نعم وألف نعم لثورة اصلاح الاوضاع السياسية في ليبيا. ولا وألف لا لتحويل هذا البلد العربي إلي صومال جديد وحرمانه من صفة الدولة الموحدة. ان ما يحدث حاليا علي الساحة الليبية حدث ايضا في العراق التاريخ والحضارة حيث تصاعدت المشاحنات والصدامات الطائفية والازمات السياسية والامنية بعد الغزو الامريكي وهو الامر الذي فتح الطريق امام التشرذم وضرب سيادته ووحدة أراضيه. علي نفس المنوال كان السودان هدفا ايضا لهذه المؤامرة الكبري التي استهدفت في اطار عملية التحول بين شمال وجنوب المضي في مخطط اثارة الخلافات بين اقاليمه واطيافه من اجل تقسيمه إلي دويلات تتصارع مع بعضها البعض. هذا الذي يجري من تدخلات في هذه الدول العربية الثلاث.. الصومال وليبيا والسودان يتكرر ايضا في اليمن وسبق وان امتد إلي افغانستان المسلمة في شكل غزو عسكري. وهنا لابد.. ان نتذكر ما تشهده فلسطين قضية العرب القومية من عمليات تآمر واسعة علي مدي ستة عقود من اجل القضاء علي هويتها واعطائها لقمة سائغة لدولة اسرائيل التي صنعها الاستعمار الامريكي والغربي لصالح الصهيونية. لا يمكن وصف كل هذه التطورات سوي بأنها مخطط يساهم في دعم فصوله وتوحش أهدافه اعداء الامة العربية من الطامعين الانتهازيين. ان ما يدور علي الارض الليبية من تدمير اصبح يعكس بصورة واضحة حجم المأساة التي يعيشها هذا البلد العربي. لقد اراد له المتربصون بالامة العربية وذيولهم في الداخل العربي. دفع ثورة شعب هذا البلد الذي كان يطالب بالاصلاح السياسي إلي مرحلة ضياع كامل لكل مقومات الدولة.أنهم وفي هذا الاطار يعملون علي ركوب موجة الثورة مستغلين سوء التقدير السياسي والانساني لنظام القذافي. وفقا لهذه المبررات يأتي الموقف العربي الذي اتسم بعدم الشفافية مسقطا من حسابه صالح الشعب الليبي الذي يفقد آلاف الضحايا بقنابل وصواريخ هؤلاء الطامعين من الدول الغربية، ان اهتمام هذه القوي ينصب علي المنافع التي تعود علي اقتصادياتها وازدهارها ورخائها.. إن جل همهم هو ضمان استغلال الثروة البترولية الليبية. في ظل هذه الحقيقة فإن إسقاط القذافي أو الانتصار لثورة الشعب الليبي لم يكن هدفا لطائرات وصواريخ هذا الحلف الشيطاني.. ولكن تدمير هذا البلد وفتح الطريق أمام الاحتكارات البترولية للسيطرة علي الثروة ان محور اهتمامهم .. اتمام هذه المهمة مستخدمين في ذلك الشعارات الخادعة المضللة. ليس أدل علي هذا الوضع من حالة التردد التي انتابت هذا الحلف الشيطاني بعد ان شاع تواجد لعناصر القاعدة الارهابية ضمن صفوف الثوار. مرة أخري أقول أين كانت هذه الشهامة الامريكية والاوروبية من ثورة الشعب العربي الفلسطيني وما يتعرض له من مجازر وعمليات قتل واصرار علي احتلال ارضه من جانب اسرائيل؟! اين هذه الغيرة لصالح الانسانية وحقوق الانسان وحق تقرير المصير في موقفهم من هذا العدوان الاسرائيلي المتكرر والمستمر علي الفلسطينيين رغم انهم ليسوا يهودا ولا اسرائيليين وانما هم عرب مسلمون ومسيحيون. لماذا لم يهب هذا الحلف لنجدة هذا الشعب عندما تعرض للابادة في غزة علي ايدي هؤلاء الاسرائيليين وبالسلاح الامريكي. لا يمكن بالطبع ان نتوقع تدخلا عسكريا لصالح الانسانية لمواجهة هذا العدوان الاسرائيلي الصهيوني لحماية الابرياء الفلسطينيين. ان التواطؤ واضح تماما ضد الشعب العربي إلي درجة التصدي لاي ادانة سياسية دولية من خلال استخدام الفيتو الامريكي داخل مجلس الأمن ومازال العرض مستمرا!! مرة اخري اقول اين كان هذا الحلف الشيطاني ايضا من الاحداث الكثيرة الاخري التي شهدتها القارة الافريقية والتي مورست فيها كل الاعمال الوحشية التي راح ضحيتها الملايين مثل ما حدث في رواندا وبورندي والكونغو وغيرها وغيرها؟ هل يمكن بعد هذه المواقف المتناقضة ان يكون هجوم جحافل الغرب علي ليبيا وبهذه الوحشية بريئا وذا مصداقية حتي ولو كان الشعار المرفوع هو نجدة شعبها من ظلم القذافي.