أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراراً بعزل جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الاتحادي "إف بي آي" دون إعلان أسباب، ودافع ترامب عن قراره متعهداً بأن من سيخلف كومي سيكون "أفضل كثيرا". وهاجم الرئيس الأمريكي منتقديه من الحزب الديموقراطي. وكتب ترامب في سلسلة تغريدات علي حسابه في تويتر "كومي فقد ثقة كل شخص تقريبا في واشنطن سواء كان جمهوريا أو ديمقراطيا.. عندما تهدأ الأمور سيشكرونني". وكان كومي يقود تحقيقا عن مزاعم التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية والتواطؤ المحتمل مع حملة ترامب. ومن المتوقع أن تغذي إقالته المخاوف بشأن نزاهة التحقيق، وذلك بحسب ما نقلته وكالة رويترز. وبقيادة كومي، توصل "اف بي آي" إلي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعطي الضوء الأخضر لحملة واسعة تهدف إلي قلب نتيجة الانتخابات العام الماضي لتصب في صالح ترامب علي حساب منافسته هيلاري كلينتون. وبينما كان جيمس كومي يلقي كلمة في أحد الاجتماعات الخاصة بالمكتب في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، أبلغ بنبأ إقالته، فغادر في موكب ضخم من الحراسة أوصله حتي الطائرة التي استقلها عائداً إلي واشنطن. ووصفت وكالة فرانس برس قرار ترامب بعزل كومي بأنه مثير لصدمة الجميع في الكونجرس، وشبهه البعض بفضيحة »ووترجيت» التي أطاحت بالرئيس السابق ريتشارد نيكسون. ومن المعروف أن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي يبقي في منصبه لمدة عشر سنوات، وكان من المقرر أن يغادر كومي المنصب في سبتمبر من عام 2023.. وفي رد فعل علي خبر الإقالة، قال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ شاك شومر لترامب »أنت ترتكب خطأ فادحاً»، مشيرا إلي أن القرار »لا يبدو وكأنه جاء محض صدفة». واعتبر شومر أنّه في حال عدم تعيين قاضٍ مستقلّ يتسلّم التحقيق بشأن وجود تنسيق محتمل بين روسيا وفريق حملة ترامب الانتخابية، فيحق حينها "لكل أمريكي التشكيك في أن قرار إقالة كومي جزء من عملية التستر" علي أمور متعلقة بالقضية. ورد ترامب عبر "تويتر" قائلا "شاك شومر الذي يتباكي الآن كان صرح مؤخرا: لم أعد أثق بجيمس كومي.. والآن يتصرف وكأنه ساخط". وفي السياق نفسه، أعربت روسيا عن أملها في ألا يؤثر عزل كومي علي علاقتها بالولايات المتحدة، مع التأكيد علي أن هذا القرار لا صلة له بموسكو. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إنه يأمل في ألا يؤثر قرار ترامب علي العلاقات مع واشنطن. وأضاف خلال مؤتمر صحفي »هذا شأن داخلي تماما بالنسبة للولايات المتحدة وهذا قرار سيادي من الرئيس الأمريكي لا علاقة له أبدا بروسيا».