الفصل الأخير ! عمومية الكاف تحدد مصير أبوريدة والمقر اليوم.. و«عيسي.. حياتو أقصر»!

رغم كل ما سبق من توترات وتفاصيل وتربيطات، يتوقع المراقبون لانتخابات الاتحاد الافريقي لكرة القدم التي تجري اليوم في العاصمة الاثيوبية اديس أبابا أن تأتي بدون مفاجآت حقيقية وأن يكون الفصل الأخير منها خاليا من مشاهد مؤثرة. ي مستقبل الكرة الافريقية أو خارج سياقها المتوقع لكن علي هامش اجتماعات الكاف تبدو هناك مكاسب مصرية أخري أو هي فيما يتعلق بالنادي الأهلي الممثل في اجتماعات واحتفالية الكاف برئيسيه الحالي والسابق.. ومثلما أراد مسئولو الكاف، تحولت أديس أبابا إلي بؤرة الأحداث والاهتمامات الإعلامية الدولية وليس الافريقية فقط، وامتلأت فنادق الحبشة عن آخرها، وبما يسيل معه لعاب الاثيوبيين نحو خطوة يتمنونها اليوم بأن يجري التصويت علي نقل مقر الكاف من القاهرة إلي أديس أبابا، خاصة أن الجانب الاثيوبي اهتم في الفترة الأخيرة بإعادة تجهيز وتهيئة المقر القديم والتاريخي للاتحاد الافريقي والذي شهد الاجتماعات الأولي للجمعية العمومية للكاف في مطلع العام 1957 أي قبل 60 عاما، وذلك لاستضافة اجتماعات الجمعية العمومية الحالية واحتفالات الأفارقة بمرور الستين عاما علي نشأة اتحادهم الذي لعبت مصر الدور الرسمي في نشأته ورعايته واستضافة مقره ودعم بطولاته.. ويتضمن برنامج اليوم لوفود الدول ال+54 اعضاء الجمعية العمومية للكاف التحرك بالأتوبيسات في السابعة والنصف صباحا إلي مقر الاجتماعات في المبني القديم للاتحاد الافريقي وفور الوصول تبدأ اجراءات تسجيل الحضور ومراجعة أوراق تفويض المندوبين من اتحاداتهم الوطنية، ثم تبدأ بعد ذلك وفي التاسعة والنصف اجتماعات الجمعية العمومية وبنودها تباعا، حتي بند الانتخابات حيث يتنافس علي مقعد رئاسة الاتحاد الافريقي كل من الكاميروني عيسي حياتو ومرشح مدغشقر احمد احمد، ثم تجري الانتخابات علي المقاعد الستة المخصصة لافريقيا في مجلس الاتحاد الدولي أو تنفيذية الفيفا بحسب المسمي والنظام السابق، والذي تغير إلي المسمي الحالي وزاد عدد الأعضاء فيه إلي 37 عضوا لافريقيا ستة منها اضافة للرئيس. وجاء قرار المكتب التنفيذي للكاف أمس الأول بالموافقة علي نقل ترشيح هاني أبوريدة منالمقعد العربي إلي المقعد المفتوح ليزيد من فرص نجاحه التي لن تتأكد إلا مع اجراء الانتخابات اليوم.
عيسي.. حياتو أقصر!
رغم فرصه القوية بفعل أنيابه الانتخابية العتيقة وعلاقاته الواسعة وشبكة مصالحه الكبيرة، إلا أن الكاميروني عيسي حياتو الذي جلس لأول مرة علي مقعد رئاسة الكاف عام 1987 ثم انتخب رسميا في العام التالي من خلال الجمعية العمومية التي عقدت وقتها بالمغرب، لا يتوقع المراقبون له الاستمرار طويلا، أو إكمال هذه الدورة حتي في حال نجاحه المتوقع اليوم.
