سبحان مغير الأحوال.. لم يتصور التشكيل العصابي الذي كان يتصدر المشهد السياسي بالتزوير والغصب، أن ينقلب الحال الي النقيض: الحزن الوثني الأوتوقراطي يدخل دائرة الحل والحظر، بحكم قضائي واجب النفاذ! هكذا تصبح صفة »المُنحل« لصيقة بالحزب الملفق الذي لم يدخر وسعه للحظة في خنق كل الاحزاب، ووصف جماعة الاخوان ب»المحظورة« وكان حضورها واضحا للاعمي، وبينما تصرخ الاحزاب مطالبة العصابة الحاكمة باحترام اصول اللعبة يخرج قصيرهم لسانه، ويلعب الاكاديمي المحترم »حواجبينه«، ويجعلها كبيرهم »خل« حين يستهين بالجميع قائلا: »خليهم يتسلوا«! .. و»المنُحل« هنا اسم علي مسمي، وإلا فبماذا يمكن وصف من أفسد، وأفقر وطغي، واستقوي بالأمن، وضحك علي الشعب، وهمش كل منافس، واعتمد علي اللصوص من رجال الأعمال المزعومين، ووقف كحائط الصد في وجه احلام البسطاء والغلابة من أجل شخص واحد فقط، وتمهيدا لتوريثه تم سحق أجيال، والتضحية بكفاءات، ووأد من كان بإمكانهم التحليق بالوطن! اخيرا سقط »المُنحل« بالقانون، رغم انه لم يحترم يوما أي قانون، بل داسه بالنعال، وبمنتهي البجاحة والصفاقة كان قادته يقولون: الدفاتر دفاترنا! ولانه »مُنحل« عزف الحزب سيمفونية الاجرام الأخيرة في طابور الثورة المضادة! »منُحل« بقي!