حذر وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس من أن بلاده تفتقر إلي إستراتيجية فعالة للحد من تقدم إيران المطرد نحو امتلاك قدرات نووية. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مسئولين أمريكيين أن جيتس عبر في مذكرة سرية قدمها قبل ثلاثة أشهر عن مخاوفه من عدم وجود رد إذا اختارت إيران النهج الذي يعتبره محللون كثيرون مرجحا، وهو تجميع كل الأجزاء الرئيسية اللازمة لسلاح نووي، مثل الوقود والتصميمات وأجهزة التفجير، حتي لو لم تصل إلي حد تجميع سلاح يعمل بشكل كامل. واضافت الصحيفة أن المسئولين المطلعين علي محتويات المذكرة لم يصفوا سوي الأجزاء التي تتناول الإستراتيجية والسياسة وليس الفقرات التي تتناول علي ما يبدو العمليات السرية ضد إيران أو كيفية التعامل مع الحلفاء بالخليج. وأرسلت مذكرة جيتس السرية إلي الجنرال جيمس جونز مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي باراك أوباما في يناير الماضي، وأثارت تحركا مكثفا داخل وزارة الدفاع الأمريكية والبيت الأبيض ووكالات المخابرات الأمريكية لوضع خيارات جديدة أمام الرئيس أوباما. وشملت تلك الاحتمالات سلسلة معدلة من البدائل العسكرية التي يتم بحثها إذا أخفقت الدبلوماسية والعقوبات في إجبار إيران علي تغيير نهجها. من ناحيته قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن القوات المسلحة الإيرانية باتت اليوم قوية إلي الحد الذي لا يمكن معه لأي عدو مواجهتها. وأضاف أن إسرائيل سائرة في طريقها إلي الزوال والانهيار، معتبرا إياها "المغذي الرئيسي للصراع" في منطقة الشرق الأوسط. وأشار نجاد أمس في كلمة له بمناسبة الاحتفال بيوم الجيش إلي أن وجود قوات أجنبية في المنطقة يسبب التوتر فيها، وطالب بانسحاب هذه القوات، كما طالب دول المنطقة بعدم السماح للقوي الكبري بالتدخل في شؤونها. وأوضح أن "النظام الصهيوني في طريقه إلي الزوال، ودول المنطقة تريد استئصال هذا الجرثوم الفاسد بعد ستين سنة شاذة"، في إشارة إلي مرور ستين عاما علي إعلان دولة إسرائيل. ومن جهة أخري اقترحت إيران أمس في ختام المؤتمر الدولي الذي أقيم في طهران عن الطاقة النووية إنشاء هيئة دولية مستقلة للتخطيط والإشراف علي نزع الأسلحة النووية، وهيئة أخري لمراجعة معاهدة الحد من الانتشار النووي. ودعا أحمدي نجاد إلي إبعاد الولاياتالمتحدة من هاتين الهيئتين بدعوي انتهاكها الاتفاقيات الدولية في هذا المجال. من ناحية أخري ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن ثلاث دول عربية هي سوريا ولبنان والعراق قدمت دعمها للبرنامج النووي الإيراني الذي قالت إنه برنامج سلمي، مطالبة في الوقت نفسه بأن تتخلي إسرائيل عن ترسانتها النووية. وشدد وزراء خارجية الدول الثلاث المشاركون في المؤتمر الدولي حول نزع الأسلحة النووية علي أنه يتعين علي إسرائيل أن تنضم إلي معاهدة حظر الانتشار النووي.