أن ترتفع أسعار الأسماك في الأسواق البعيدة عن البحر فهذا شيء طبيعي حيث يرجع التجار ذلك إلي زيادة أسعار النقل إلي الأسواق.. ولكن أن تحدث تلك الزيادة في المدن الساحلية فذلك هو السؤال.. لماذا ارتفعت الأسعار بمدن »جوار البحر والنيل». وتسبب هذا الارتفاع غير المبرر في احجام الكثير من المواطنين عن الشراء بعد ان كانت الأسماك الوجبة الرئيسية طوال أيام الأسبوع للعائلات.. ورفع الأهالي بالمدن الساحلية شعار »خليها تعفن» لمواجهة هذا الارتفاع. »الأخبار» قامت بجولة في أسواق السمك بالإسكندرية كشفت عن زيادة الاسعار للضعف خلال فترة قصيرة حيث وصلت اسعار اسماك البلطي في المزارع ما بين 25-30 جنيها للكيلو بينما البوري 35 جنيها للحجم الصغير ويزيد الي 45-55 للحجم الكبير وسمك البربون الي 100 و140 جنيها والمرجان الصغير 30 جنيها وسمك اللوط من 30 الي 50 جنيها ويتراوح سعر الكابوريا من 100-120 اما الجمبري الصغير فيبدأ من 120 ويصل الي 500 جنيه للحجم الكبير ومع تزايد الأسعار قرر أهالي الاسكندرية بدء حملة لمقاطعة شراء الاسماك تحت شعار »خليها تعفن» للضغط علي التجار. ووجه منسقو الحملة رسالة لحث المستهلكين علي المقاطعة قائلين »ده مش علشان انت فقير أو محتاج لازم نبقي ايجابيين». أما تجار الاسماك فقد دافعوا عن انفسهم موجهين أصابع الاتهام إلي سماسرة الاسماك الذين يجمعونه كل يوم لتصديره الي الخليج علي حساب المستهلك المحلي ويشير محمود عطية »تاجر سمك» إلي ان البائعين الصغار غير مسئولين عن ارتفاع الاسعار فهم يشترون الاسماك بسعر غال بسبب حركة السوق وبدوره يوضح د. عبدالعزيز نور استاذ الانتاج الحيواني والاسماك بزراعة الاسكندرية ان السبب الرئيسي وراء ارتفاع اسعار الاسماك هو ارتفاع سعر الاعلاف المغذية لها. ويقول عبدالله حسان »تاجر» ان المواطن السويسي كان يلجأ للأسماك هربا من غلاء اللحوم والدواجن حينما كان سعرها يعادل أو اقل من سعر الخضروات والفاكهة ولكل بسبب التصدير ارتفع سعر الشخرم من 8 الي 35-40 جنيها واللسكوري البلدي من 20 الي 50 جنيها والمكرونة من 15الي 20 جنيها كما لم تسلم اسماك المزارع السمكية من البوري الدوبارة من ارتفاع الاسعار ويضيف ان هناك سببا اخر ادي إلي رفع الاسعار تمثل في انخفاض رحلات الصيد خارج خليج السويس لان حصيلة الانتاج لا تفي بمستلزمات ونفقات رحلة السروح التي قد تستغرق شهرا في البحر. وفي بورسعيد اكد المواطنون ان جشع التجار وراء الارتفاع الجنوني لاسعار الاسماك، يقول هاني صالح ان ما يحدث من ارتفاع في الاسعار غير المعقول شيء لا يصدق ولم نشهده من قبل فهل يعقل ان الاسماك الشعبية والتي كانت رخيصة اصابها هذا الجنون وابرزها البلطي وجبة الغلابة. وفي الاسماعيلية بدأ المواطنون التنفيذ الفعلي لمقاطعة شراء الاسماك بمختلف انواعها استجابة للحملة التي تم بثها علي وسائل التواصل وانتشرت سريعا بين ابناء المحافظة اعتراضا علي الارتفاع الجنوني في اسعارها.