ما فعله السلفيون في القليوبية من هدم ستة أضرحة بدعوي انها كفر ورجس من عمل الشيطان ينبئ بخطر كبير علي الفن المصري .. هذه الدعوي الغريبة هي الخطر الكبير الذي يجب ان ننتبه اليه والا تراجعت مكتسبات ثورة 25 يناير .. علينا ان ننتبه للمتاحف .. هذه الثروة المهمة التي تحتضن ثلث آثار العالم مهددة من قبل هؤلاء السلفيين الذين كمنوا سنوات طويلة وخرجوا ليعيثوا فسادا في مصر .. لا يجب ان ننتظر حتي يهاجموا هذه المقتنيات ثم نندم .. هذه الدعوات التي اطلقوها انما تعبر عن رغبتهم في هدم كل الفنون ولا يجب ان نكتفي بالتنديد والشجب بل علينا التحرك لمحاصرتهم ومنعهم بالقوة من الاعتداء علي المتاحف لانها حسب أفكارهم كفر. ما حدث في استاد القاهرة مساء أمس الأول هو فضيحة بكل المقاييس وهؤلاء الغوغاء الذين حطموا الملعب وأساءوا إلي الشعب المصري العظيم يمكن أن يفعلوا ذلك في أماكن أخري مادامت الغوغائية هي التي تتحرك الان في غيبة الأمن ولذلك انبه وادعو من الان الي ضرورة التحرك لانقاذ متاحفنا من السلفيين .. ونفس الأمر ينطبق علي كل ما يقدم من فنون، فهم يعتبرونه خارجا عن معتقداتهم وأفكارهم ولذا أعتقد أن كل طوائف المجتمع المصري لابد ان تتحرك لمقاومة هذا الخطر القادم والوافد علينا من المجتمعات المتعصبة من أحضان الارهاب في افغانستان وباكستان والشيشان. هؤلاء اصحاب فهم ضيق للدين ويحدثون فتنة في المجتمع ويؤثرون سلبا في أمن البلاد والعباد كما قال المفتي د. علي جمعة وحذر منهم . هؤلاء لايعرفون سماحة الدين الإسلامي أو أدب الاختلاف وليس لديهم أي حق فيما يفعلون.. وكما قال إنهم بفعلهم هذا قد ضيعوا الدين تحت دعاوي حفظ آيات من القرآن والنقل من بعض أحاديث الرسول "صلي الله عليه وسلم" بشكل خاطيء ووفق علم ضعيف وسند غير قوي . هؤلاء المتشددون هم متعصبون بدون فهم وكل الخوف ان يتحول المجتمع علي أيديهم إلي التشدد والتزمت إزاء ثقافتنا وفنوننا العريقة .هؤلاء أخطر علينا من أعدائنا لانهم يعيشون بيننا ولعلنا ما زلنا نتذكر جمهورية جابر الطبال في إمبابة الذي نصب من نفسه أميرا علي الناس وحرم عليهم مشاهدة التليفزيون لانه حرام .. نحن مع كل فن ملتزم لا يثير الغرائز أو يدعو إلي الرذيلة أو يحرض علي الفسق لكننا في نفس الوقت لسنا مع هؤلاء السلفيين الذين يتحركون من منظور ضيق جدا! أنا مصري .. أنا خجلان أنا خجلان مما حدث في استاد القاهرة .. هذا المنظر غريب علي مصر والمصريين .. مصر التي تحتضن الجميع وتعفو عمن أساء اليها .. نحن جميعا نقدم اعتذارنا للشعب التونسي الشقيق عما حدث من قلة أرادت ان تسئ إلي العلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين الشقيقين .. هذه القلة المتعصبة المتشددة تتحرك أيضا من فهم ضيق لفكرة التنافس بين الفرق .. لقد غفرنا ونسينا اساءات الجزائريين لنا في السودان لاننا الأكبر ولان هذا هو قدرنا فكيف سمحنا لقلة أن تندس بيننا لتشوه صورتنا .. الوقت ليس مناسبا لاقامة مباريات في كرة القدم أو تجمعات في أي مكان !