حتي لا يصبح تكرار الكلام مملا ومبالغا فيه فيفقد معناه، وتضل منا مصداقية.. آثرت أن أتحدث عن النجلين ووالديهما من منظور الشفقة التي حرموا الناس منها ثلاثين عاما كاملة يموت فيها من يموت ويولد من يولد وتتغير الأحوال وتتبدل الأمم وهم يسيرون بلا عودة نحو مصيرهم المحتوم وليس مصير من عذبوهم وآذوهم.. ثلاثون عاما نسوا فيها الله فأنساهم أنفسهم. اليوم يبكي الأب وتنتحب الأم علي ولديها ناسيين المال والسلطة فكل ذلك يهون الآن فداء الغاليين الملقيين في السجن تطبق عليهما القوانين شأنهما شأن كل مخطئ في حق هذا الوطن ومواطنيه.. شرد ذهني بعيدا الي حيث هما في سجن طرة خشونة من بعد عز وقهر ومذلة من بعد سلطان وتذكرت فيهما قول الله تعالي »فلما نسوا ما ذكروا به. فتحنا عليهم ابواب كل شيء حتي اذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون« »الانعام ايه 44«. نعم غضب الله عليهما فزادهما من عزة وجبروت وحبب اليهما الظلم ونهب حقوق الناس ليكون أخذه أخذ عزيز مقتدر ويا أسفي. كان يمكن لهما ان يكونا زهرتين من زهور مصر اليانعة المنتجة. لكنهما أختارا طريق اللا عودة واللافرار ليكونا عبرة لكل من يظن أن الله غافل عما يعملون. هذا عقاب الدنيا. أما الآخرة فالله اعلم به يعذبهم أو يغفر لهم. سناء عبدالحليم