عبوة صغيرة، تحتوي علي آلاف الكريات الصغيرة سمراء اللون، كانت خلاصة جهد بحثي وضعه الباحث د. وليد مسعد بقسم الطيف شعبة البحوث الفيزيقية في المركز القومي للبحوث بأحد أدراج مكتبه، انتظارا لخطوات أخري تستخدم هذه الكريات المصنعة من البوليمر والجرافين لتنقية مياه الصرف الصناعي من الرصاص، وحصل الباحث علي جائزة أفضل الأبحاث القابلة للتطبيق الصناعي من المركز القومي للبحوث عام 2016 عن هذا المنتج، والذي استخدم فيه الجرافين بطريقة مختلفة لتنقية مياه الصرف الصناعي من عنصر الرصاص. ويقول الباحث: »تستخدم في العادة طريقة فيزيائية لتحضير الجرافين، وهي الأكثر شيوعا، ولكننا استخدمنا طريقة كيميائية يستخدم فيها الكربون مع مواد أخري لتحضيره»، وتعطي الطريقة الفيزيائية، وهي المعروفة عالميا والأكثر استخداما، جرافين بدرجة نقاوة كبيرة، ولكنها تحتاج جهاز مرتفع الثمن لا يتوفر في المركز القومي للبحوث، بينما الطريقة الكيميائية تعطي درجة نقاوة أقل للجرافين، لكن هذه الدرجة كانت كافية للاستخدام في مجال تنقية مياه الصرف الصناعي من الرصاص، كما يؤكد الباحث. واستخدمت أبحاث سابقة الجرافين في إنتاج أغشية لتنقيه المياه توضع داخل فلاتر ضخمة، ومنها البحث الذي خرج من قسم علوم البوليمرات والهندسة، جامعة تشجيانغ بالصين عام 2013، وآخر خرج من جامعة ساوث كارولينا بالولايات المتحدةالأمريكية في نفس العام، ولكن مشكلة هذه الطريقة أن الأغشية قد تتلف مع الوقت، والجديد الذي قدمه الباحثونشره في مجلة البوليمرات التفاعلية والوظيفية، هو استخدام الجرافين في وسيلة أطول عمرا، وأقل تكلفة.. وكان الشكل الذي قدمه الباحث هو كريات صغيرةدخل في تصنيعها الجرافين بنسبه 5% مع مواد بوليمرية من السليلوز بنسبة 95%، حيث أتاح هذا الشكل مساحة سطح أكبر وتفاعلات أكثر، أدت إلي جذب عنصر الرصاص من المياه، لنحصل بعد ساعتين علي مياه خالية من الرصاص بنسبة 100%.. والميزة الأخري التي يقدمها الباحث، هو إمكانية إعادة استخدام هذه الكريات لثلاث مرات، بعد استخدامها أول مرة، عن طريق غسلها بالمياه التي تحتوي علي مادة »اديتا»، حيث أعطت في المره الأولي تخلص من الرصاص بنسبة 98% ثم 95% بالمره الثانية و93% بالمرة الثالثة، ويقوم الباحث حاليا بأبحاث أخري تختبر فاعلية هذه الكريات المصنعة من السيللوز والجرافين في التخلص من عناصر ملوثة أخري مثل النيكل والكروم.. ويحتاج هذا البحث للحصول علي فرصة تنقله إلي مرحلة التسويق التجاري، وجود اهتمام لدي الدولة بمراقبة الصرف الصناعي للمصانع، هذا ما أكد عليه د.محمد حسن، استاذ البيئة بجامعة الزقازيق.