تمر دولة الكويت بحالة استثنائية، فالحراك الداخلي والقلق إقليمي، والانشغال بالشأن المصري، قضايا حساسة وهي محور اهتمام معظم الكويتيين من الصفوة والسياسيين والمثقفين والمسئولين الحكوميين والإعلاميين ورواد الديوانيات التي تزخر بها الحياة الاجتماعية في الكويت.. فهناك انتظار وترقب للتشكيل الوزاري الجديد لحكومة ناصر المحمد والمكلف من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح وسط توقعات وتكهنات بإعلانها أوائل مايو القادم، ويترصد ها قبل التشكيل فريق من المعارضة بالاستعداد للانقضاض عليها، سواء بالاعتراض علي التشكيل أو تقديم المسائلة أو الاستجوابات.. فقد شكلت المعارضة تجمع جديد (نهج) بهدف السعي لإيجاد رئيس وزراء وحكومة جديدين بنهج جديد، وعلي الرغم من التكتم علي شكل الحكومة الجديدة فان الشروط النيابية والسياسية بشأنها تتعاظم وأبرزها حجم التغيير الذي ستشهده الحكومة السابعة لناصر المحمد، وأصبح المشهد السياسي ملبدا بالغيوم علي حد وصف الوزير والنائب الأسبق جاسم العون.. هذا الوضع الداخلي أصبح يهدد وحدة الكويت الوطنية، وهنا تتصدي الغالبية العظمي من الكويتيين للحفاظ علي الوحدة، والتأكيد علي أنها السور المنيع لقوة الكويت، ولترحل الطائفية، ويطالبون بقانون أو تشريع يجرم كل ما من شانه المساس بالوحدة الوطنية، أو يحاول خلق فتنة في البلاد، ودعا العديد من رواد الديوانيات أعضاء الكومة ونواب مجلس الأمة الكويتي إلي التصدي لمن يوقظ الفتن، ووضع الضوابط الكفيلة بحفظ كرامة المواطنين والمقيمين، وحث وسائل الإعلام الكويتية لتغليب مصلحة الكويت علي النعرة الطائفية.. ويحتل الشأن المصري بتطوراته السريعة والدراماتيكية حيزا كبيرا من اهتمامات الكويتيين علي كافة مستوياتهم وتوجهاتهم، فهم علي قناعة بأن قوة واستقرار وامن مصر قوة لأمن الكويت وأمن الخليج كافة، وقوة مصر هي رمانة ميزان القوي في المنطقة، ويقولون أن خفوت الدور المصري أدي إلي تجاسر إيران علي دول الخليج إلي حد تهديد صحيفة جمهوري إسلامي الناطقة باسم اليمين الإيراني بضرب الكويت- وتذكيرهم ذقتم سابقا طعم صواريخ دودة القز، واستمرار التدخل الإيراني في الشأن الخليجي، مصر بالنسبة لهم هي القبلة الحنون والرئة التي يتنفسون بها، يستعجلون استقرار مصر وأمنها، متمسكون بوفائهم لمواقف مصر معهم خلال عدوان النظام العراقي السابق علي الأراضي الكويتية، والجهود المصرية لعودتهم إلي بلدهم بعد التحرير.. منذ عام تقريبا كشفت أجهزة الاستخبارات الكويتية شبكة تجسس إيرانية علي المصالح الكويتية، ولم تعلن الحكومة حينها بشكل رسمي عن المحاكمات، ودعت ممثلين للسفارة الإيرانية بحضور التحقيقات، وبعدما ثبت حقيقة التجسس أعلنت الكويت رسميا عنها، وعن مخططات إيرانية لاغتيال رموز شيعية في الخليج كونها استهلكت ولم تعد ذات نفع لها، وخططت لاغتيال قيادات أمنية وعسكرية في الكويت بعد كشفها الشبكة التجسسية، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية د محمد الصباح أكد علي أن شبكة التجسس الإيرانية حقيقة ثابتة وليست اتهاما، وكان هدفها الإضرار بأمن الكويت واستقرارها، بينما اعتبر تيار المسار الأهلي الكويتي عملية طرد أربعة من الدبلوماسيين الكويتيين من السفارة الكويتية في طهران تصعيد سلبي خطير للعلاقات الثنائية بين البلدين، وان إيران تريد إدخال الكويت طرفا في صراعها المتأجج مع الولاياتالمتحدةالأمريكية.