شبكة كبري من رجال الأعمال والحزب الوطني ورموز النظام السابق تتحرك منذ فترة- ولاتزال- خلف الكواليس لتنفيذ خطة تهدف بالدرجة الأولي إلي الانقلاب علي ثورة يناير. أدواتها في ذلك هي إحداث فوضي عارمة في مختلف قطاعات المجتمع، وزعزعة الاستقرار بكل السبل، وإحداث حالة من الشك والتخوين بين أبناء الوطن الواحد.. هذا ما كشفت عنه القوات المسلحة مؤخرا وفسّرت لنا به ألغازا كثيرة كنا نقف أمامها حائرين.. وكنا نتساءل: ما السر في أعمال الفوضي والبلطجة المنظمة التي لم تغادرنا منذ أحداث يناير وكيف تمكنت الأيدي القذرة من البعث هنا وهناك.. من ناحية لإحداث شلل في جميع مواقع الانتاج ومن ناحية أخري للوقيعة بين الشعب والجيش عقابا لهما علي القيام بالثورة ومناصرتها.. يعني بالمختصر المفيد كان الهدف هو تحويل حياة المصريين إلي جحيم.. والحمدلله الذي كشف هذا المخطط الإجرامي وجعل الجيش يمسك في يده الخيوط المؤدية إلي شبكة »الأشباح« الذين يعملون في الخفاء ويظنون أنهم في مأمن.. إن الجيش لن يسمح بإجهاض الثورة بأي حال، وهو قادر علي ضرب مخطط البلطجة المنظمة ولن يغرق الشعب في دوامة الفوضي التي يريدها لنا المخربون.. وستنقلب أعمالهم حسرات عليهم إن شاء الله.. لقد لعبوا بالورقة الطائفية والدينية أكثر من مرة ولم ينجحوا في اشعال نار الفتنة بين المسلمين والأقباط في مصر حيث كانت روح المحبة الحقيقية بينهم تلقي سريعا بالماء البارد لتخمد أي جذوة قبل اشتعالها.. والآن هم يريدون إحداث الفوضي والارتباك في مؤسسات الدولة لإحراجها أمام الرأي العام ثم محاولة تدميرها.. علي أمل أن يحدث نوع من الشعور بالحنين للماضي. وجهان لعملة واحدة فقط أريد أن أنبّه إلي أمر خطير، كان قد نبهنّي إليه الكاتب والمفكر الإسلامي العربي عدنان الرفاعي في زيارة قصيرة له للقاهرة قام بها مؤخرا.. إن الظلاميين والاستبداديين وجهان لعملة واحدة، فأصحاب الفكر الظلامي التكفيري بجهلهم الديني ومحاولتهم ركوب الموجة عبر مركب المزايدة إنما يريدون الانقضاض علي بقايا التنوير والتسامح في المجتمع والعودة بفكر الأمة قرونا من الزمن إلي الوراء.. ولو عدنا- والكلام للمفكر الاسلامي عدنان الرفاعي- إلي تاريخ الأنظمة الاستبدادية التي قتلت الكثير من أبناء شعوبها واغتصبت حرياتها وسرقت أموالها وبددت طاقاتها.. لرأينا توافقا كبيرا بين حقيقة هؤلاء المستبدين وثقافتهم وسلوكهم ومرادهم من جهة، وبين المنظومة الفكرية والثقافية والحياتية التي تحكم أولئك الظلاميين من جهة أخري.. فالظلاميون يمجدون رموز مذاهبهم علي حساب الدين ذاته، وبالمقابل فإن الأنظمة الاستبدادية تمجد أصنام النظام وتصورها علي أنها استثنائية وضرورة لابد منها.. الظلاميون كذلك لا يتصورون مجرد احتمال إلي امكانية وجود حق عند الآخرين وخطأ عند مذهبهم، وبالمقابل فإن الأنظمة الاستبدادية لا تتصور مجرد احتمال إلي إمكانية وجود حقيقة خارج النظام.. الظلاميون- أيضا- يلقون بالتهم الباطلة علي الآخرين الذين يختلفون معهم في الرأي بأنهم ضد الدين وضد الحق.. وكذلك الأنظمة الاستبدادية تلقي بالتهم علي المعارضين لها بالفساد ومحاولتهم افساد الناس. بالمناسبة يا شيخ يعقوب: أنا مسلمة وقلت نعم للتعديلات الدستورية لأني مؤمنة بأنه سيحقق الاستقرار السريع لمصر وليس لتصنيفك »لغزوة الصناديق«.