الهروب الكبير للاستثمارات الأجنبية في مصر بعد الثورة أو توقفها في بعض الدول لحين اتضاح الرؤية يجعلنا مطالبون أكثر من أي وقت مضي بإعادة النظر في نوعية الاستثمارات التي نحتاجها في هذه المرحلة الصعبة.. في الماضي كنا نبحث عن الأموال لنستثمرها في بناء المصانع والمشروعات الكبري لنتمكن من توفير الوظائف وزيادة الإنتاج والتصدير وخلافه. ولكن اليوم نحن في حاجة إلي نوع جديد من الاستثمارات تركز علي الاستثمار في المواطن المصري.. كلنا نلوم علي تصرفات وسلوكيات قلة من الشعب يتصرفون بعدائية وإجرام وبلطجة.. ولكننا لم نصارح أنفسنا ولو لمرة واحدة.. ونجيب علي سؤال يدور في رؤوسنا جميعاً وهو.. من وصل بهؤلاء إلي هذا المستوي من الجهل والفقر والبلطجة؟ وبما أن شماعة حكومة الفساد قد انكسرت بلا رجعة.. فيجب علينا أن ندرك أننا في حاجة إلي استثمار حقيقي يركز علي ثروة مصر ومستقبلها وهي الأطفال.. لو كنت مسئولاً في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ مصر كنت سأوجه وبدون أي تردد نصف ميزانية مصر في الخطة القادمة للتعليم لنضمن أن الأجيال القادمة ستكون أكثر نضجاً وفهماً للحرية والديمقراطية.. وأوجه النصف الآخر للصحة لعلاج ما أفسده النظام السابق في أجساد المصريين.. وبعد ذلك سنصلح أحوال المؤسسات المتهالكة. زهرة أبناء مصر في حاجة إلي أن تروي بمياه نظيفة وصحية لنتمكن من أن نجني ثماراً ناضجة بعيداً عن »العفن« أرجو التحرك سريعاً قبل أن تفوتنا آخر عربة في قطار الإنقاذ ولا نجد لبناً مسكوباً نبكي عليه.