سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزارة الداخلية اشترطت استلام الملاعب خالية »ومعقمة«! أسرار النهاية الواقعية.. لفيلم »عودة الدوري الضال«!
زاهر يقترح تخفيض سعة المدرجات ..ووزير الداخلية يرفض تحمل مسئولية القرار
الأهلي فقط يرفض تقليل أعداد الجمهور
اللواء منصور عيسوى وزيرالداخلية تعهد لزاهر بتأمين المباريات أسدل الستار علي فيلم عودة الدوري الضال.. بعد ان تجمع »الأبطال« في مشهد النهاية داخل القاعة الرئيسية بوزارة الداخلية بحضور حشد غير مسبوق من كبار المسئولين بالأندية اجتمعوا مباشرة بالوزير اللواء منصور العيسوي.. وقبلها بساعات كانت اللقطة الأخيرة من الفيلم ضبابية وغير معروفة حتي ان اتحاد الكرة فهم من تخوفات، مسئولي الداخلية ان مصير الدوري يحمل في طياته كل الاحتمالات بما فيها الالغاء أو منع حضور الجمهور.. وما تردد من شروط جديدة طرحتها الوزارة من بينها اشتراط موافقة نصف الأندية علي عودة المسابقة، بل ومراجعة كل الإجراءات السابقة بتأثير مباشر ل»فوبيا« مباراة الزمالك والافريقي التونسي ثم أحداث فض الاعتصام بميدان التحرير فجر السبت الماضي. لم تكن الاتصالات الهاتفية أو اللقاءات الثنائية كافية للخروج بأفضل مشهد ختامي.. وكان حتميا ان يلتقي الجميع في مكان واحد يطرحون الأفكار والمخاوف علي طاولة واحدة.. ومن حسن حظ الأندية واتحاد الكرة ان وزير الداخلية ظهر متجاوبا ولا يفكر في تحولات جديدة حادة في مصير الدوري.. وبينما بدأ صباح يوم الأحد بحالة تشاؤم يتخوف فيها الكثيرون من العودة لفكرة الالغاء.. جاء التفاؤل في منتصف اليوم بتأكيد حتمية العودة.. لتحدث الانفراجة الكاملة في المساء.. وان ظلت بعض التفاصيل عالقة بشأن ترتيبات أمنية لابد ان تكون محددة وواضحة لجميع الأندية بخطابات رسمية صادرة من اتحاد الكرة.. وترصد »الأخبار« جانبا من أسرار اجتماع الانفراجة. فوجئ مسئولو وزارة الداخلية بحشد كبير ضم رؤساء الأندية ومعاونيه لهم وحضور المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة وسمير زاهر رئيس اتحاد الكرة.. ومن اللحظة الأولي ظهر الموقف المبدئي للوزارة وهو التمسك بالخطاب الصادر منها لاتحاد الكرة والذي ينقل جزءا كبيرا من تأمين المباريات إلي الأمن الخاص بهذه الأندية.. وكما كان متوقعا كان الرد موحدا من الأسرة الكروية بان هذا الاختصاص الأمني غير واقعي وغير عملي ولا يمكن الوفاء به لان الأندية علي الأقل لا تفهم في طرق وأساليب الضبط عند اكتشاف المخالفات.. بدأ حسن صقر بالحديث أولا ثم تبعه سمير زاهر ثم المستشار جلال إبراهيم رئيس نادي الزمالك وحسن حمدي رئيس النادي الأهلي وأخيرا ممثلو ناديي المقاولون وبتروجيت.. وكان التركيز شديدا في رفض فكرة تحمل الأندية لمسئولية كبيرة في التأمين لا تقدر عليها.. ثم تتابعت الآراء وكثرت التفاصيل وكان أبرز ما فيها اقتراح سمير زاهر بتخفيض