الحكاية ليست الوليد بن طلال.. هو حر تماما في طموحاته واستثماراته.. يشتري اصول السينما المصرية.. يشتري توشكي.. يزرع، يتاجر، يبيع.. هو حر تماما.. الحكاية ليست »روتانا« ولا »ART«.. ليست الوليد ولا الشيخ صالح.. ولكن تلك الاستباحة التي تبيع ما لا يجوز بيعه.. الحكاية كلها في السوق المفتوح علي مصراعيه يعطي فيه من لا يملك لمن لا يستحق! احدث الصفقات التي اخلفت ضجيجا، هي بيع ارض معهد السينما بمدينة الفنون بالهرم، لتحويلها الي »مول تجاري« وذرا للرماد في العيون سوف يقام بالمول دور للعرض السينمائي وطابق كامل »لارشيف السينما«.. وتلك حكاية اخري لاتقل سوءا. الموضوع من بدايته ان أرض معهد السينما ومدينة الفنون بكاملها ملك للمجلس الاعلي للثقافة منذ أواخر عهد السادات بعد ان آلت املاك وزارة الثقافة كلها إليه. وفي أواخر العام الماضي »9002« اتخذ المجلس الاعلي للثقافة قرارا ببيع هذه الارض »مدينة الفنون أو حديقة معهد السينما« لشركة الصوت والضوء والسينما التابعة لوزارة الاستثمار »يتردد ايضا في ظل غياب الشفافية ان الأرض تم تأجيرها«. حدث هذا في أواخر فترة عمل الناقد السينمائي علي أبوشادي كأمين عام للمجلس الاعلي للثقافة قبل احالته الي التقاعد وخروجه من المجلس ليعمل حاليا بالشركة القابضة للصوت والضوء والسينما »نفس الشركة التي اشترت أو استأجرت أرض مدينة الفنون ومن علي أبوشادي نفسه«!! وتستعد الشركة حاليا لاقامة مول تجاري متعدد الطوابق يضم ارشيفا سينمائيا »سينماتيك«. لكن ما علاقة الوليد بن طلال بالأمر؟! الوليد بن طلال والذي سبق واشتري ثلث أصول افلام السينما المصرية »ويسعي حاليا لشراء البقية الاخري من الأفلام من الشيخ صالح ART« جدد هذه الايام تعاقده مع شركة الصوت والضوء والسينما لمدة 5 سنوات مقبلة لاستخدام »مخازن« لحفظ أصول الافلام.. مطلقا صيحته »التراث السينمائي المصري بين ايد سعودية أمينة«. والحقيقة ايضا ان اليهودي الامريكي »روبرت مردوخ« شريك ايضا مع الوليد بن طلال في »روتانا« أي شريك في ملكية أصول الافلام المصرية، بما دفع صحيفة هاآرتس الاسرائيلية للتعليق »ان صهيونيا متحمسا يضع جزءا من ميراث السينما المصرية في جيبه«! الوليد بن طلال شريك في اقامة »المول التجاري« ومخازن حفظ الافلام »والسينماتيك« وهو ما يدفعنا للسؤال: من يملك حق بيع أرض مجمع الفنون؟ ولمن؟ ما رأي وزارة الثقافة، واكاديمية الفنون في النشاط المستخدم فوق أرض معهد السينما بمجمع الفنون؟ يقول الناقد علي ابوشادي مهندس الصفقة »ان المول سيضم مجمعا سينمائيا متكامل الخدمات، ويضم طابقا كاملا وأرشيفا للفيلم تحت اشراف الاتحاد الدولي لارشيف الافلام.. تصريح ازعج الناقد السينمائي سمير فريد مؤكدا ان موافقة الاتحاد الدولي للارشيف لا تبرر علي الاطلاق وضع السينماتيك أو أي أرشيف داخل مول تجاري!! لكنها قضية فساد أخري!