ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن وزير الحرب الأمريكي روبرت جيتس وجه مذكرة إلى المسئولين في البيت الأبيض يحذر فيها من أن الولاياتالمتحدة تفتقر لسياسة فعّالة بعيدة المدى للتعامل مع تقدم إيران الثابت باتجاه امتلاك قدرات نووية. ونقلت الصحيفة الأحد (18-4)، عن مسئولين أمريكيين رفضوا الكشف عن أسمائهم إن جيتس كتب المذكرة السرية إلى مستشار الأمن القومي الجنرال جيمس جونز وسط تعزيز الجهود التي يبذلها البيت الأبيض ووزارة الحرب (البنتاجون) ووكالات الاستخبارات الأمريكية لتقديم خيارات جديدة للرئيس باراك أوباما، تشمل مجموعة من الحلول العسكرية التي يتم العمل عليها، كي تتم دراستها في حال فشلت الدبلوماسية والعقوبات بحضّ إيران على تغيير مسارها. ولم يناقش المسئولون المطلعون على المذكرة إلا الجزء المتعلق بالإستراتيجية والسياسة في حين رفضوا التكلم عن الجزء المتعلق بالعمليات السرية ضد إيران أو طريقة التعامل مع الدول الحليفة في الخليج. ووصف أحد المسئولين المذكرة ب(جرس الإنذار) غير أن المسئولين في البيت الأبيض أكدوا أنهم يعملون منذ 15 شهراً للتوصل إلى خطة مفصّلة للعديد من النتائج المحتملة في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. وعبر جيتس في مذكرته عن عدة عوامل مثيرة للقلق، بما فيها غياب إستراتيجية فعالة في حال اختارت إيران المسار الذي تعتبره عدة حكومات ومحللين محتملاً، وهو تجميع كل الأجزاء الرئيسية اللازمة لسلاح نووي مثل الوقود والتصميمات وأجهزة التفجير من دون أن تقوم بتجميع سلاح يعمل بشكل كامل. وفي هذه الحال ستبقى إيران دولة موقعة على اتفاقية الحدّ من الانتشار النووي، بينما تصبح بحسب ما يصفه المحللون دولة نووية (افتراضية). كما نقلت الصحيفة عن بعض المسؤولين إن المذكرة تدعو إلى تفكير جديد حول الطريقة التي قد تحتوي فيها الولاياتالمتحدة قوة إيران في حال قررت صنع سلاح، أو كيفية التعامل مع احتمال أن تحصل (المجموعات الإرهابية) التي رعتها إيران على الوقود أو السلاح النووي، وهو احتمال يعتبره المسؤولون أقل ترجيحاً. وذكرت الصحيفة ان جيوف موريل المتحدث باسم غيتس رفض التعليق على أمور محددة في المذكرة ولكنه أصدر بياناً يوم السبت قال فيه: يؤمن الوزير أن الرئيس وفريقه للأمن القومي بذلا قدراً كبيراً من الوقت والجهد في التفكير والإعداد لمجموعة كاملة من الاحتمالات الطارئة في ما يتعلق بإيران. ونقلت الصحيفة عن مسؤول آخر أن ثمة حدّ لن يسمح لإيران في تجاوزه، وقال إن الولاياتالمتحدة ستحرص على ألا تحصل طهران على قدرة نووية، وهي خطوة قد تصل إليها إيران قبل تطويرها سلاح معقد. ومن جهته، رفض جونز التعليق على المذكرة غير أنه قال في ما يتعلق بإيران نقوم بما قلنا أننا سنقوم به، فإن كنا لا نتكلم علناً عن إستراتيجيتنا الكاملة ليراها العالم ذلك لا يعني أنه ليس لدينا إستراتيجية تسبق مجموعة كاملة من الاحتمالات الطارئة، فلدينا ذلك.