حقق وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية نجاحا كبيرا في أوغندا خلال لقائه برئيس دولة أوغندا لبحث ملف مياه النيل والاتفاقية الاطارية التي وقعت عليها 5 دول من دول المنبع خلال الفترة الماضية والتي أبدت مصر العديد من التحفظات عليها. التقي الوفد برئيس دولة أوغندا بعد ان تم استقبال الوفد المصري استقبالا حارا من قبل المسئولين الأوغنديين وتم فتح المطار الرئاسي لاستقبال الوفد المصري.. واستمرت المناقشات بين أعضاء الوفد ورئيس أوغندا لأكثر من 4 ساعات عرض خلالها الجانب المصري تحفظاته من التوقيع علي الاتفاقية الاطارية وهي ما سميت باتفاق »عنتيبي« وأبدي الوفد للرئيس الأوغندي أن مصر لا يمكن أن تسمح بوقوع ضرر علي أي دولة افريقية ولكنها في نفس الوقت لا تريد أن تفقد حصتها من المياه في وقت هي في حاجة إلي كل نقطة من المياه. أكد الرئيس الأوغندي لأعضاء الوفد تفهمه الكامل للمخاوف التي أثرها الوفد المصري وأكد ان دولة أوغندا لن تسمح علي الاطلاق بوقوع أي ضرر لمصر أو شعبها من جراء تلك الاتفاقية.. وأضاف أن أوغندا هي دولة شقيقة لمصر وأكد احترامه الكبير للشعب المصري بعد أن قام بثورته العظيمة وتفهمه الكامل لمطالب الشعب الشقيق.. وقال انه غير ميال للتصديق علي هذه الاتفاقية وأنه سيحاول تجميد عملية التصديق التي لم تتم حتي الآن ولكنه أشار إلي أن هذا القرار ليس خاصا به وحده ولكن هناك برلمان أوغندي سيتم عرض الاتفاقية عليه في النهاية وسيدرس ما اذا كان سيوافق علي عملية تجميد التصديق أم لا.. وأبدي الرئيس الأوغندي تطمينات للوفد المصري والذي طالب بتجميد التصديق علي الاتفاقية لمدة عام علي الأقل حتي تستقر الأوضاع في مصر ويتم انتخاب رئيس مصري وبرلمان سيتم بحث هذه الأمور فيما بعد.. وأكد الرئيس الأوغندي تلبيته لهذا المطلب ووعدهم بالسعي الكامل لتجميد التصديق علي الاتفاقية لمدة عام حتي تستقر الأوضاع في مصر. الوفد المصري الذي ضم أكثر من 53 شخصية عامة منها مصطفي الجندي عضو حزب الوفد والنائب السابق في البرلمان وصاحب فكرة الوفد الشعبي والمنظم لها بالتنسيق مع الجانب الأوغندي ود. السيد البدوي رئيس حزب الوفد ود. أيمن نور رئيس حزب الغد والمرشح لرئاسة الجمهورية وحمدين صباحي رئيس حزب الكرامة والمرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية والنائب السابق علاء عبدالمنعم ود. محمد غنيم ود. أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة وجورج اسحق المنسق العام لحركة كفاية وعبدالحكيم عبدالناصر نجل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وعدد من رجال الأعمال والإعلاميين ورئيس الجامعة الألمانية في القاهرة وحسين ابراهيم ممثل الاخوان المسلمين وهشام البسطويسي المرشح للرئاسة. وأكد الرئيس الأوغندي للوفد أن هناك عمليات تنمية تتم الآن في أوغندا وأنها مازال أمامها شوط طويل لتحقيق أحلامها في التنمية وأبسط مثال أن هناك أزمة حقيقية في الكهرباء والطاقة تعاني منها أوغندا.. ورد الجانب المصري مؤكدا أن هذه المشكلة تستطيع مصر تقديم جميع أشكال العون وخبرتها في هذ المجال للدولة الأوغندية وكذلك بحث سبل تنمية العلاقات التجارية والاقتصادية بين الجانبين بأسلوب جديد ومتطور وغير تقليدي.. ورفض الرئيس الأوغندي المبالغة التي تتم في بعض الأحاديث عن قدرة أي طرف في ايذاء الدولة المصرية أو السودان خاصة في حصصهما من المياه، وقال ان الأمور لا تتم أو تسير بتلك الطريقة.. وانتقد الرئيس الأوغندي الوعود البراقة التي كان قد أبداها له رئيس الوزراء المصري