في الوقت الذي تواجه فيه القوي الغربية صعوبة في الخروج من مأزق الصراع المستمر في ليبيا منذ شهرين, تعهدت فرنسا بتكثيف الضربات الجوية علي قوات الزعيم الليبي معمر القذافي. اعلن ذلك مكتب الرئاسة الفرنسية في بيان موضحا ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تعهد خلال اول اجتماع له مع مصطفي عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض في قصر الاليزيه بأن تكثف فرنسا الضربات الجوية علي قوات القذافي. ومن جانبه قال عبد الجليل للصحفيين انه وجه الدعوة لساركوزي لزيارة مدينة بنغازي الليبية التي تسيطر عليها المعارضة في شرق البلاد.واضاف ان المعارضة تعهدت بمحاولة ارساء الديمقراطية في ليبيا بحيث يجري اختيار الرئيس عن طريق الانتخابات وليس علي ظهر دبابة. وكان عبد الجليل الذي يقوم بجولة شملت قطر وايطاليا قد ذكر أمام منظمة سانت إيجيديو الكاثوليكية الايطالية المعروفة بمساعيها للوساطة في أفريقيا "إن القذافي لن يتخلي أبدا عن الحكم إلا بالقوة" مضيفا انه "لا يمكن مقارنة القذافي بالرئيس المصري السابق حسني مبارك أو الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، حيث إن القذافي يحكم ليبيا منذ أكثر من 40 عاما، ولن "تقبله أية دولة" في حال قرر الذهاب إلي المنفي". وأوضح ان القذافي سخر كل ثروة الشعب الليبي لخدمته ووضع البلاد "في مغامرات عسكرية غير اخلاقية". وقال فرانسوا باروان المتحدث باسم الحكومة الفرنسية إن فرنسا سترسل ضباط اتصال عسكريين إلي ليبيا لدعم المعارضة الليبية في صراعها مع قوات القذافي. واوضح باروان انه "سيكون هناك عدد صغير من ضباط الاتصال مع المجلس الوطني الانتقالي لتنظيم حماية السكان المدنيين" مؤكدا أنه ليست هناك أي نية لارسال قوات أجنبية إلي ليبيا. واشار الي أن عدد ضباط الاتصال الفرنسيين سيكون أقل من عشرة. وفي غضون ذلك كشف وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي ان الحكومة قد تجري انتخابات واستفتاء حتي علي مستقبل القذافي اذا أوقف الحلف غاراته. وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) ان " العبيدي تحدث عن فترة انتقالية لمدة ستة أشهر تعقبها انتخابات تشرف عليها الاممالمتحدة". واشارالعبيدي الي أن مستقبل القذافي يمكن أن يطرح قيد البحث بعد التوصل الي اتفاق علي وقف اطلاق النار مؤكدا علي أن الحكومة الليبية جادة في التوصل الي هذا الاتفاق باشراف مراقبين دوليين. وانتقد العبيدي كذلك قرار بريطانيا ايفاد مستشارين عسكريين لمساعدة المعارضين الليبيين معتبرا أن ذلك سيقوض فرص إحلال السلام ويؤدي الي اطالة أمد القتال الدائر في البلاد.