لعل السؤال الأهم الذي يفترض أن يجيب عليه الحوار الوطني الذي يبدأ غدا حول مستقبل البلاد هو »مصر.. رايحه فين ؟«. هذا السؤال هو أكثر ما يشغل الرأي العام حاليا بعدما اختلطت الرؤي وتعالت الأصوات هنا وهناك.. كل يحاول أن يجر مصر إلي الاتجاه الذي يتبناه ويدافع عنه حتي باتت الأغلبية لا تعرف ما إذا كنا نتجه إلي دولة مدنية حديثة وممارسة ديمقراطية كاملة أم إلي دولة دينية علي غرار النموذج الايراني؟ هل نتمسك بسياسة الاقتصاد الحر التي بدأناها.. أم نعود إلي ملكية الدولة والنظام الاشتراكي.. أم نجمع بين الخيارين.. الاقتصاد الحر والعدالة الاجتماعية؟ هل سيسود القانون أم تحل البلطجة بديلا عنه ويأخذ كل انسان حقه بذراعه؟! ما هو نظام الحكم في المرحلة القادمة.. برلماني أم رئاسي؟ وما هو النظام الانتخابي الذي نأخذ به.. هل نستمر بالنظام الفردي الحالي أم نتحول إلي نظام القائمة؟ أسئلة كثيرة هذه مجرد أمثلة لها.. لكن الإجابة عليها تحدد مستقبل مصر. لا نريد من المشاركين في هذا الحوار والذين يصل عددهم إلي 061 من مختلف القوي والتيارات السياسية والفكرية والاجتماعية أن يجتمعوا وينفضوا دون نتيجة ملموسة أو أن تصدر عنهم توصيات توضع في الأدراج.. هذا الحوار يجب أن يمتد لعدة جولات ولا يقتصر علي جولة واحدة لا تساعد المشاركين فيه علي الوصول إلي النتائج المرجوة منه. لغة الحوار في هذا التجمع الوطني لابد أن تسمو فوق الخلافات وأن تضع مصلحة مصر ومستقبلها فوق كل اعتبار. لاشك أننا جميعا نحب مصر.. ولكن كل منا يحبها بطريقته.. المهم أن نتفق علي خارطة طريق مشتركة لمستقبل هذا الوطن لأنه بدونها لا نستطيع أن نعيش في أمان ونطمئن علي مستقبل أولادنا.. ومهما اختلفنا يجب ألا ننسي أن الخلاف لا يفسد للود قضية.