أثار فوز إيمانويل ماكرون برئاسة فرنسا عدة تساؤلات حول ما إذا كان سيّد الإليزيه الجديد سيدخل تعديلات علي مواقف باريس من قضايا الشرق الأوسط، مثل القضية الفلسطينية، والحرب في سوريا، ومحاربة الإرهاب، والوضع في ليبيا، أم سيتبع سياسة الرئيس المنتهية ولايته فرانسوا أولاند؟ فيعرف كثيرون مواقف إيمانويل ماكرون من القضايا الأوروبية والعلاقة مع الولاياتالمتحدة، أما بالنسبة لمواقفه من قضايا الشرق الأوسط، فيري المراقبون أنها ستكون امتدادا لسياسات سلفه مع بعض التعديلات البسيطة. فأولوية ماكرون في سوريا هي القضاء علي تنظيم داعش، ومن ثم تنحية الأسد عبر عملية انتقال سياسي، لكنه يدعو إلي مثول الأسد أمام محكمة جرائم الحرب الدولية ويتهمه بارتكاب جرائم حرب وبشن هجمات بأسلحة كيمياوية ضد شعبه. ولا يعارض ماكرون مشاركة بلاده في عمليات عسكرية ضد الحكومة السورية، لكن شريطة أن يكون ذلك في إطار مجلس الأمن الدولي. واعتبر محللون أن موقف زعيم حركة »إلي الأمام» تجاه سوريا سيكون أقل طموحا من موقف سلفه اولاند. ومع ذلك أوضح أن وصول ماكرون إلي الإليزيه يعني أن موقف باريس من الأزمة السورية سيبقي يتحرك في نفس الاتجاه الذي رسمه انتخاب اولاند ولكن مع اهتمام أقل، مع احتمال أن يكون موقفه أقل انحيازا للمعارضة السورية مما كان سلفه. أما بالنسبة للملف الفلسطيني فإنه يري أن الاعتراف الفوري بالدولة الفلسطينية، وفق ما طالب به البرلمان الفرنسي قبل عامين، يزيد من حدة التوتر ولن يكون مجديا.لكنه في الوقت ذاته يندد بالاستيطان الإسرائيلي وبسياسة نتانياهو التي يعتبرها مخالفة للقانون الدولي. ولا يختلف موقفه تجاه إيران والاتفاق النووي كثيرا عن موقف أولاند، بل يدعو إلي اتباع سياسة أكثر توازنا معها. وفيما يتعلق بالوضع في ليبيا، فيحمل ماكرون، رؤية إيجابية تجاه إدارة الأزمة الليبية، إذ يدعو إلي ضرورة دعم المؤسسات الليبية وخاصة الجيش، لجعله قادرا علي مواجهة الإرهاب. كما يربط بين الأزمة في ليبيا وظاهرة الهجرة تجاه أوروبا.ويرفض ماكرون إقامة مخيمات للاجئين، ويؤكد علي ضرورة التصدي لشبكات تهريب البشر، وتوقيع اتفاقات ثنائية بشأن الهجرة.