرها إلي المجهول، حيث رفضت كل مقترحات الوساطة التي شهدتها الأيام الستة الأخيرة، من جانب الكويتوروسيا، وكشف تميم بن حمد عن حلفائه الحقيقيين في المنطقة، وهما تركيا وإيران اللتين سارعتا إلي ارسال قواتهما لإنقاذ أمير قطر المأزوم، كما فتحت جسراً جوياً لامداد بلاده بالأغذية لانقاذها من المجاعة، وخشية انفجار الغضب الداخلي ضد »تميم» من المواطنين والمقيمين علي حد سواء. وبينما جددت الدول العربية المقاطعة لقطر دعوتها للدوحة بأن توقف فورا دعمها للإرهاب، بدأت بعض الدول تنفيذ إجراءات قانونية ضد التنظيمات الإرهابية المرتبطة بقطر، كما أعلن البرلمان الليبي قائمة جديدة للإرهابيين والكيانات المتطرفة المدعومة من قطر، كما قررت دول افريقية منها النيجر والسنغال سحب سفرائها من الدوحة رفضا لسياساتها الداعمة للإرهاب. وفي محاولة للافلات من الضغوط، زار وزير الخارجية القطري أمس العاصمة الروسية موسكو، الا انه تسبب في حرج للدبلوماسية الروسية عندما رفض عرضاً روسياً للوساطة في الأزمة، وهو ما يكشف اصرار الدوحة علي الاستمرار في سياساتها العدائية، والتصميم علي دعم ومساندة الإرهاب، ورفض الاستماع لدعوات التخلي عن سياساتها الكارثية التي اشعلت الفتن والأزمات بالمنطقة. حظيت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجديدة تجاه قطر بترحيب عربي وخليجي باعتبارها خطوة إضافية علي طريق تضييق الخناق علي نظام الدوحة للرضوخ لمطالب المجتمع الدولي ووقف دعمه وتمويله للإرهاب فرحبت السعودية والإماراتوالبحرين بمطالبة ترامب لقطر بالتوقف »فورا» عن تمويل الإرهاب ودعت الدول الخليجية الثلاث الدوحة الي البدء في »تصحيح سياستها». وقالت وزارة الخارجية السعودية إن محاربة الإرهاب والتطرف لم تعد خياراً بقدر ما هي التزام يتطلب تحركاً حازماً وسريعاً لقطع كافة مصادر تمويله من أي جهة كانت وأكدت التحرك الفوري لوقف تمويل الارهاب ينسجم مع مخرجات القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي استضافتها الرياض في مايو الماضي وألقي فيها ترامب خطابا دعا فيه الدول العربية والمسلمة الي مكافحة الفكر المتطرف. وأكد سفير الإمارات بالولايات المتحدةالامريكية يوسف مانع العتيبة أنه ينبغي علي الدوحة أن تراجع سياساتها الإقليمية بعد أن تقر بالمخاوف التي تتعلق بدعمها المقلق للتطرف.. وأكد ان الامارات ترحب بتصريحات الرئيس الأمريكي في مواجهة دعم قطر للتطرف. ومن جانبها شددت البحرين في بيان نقلته وكالة أنبائها الرسمية علي ضرورة التزام قطر بتصحيح سياساتها والانخراط بشفافية في جهود مكافحة الإرهاب لتتمكن دول المنطقة من معالجة الأخطار التي تهددها ومواجهة جميع الكيانات الإرهابية والقضاء علي كل من يدعمها». وفي موسكو قال وزير الخارجية الروسي »سيرجي لافروف» إن روسيا تشعر بالقلق إزاء قطع دول عربية العلاقات مع قطر ودعا الي محادثات لحل الأزمة وقال لافروف لنظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال محادثات في موسكو إن موسكو مستعدة للعمل بموافقة الأطراف المعنية للمساعدة في حل الخلاف الدبلوماسي ومن جانبه قال وزير الخارجية القطري إن قطر ملتزمه بحل القضية عبر الحوار ويعد مجلس التعاون الخليجي هو أكثر كيان ملائمة لاجراء هذه المحادثات. وأعربت المستشارة الألمانية »أنجيلا ميركل» عن قلقها حيال الوضع في قطر مضيفة إنه يتعين علي كل دول الخليج وإيران وتركيا أيضا العمل معا لإيجاد حل لهذا النزاع الإقليمي. وأضافت ميركل أنها تريد الحفاظ علي توازن القوي بشكل معقول في المنطقة مؤكدة أن مكافحة الإرهاب ستكون علي جدول أعمال قمة مجموعة العشرين خلال شهر يوليو القادم في هامبورج.