سعة المدرجات من الجمهور ولو بإلغاء نصف العدد.. فمثلا لو كان ستاد القاهرة يتسع ل07 ألفا يتم السماح ل53 ألفا فقط ليوفر للأمن مرونة ومساحة أوسع للتأمين إذا اندلعت اية أحداث وبحيث يستطيع رجال الأمن السيطرة علي أعداد أقل.. وبادر وزير الداخلية فورا برفض ان يتحمل مسئولية هذا القرار وقال: »مليش دعوة باعداد الجماهير المسموح لها«.. هي قضية خاصة باتحاد الكرة لأن وزارة الداخلية جاهزة ومستعدة للسيطرة علي أية اعداد مهما كان حجمها.. ولو رأي الاتحاد والأندية ان تخفيض السعة في المدرجات أفضل فعليها ان تتخذ القرار.. هذا الاقتراح هو الوحيد تقريبا الذي لم يحسمه المجتمعون ولذلك تم تكليف المهندس ايهاب صالح المدير التنفيذي للاتحاد بعقد اجتماع مع مديري الأندية الشعبية الأهلي والزمالك والاسماعيلي والمصري والاتحاد وضم اضافة بتروجيت والمقاصة مهما لأن الأول يلعب في السويس وسط جماهيرها والثاني يلعب في الفيوم وسط جماهيرها أيضا.. وفي هذا الاجتماع تم تحديد كل الترتيبات بالتفاصيل الدقيقة لتجنب أية مفاجآت لتكون الأندية علي دراية كاملة بواجباتها واختصاصاتها في التأمين.. ثم يرسل الاتحاد صباح اليوم خطابات إلي الأندية تتضمن هذه الترتيبات قبل ساعات من بدء منافسات الدور الثاني للدوري.. وكان الأهلي الوحيد الذي رفض فكرة تخفيض سعة المدرجات وعبر عن ذلك صراحة عن طريق محرم الراغب مدير عام النادي عندما جاء دوره في الحديث داخل الاجتماع بينما لم تعلق الأندية الأخري.. ويبرر ايهاب صالح هذا الاقتراح بانه وسيلة فعالة في ضمان تأمين المباريات لتسهيل السيطرة علي المدرجات وأيضا التعامل مع أي انفلات يؤدي بالجماهير إلي الملعب.. بل واقترح ايهاب اعداد خطة جاهزة لاخلاء الملعب في حالة نزول الجمهور إلي الملعب كما حدث في مباراة الزمالك والافريقي وتحديد كيف يتحرك اللاعبون والحكام والأجهزة الفنية وهذا يستدعي ان تكون نصف المدرجات خالية ليلجأ جميع من في الملعب إلي الجهة المواجهة لها في حالة حدوث أزمات.. وكان حسن حمدي قد تحدث عن أهمية تشكيل لجنة مصغرة يتم تكليفها بوضع خطة تحدد الأدوار داخل عملية التأمين ليعرف كل ناد دوره.. وقد لفت الانتباه ان المجتمعين لم يتطرقوا لحدث محتمل وهو اشتباك جمهور ناديين داخل المدرجات.. الا ان وزارة الداخلية اشارت إلي تعزيز تأمين المنطقة العازلة.. وفي نفس الوقت شددت علي الأندية واتحاد الكرة علي ان رجال الأمن سوف يتسلمون الملعب وهو خال »ومعقم«!.. ومعني معقم عند الشرطة ان تكون المدرجات خالية تماما من ادوات الشغب والعنف مثل الشماريخ والآلات الحادة وهي مهمة يجب ان تقوم بها الأندية قبل ان تسلم الملاعب للداخلية.. كل هذه الترتيبات التي تبعث علي الاطمئنان لم تنزع من الكثيرين مخاوفهم من نشاط تنافسي له طبيعة خاصة لا تخلو من احتقان وحماس مبالغ فيه.. الا ان الواقع يحتم ان يخوض الجميع التجربة وطلب الستر من الله.