أم صابرين.. امرأة صعيدية.. ورثت الشقاء والمعاناة.. منذ طفولتها. ففي قريتها الصغيرة بسوهاج تربت علي العمل ومساعدة أبويها الفقيرين.. وبعد ان تزوجت لم تعرف الراحة أو الدلال من زوجها.. فالرجل عامل أرزقي فقير. ضاقت بهم قريتهم الصغيرة فسافروا إلي القاهرة بحثا عن عمل واستقر بهم الحال في احدي العمارات الصغيرة بمدينة نصر ليعمل الزوج حارسا لها. الراتب ضعيف لا يتعدي المائتي جنيه لكن الحال ماشي فالمطالب والاحتياجات محدودة لا تتعدي سوي الاكتفاء باللقمة الصغيرة وحتي الملابس تكون مما يتبرع به السكان.. لكن المشكلة في مصاريف المدارس والدروس الخصوصية.. فالابوان لديهم أربعة أبناء في مراحل التعليم المختلفة وهو ما دفع الأم للخدمة في البيوت وحراسة العمارة مع زوجها في محاولة لزيادة الدخل بضعة جنيهات. رضيت أم صابرين بحالها.. فاحلامها محدودة جدا فرغم تكدسها هي وزوجها وأطفالها الأربعة في حجرة صغيرة بجراج العمارة لا تتعدي ال6 أمتار إلا ان الأبوين حمدا ربهما علي المأوي الذي يؤويهم ويغنيهم عن ايجار حتي لو حجرة صغيرة بمئات الجنيهات.. وفي عز فرحتهم بوليدهم الصغير محمد وفي حفل »ختانه« اكتشف ان وليدها مصاب بعيب خلقي وانسداد بمجري البول أسرع به للأطباء الذين أكدوا ان الحالة ستؤثر عليه وسيصاب بتبول لا ارادي. وانه يحتاج للعديد من العمليات الجراحية لتصحيح هذا العيب الخلقي.. الخبر هبط كالصاعقة علي الأم والأب المسكين فمن أين لهم بتكاليف تلك العمليات الجراحية.. ليعطي لهم الطبيب بصيص في الأمل.. بان العملية لن يتم اجراؤها الا وعمر محمد لا يقل عن 6 سنوات فهناك الوقت حتي تقوموا بتدبير تكاليف الجراحة. طوال تلك السنوات الست حاول الابوان ادخار أي مبلغ لتلك العملية دون جدوي.. فبالكاد يستطيعون تدبير نفقات معيشتهم البسيطة.. لجأت الأم إلي اسبوع الشفاء لانقاذ طفلها محمد خاصة ان موعد إجراء جراحته قد تعدي عاما.. حيث أصبح عمر الطفل 7 سنوات دون إجراء العملية ليبدأ في التبول اللا ارادي مع الخوف من عدم جدوي الجراحة إذا تأخر اجراؤها ليصبح طفلا غير طبيعي عند بلوغه. اسبوع الشفاء أدخل محمد مستشفي المروة ليقوم بعمل أول جراحة لتصحيح عيب انسداد مجري البول وتوسيع الحالب لتتكلف المرحلة الاولي في الجراحة 4 آلاف جنيه وتولي أسبوع الشفاء أيضا تكاليف إجراء المرحلة الثانية في الجراحة والتي تتكلف 5 آلاف اخري لتوسيع الحالب وتركيب دعامة واخيرا.. عاد محمد طفلا طبيعيا مثل أقرانه. عفاف السيد