الكويت (كونا) يبدأ أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح يوم الأحد 25 ابريل الجاري زيارة رسمية لألمانيا تستغرق عدة أيام يجري خلالها مباحثات رسمية مع كبار المسؤولين الالمان. ومن المنتظر ان تتناول تلك المباحثات العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في كافة المجالات اضافة الي القضايا ذات الاهتمام المشترك. وتأتي زيارة الأمير الي برلين تتويجا للعلاقات القوية والمتميزة التي تربط الكويت والمانيا في مختلف المجالات. ويصف الكثير من المسؤولين الالمان في مناسبات متعددة العلاقات الكويتية مع بلادهم بأنها جيدة جدا في كافة الميادين السياسية والدبلوماسية والاقتصادية مشيرين في الوقت ذاته الي ان علاقات الصداقة المتينة بين البلدين لها جذور تاريخية عريقة تقوم علي الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. ويؤكد هؤلاء المسؤولون علي الاهمية الكبيرة التي تلقيها بلادهم علي رعاية علاقات متينة في مختلف الميادين بين البلدين من خلال الزيارات المتبادلة سواء علي المستوي الحكومي او البرلماني او مختلف القطاعات الاخري. يذكر ان الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء قام في شهر سبتمبر من عام 2006 بزيارة الي ألمانيا التقي خلالها المستشارة انغيلا ميركيل وبحث معها الاوضاع ذات الاهتمام المشترك كما التقي وزير الخارجية والاقتصاد الالمانيين. وترتبط الكويت والمانيا بعلاقات اقتصادية جيدة حيث تشير الاحصاءات الرسمية الي ان حجم الاستثمارات الكويتية الحكومية والخاصة في المانيا يصل الي حوالي مليار دولار واهمها الاسهم الكويتية في شركة (دايملر) حيث تتصدر قائمة المساهمين ويمكن اعتبارها هي الاولي بالاضافة الي شركات اخري مثل (سيمنز) وغيرها. ويشيد الكثير من المسؤولين الكويتيين بعمق العلاقات الاقتصادية مع المانيا مؤكدين ان الاستثمارات الكويتية في المانيا مرحب بها فالحكومة الالمانية التي تعمل علي نظام الصناديق السيادية تري في الكويت ودول الخليج العربي اشد الدول المستثمرة الحريصة علي قوانين هذا النظام وما يحدده من نسب استثمارية مسموحة كما تتميز العلاقات الاقتصادية بين البلدين بالمتانة والثبات من خلال الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين وفي هذا الاتجاه وقع البلدان في نهاية عام 1987 اتفاقية لتفادي الازدواج الضريبي اضافة الي اتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمارات عام 2005 . كما ترتبط الكويت مع المانيا منذ شهر نوفمبر عام 2008 باتفاقية لتعزيز التعاون المشترك في المجالات التجارية والصناعية. وكان المستشار الالماني السابق غيرهارد شرويدر قد زار الكويت في عام 2005 وتم خلال زيارته انشاء اللجنة الاقتصادية الكويتية - الالمانية المشتركة التي عقدت اجتماعها الاول في برلين عام 2008 . وتعتبر المانيا واحدة من الشركاء التجاريين الرئيسيين لدولة الكويت واستنادا الي احصاءات عام 2009 انخفضت نسبة الصادرات الالمانية الي الكويت بنسبة 6ر25 بالمئة من 286ر1 مليار دولار الي ما يقارب المليار دولار. علي صعيد آخر فان العلاقات بين البلدين تشمل ايضا الناحية الصحية فالمانيا تتوافر علي عناية طبية متقدمة وقد تم مؤخرا افتتاح مكتب صحي كويتي في المانيا يعني بالمرضي المرسلين من الكويت للعلاج في فرانكفورت كما تم افتتاح قنصلية كويتية في هذه المدينة لتسهيل امور الكويتيين المتواجدين هناك لأن مبني السفارة الرئيسي موجود في برلين. يذكر ان أمير الكويت شديد الحرص علي دعم علاقات الكويت مع مختلف دول العالم من خلال الزيارات العديدة والمتكررة التي قام بها منذ بداية توليه مسؤولياته في خمسينات القرن الماضي حيث حمل خلالها قضايا الكويت العادلة وقام بطرحها علي الرأي العام العالمي. كما عزز خلال هذه الزيارات علاقات الكويت مع تلك الدول التي زارها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاعلامية والثقافية وغيرها اضافة الي مشاركته في العديد من المؤتمرات واللقاءات الدولية