لا تنتهي حكايات الخرافات في حياتنا اليومية منذ مئات وربما آلاف السنين وحتي هذه الأيام، حيث كان المصريون علي موعد مع آخر النوادر الخرافات مع تلك الرمال المبروكة التي تفوح منها الرائحة العطرة، التي تزاحم العشرات عليها في إحدي المناطق علي علي أطراف مدينة العاشر من رمضان،يقوم بعضهم بجمعها في الجرادل والزجاجات، فيما فضل البعض التبرك بها في نفس مكانها فأخذ يتمرمغ في الرمال أو يمسك بحفنة منها ويمسح بها علي جسده،وأراد البعض الآخر أن يحصل علي البركة كلها ودفن نفسه فيها.المشهد كان مثار دهشة كل من مر علي الموقع،وعندكا كان يسأل بعضهم عن الحكاية ويتلقي الاجابة،ينزل من سيارته أو الميكروباص الذي يركبه ويفعل مثلهم وبالغ أحدهم وأخذ يزحف علي ذلك التراب الذي تفوح منه رائحة مسك، لعله يعالج من الألم الذي اصاب معدته،ويبقي هنا أن نذكر السبب وهو تلك الأقاويل التي تداولها الأهالي بأن سر الرائحة العطرة في رمال تلك المنظقة أن احد اولياء الله الصالحين مدفون بها وانها رملة مباركة، فيما استنكر واحد منهم تلك الخرافة ورجح ان سبب تلك الرائحة العطرة لأن نيزكا فضائيا سقط في المكان،وصدق معظم الناس الحكاية الخيالية وذهب المئات للتبرك بهذه الرمال لحل مشاكل العاقر وجلب الزوج الصالح وعلاج الأمراض المختلفة، ولم يفوت الدجالون هذه الفرصة وبدأوا في جمع الرمال لبيعها للمترددين عليهم وباعوا الزجاجة بمبلغ 100جنيه، وظل الوضع هكذا لأيام حتي اكتشفوا ان الرمال ليست مبروكة وأن سبب رائحتها الطيبة وجود مصنع »شامبو» بجوار تلك المنطقة يدفن نفاياته في هذا المكان!. يبقي أن هناك خرافات أخري رصدتها »الأخبار» في أكثر من مكان يتم التبرك برغم تحذير الشيوخ المتواجدين بها للناس، فهناك ضريح في محافظة الفيوم يعود إلي القرن التاسع عشر،وعندما سألنا عنه بعض الأهالي،أجابنا أحدهم بأنه سمع قصة بأن بعض اللصوص سرقوا حمارًا من احد الموالد ومات منهما فبدلًا من خسارة ثمنه،قاموا بدفنه في حفرة لإخفاء الجريمة،وبدرت إلي ذهنهم فكرة جمع النذور مدعين انه مقام لأ حد الأولياء،وعلي نفس الشاكلة ضريح »الشيخة مريم» وقبر الشيخ »أبو العضام» او الشيخ الغريب، وهو يعود لجثمان طفل مجهول الهوية دفن في المنطقة وبدأ الحديث عن بركات الشيخ الصغير حتي اصبح مزارًا. الوضع لا يقتصر علي المحافظات حيث توجد في القاهرة أضرحة مجهولة الصاحب مثل»راكب الحجر» بشمال العاصمة وبجواره بئر يتبرك النساء بمياهها من اجل الانجاب والزواج وعلاج الأمراض،، وكذلك مسجد »الشيخ غراب» وكانت تلك مجرد نماذج للعديد من الأضرحة التي يزيد عددها في مصر 2225 ضريحا ومقامًا أغلبها غير مسجل.