اندلعت الشرارة الأولي للثورة الفرنسية عام 1789 حيث خرج الشعب الفرنسي ثائرا علي الظلم الواقع عليه من الملك وحاشيته، وتحت ضغط المظاهرات سقط الملك وتمت محاكمته مع الملكة بتهمة التآمر ضد الشعب وتم إعدامهما بالمقصلة في ميدان الباستيل. وبعدها شعر الثوار أن الثورة قد انتهت وانقسموا علي بعضهم، لتبدأ مرحلة الصراع الدموي والتي وصلت إلي حد إعدام بعض الثوار في نفس ميدان الباستيل. استرجعت ما حدث في الثورة الفرنسية ونحن نعيش ثورة فريدة لم تكتمل بعد، فلم يتم محاكمة الرئيس وحاشيته ولم يذهب الفاسدون والقتلة إلي المقصلة أو السجن، وهناك مخاوف من أن تأكل الثورة أولادها مثل الثورة الفرنسية، حيث انقسم الثوار علي أنفسهم وتبادلوا الاتهامات بالخيانة والعمل مع الثورة المضادة ، وتباري كل طرف في تقديم الحجج علي انه مفجر الثورة ، كما تفرغ بعض الشباب من الثوار للحديث للقنوات الفضائية وأهملوا الثورة. تواجه الثورة مخاطر هائلة وعديدة، أبرزها بقاء الحزب الوطني ومجالسه المحلية المنتشرة في البلاد، وتكمن خطورة ذلك في إمكانية استثمار هذا الكيان لضعف الاقتصاد المصري وفقر وجهل الملايين لدفعهم إلي مظاهرات لا يحمد عقباها إذا تأخر تلبية مطالبهم. لازالت ثورتنا ناقصة، وعلينا أن ندفع ثمن استكمالها، حتي لا يكون حالنا مثل حال سيزيف في الأسطورة اليونانية والذي كتب عليه أن يرفع الصخرة إلي أعلي الجبل ولكنه لن يبلغ بها القمة حيث تتدحرج به إلي أسفل دائما أبدا ليبدأ من جديد. عامر تمام [email protected]