السابق د. أحمد نظيف من قيام مصر بالمساهمة بشكل كبير في التنمية في أوغندا ولكنا كانت مجرد وعود.. ورد الجانب المصري مؤكدا أن هناك تغييرا حقيقيا وجذريا يحدث في السياسة المصرية الآن وأن هناك روحا جديدة تسعي لإعادة العلاقات المصرية الافريقية إلي سابق عهدها في الستينيات والخمسينيات وهو ما لاقي استحسانا كبيرا من الرئيس الأوغندي والذي وجه الدعوة إلي رئيس الوزراء المصري د. عصام شرف لزيارة أوغندا في أقرب فرصة ممكنة وبحث جميع المواضيع المشتركة بين الجانبين. من جانبه أكد مصطفي الجندي منظم رحلة الوفد المصري عقب اللقاء أنه كان ايجابيا جدا وحقق نجاحا غير متوقع خاصة المتعلق بتجميد التصديق علي الاتفاقية لمدة عام لحين استقرار الأوضاع في مصر وتأكيد الرئيس الأوغندي أنه غير ميال شخصيا لهذه الاتفاقية وهذا تطور كبير خاصة أنه يأتي من رئيس الدولة التي تم التوقيع علي الاتفاقية الاطارية علي أرضها. وأضاف ان الز يارة نجحت في تحريك حالة الجمود التي كانت موجودة من قبل بين الجانبين وأصبح واضحا أن هناك تفهما كبيرا من دولة أوغندا للتغيير الحقيقي الذي يريد الشعب المصري أن يصنعه تجاه علاقاته مع دول حوض النيل. من جانبه أكد د. السيد البدوي رئيس حزب الوفد سعادته الكبيرة للمشاركة في هذا الوفد وما وصلت إليه الزيارة من نجاح كبير، وأشار إلي أن هذا النجاح مجرد خطوة علي الطريق الصحيح ويجب أن تعقبها خطوات أخري رسمية تؤكد جدية الوفد المصري الشعبي وتثبتا لتلك الدولة ان التغيير المصري تجاهها ايجابي وان التعاون الحقيقي بينهم يجب أن يكون أساس العلاقات. من جانبه أكد د. أيمن نور رئيس حزب الغد أنه قام بالحديث مع الرئيس حول عدة نقاط مهمة في موضوع المياه وانه أوضح له أن هناك عدة دول لديها أكثر من 5 مصادر للمياه فيما هناك دول أخري ليس لديها سوي مصدر واحد فقط.. وقال ان الشعب المصري لايريد أي مشاكل في الحصول علي حصص مصر من المياه وأن يحصل كل مواطن افريقي في تلك الدول علي حقه الطبيعي بالتفاهم والتعاون.. وقال انه أكد علي حق كل دولة في الحصول علي استخدامات المياه لشعبها من مشرب واستغلالها في توليد الطاقة وتسيير المراكب. وأكد د. علاء عبدالمنعم انه رغم المجهود الكبير الذي بذله لتجميع كل هذه القوي السياسية ضمن الوفد الشعبي المصري إلا ان النجاح الذي حققته الزيارة جعله يفكر في أن يتم تكرارها في عدة دول أخري مثل أثيوبيا ودول حوض النيل لأن نظرة هذه الدول للشعب المصري تغيرت الآن وأصبح لديها شغف لمعرفة التحول الذي يريد الشعب إحداثه في العلاقات.. وقال إنه سيتم ابلاغ المجلس العسكري وحكومة د. شرف بما توصلت إليه الرحلة من نتائج مهمة وايصال دعوة الرئيس الأوغندي لحكومة د. شرف للزيارة والتباحث حول هذا الملف. من جانبه أكد حسين ابراهيم زعيم الكتلة البرلمانية للاخوان المسلمين وممثلهم في الوفد المصري ان الجماعة فيصل من المجتمع المصري وهي تعي أهمية ملف مياه النيل باعتباره قضية أمن قومي من الدرجة الأولي.. وقال ان الزيارة حققت مائة بالمائة من هدفها وهو كسر حالة الجمود التي كانت موجودة من قبل وفتح المجال للحوار والنقاش والتفاوض، فضلا عن العودة بنتيجة مهمة وهي تجميد التصديق علي الاتفاقية لمدة عام. وقال جورج اسحق إن الوفد تمكن من إحداث ضربة كبيرة لتلك الدول التي طغت علي دول المنبع وقامت باستغلال انشغال مصر في الثورة وأرسلت مندوبيها ليلا لجعل تلك الدول توقع وتصدق علي الاتفاقية ولكن مخططهم فشل.. وأضاف ان الطريق أصبح مفتوحا الآن أمام الدبلوماسية الرسمية المصرية لتحقيق انتصار كبير في هذا الملف.