عيسي حياتو المولود في 9 أغسطس 1946 بمدينة جاروا الكاميرونية الفقيرة وذات الاغلبية المسلمة، أدرك وهو لاعب سابق لكرة السلة وألعاب القوي في بلاده أن كرة القدم هي الباب الكبير للشهرة والمجد، ظل هو الرقم الكبير في معادلة الكرة الافريقية بل والعالمية وترقي في عضوية الفيفا حتي جلس علي كرسي رئاسته لفترة محدودة بعد اقصاء السويسري جوزيف بلاتر بتهم الفساد، ليجد حياتو نفسه ملاحقا بنفس التهم تقريبا، خاصة بعد تحرك انفانتينو رئيس الفيفا ولجان الأخلاق ومعايير النزاهة في الفيفا ودوائر قضائية وإعلامية دولية ضده وكلها اجراءات يمكن أن تكتمل وتتطور في مراحل قادمة تنذر بخريف غاضب حقيقي لرئيس الكاف التاريخي حتي في حال اجتيازه المتوقع لانتخابات اليوم والتي كثف الدعاية والتربيطات لها في ظل تيارات مضادة له ظلت تتفاعل وتتزايد في الاونة الأخيرة، لكنها تيارات يراها المراقبون غير كافية لاحداث انقلاب حقيقي في سدة الحكم الافريقي.
أزمة المقر
وفي ظل الموقف المصري المعلن ضد ممارسات مسئولي الكاف الاحتكارية والتي وصلت إلي حد إحالة عيسي حياتو والسكرتير العام هشام العمراني للمحكمة الاقتصادية، وشكوي حياتو للمقربين منه من هذه الخطوات التي حاول الرد فيها علي هاني أبوريدة وإعاقة استمراره أو نجاحه في تنفيذية الفيفا، أصبح من غير المفاجيء ان يدفع حياتو أحد انصاره إلي ادراج بند في جدول اعمال الجمعية العمومية اليوم يطرح من خلاله التصويت علي نقل مقر الاتحاد من القاهرة إلي اديس أبابا أو جنوب افريقيا أو إلي المغرب التي تردد إعلاميا أمس أنها سعت لاستضافة المقر، وسعي السكرتير العام هشام العمراني لدي بلاده لهذا المطلب.. ويحتاج حياتو إلي تصويت ثلثي عدد أعضاء الجمعية العمومية لنقل المقر وهو ما يفيده شخصيا في النجاة بنفسه من الملاحقة القضائية له في مصر التي تحركت وفقا للقانون المصري نظرا لوجود مقر الكاف علي أرضها وهو ما يدفع حياتو بقوة لنقل المقر وانقاذ نفسه، حتي لو تم الابقاء علي المقر الحالي بالقاهرة ولكن سحب كل الاختصاصات ونقل الأمانة العامة والاجتماعات والعنوان الرسمي والحسابات البنكية من القاهرة إلي الجهة الجديدة للكاف والابقاء علي مقر القاهرة كمجرد مقر فرعي دون أي اختصاص.
أبوريدة.. ليس بعد
وتعد فرصة هاني أبوريدة في الاحتفاظ بمقعده عضوا باللجنة التنفيذية للفيفا قوية برغم ما تم بشأن نقل ترشيحه من المقعد العربي إلي المفتوح، اذ أن هذا القرار أضاف إليه حياتو والمكتب التنفيذي بندا آخر يعطي لكل مرشح لا يوفق في انتخابات بعثة المقاعد الانتقال للترشح مجددا علي المقعد الحر أو المفتوح والذي تجري انتخاباته في الجولة الأخيرة لانتخابات اليوم. الموافقة علي نقل ترشيح أبوريدة يعد نجاحا لتحركاته لكنه لم يتأكد بعد نجاحه في الاحتفاظ بمقعده الدولي، نظرا لفتح الباب لبقية المرشحين لمزاحمته علي المقعد المفتوح الذي كان شاغرا بعد ابعاد مرشحي جنوب افريقيا وجنوب السودان.
تكريم حمدي وطاهر
وعلي هامش الجمعية العمومية للكاف جرت أمس مناقشات مائدة الحوار لتطوير كرة القدم الافريقية والتي دعا إليها الكاف انفانتينو رئيس الفيفا وعدد من نجوم ورموز الرياضة الافريقية بينهم نوال المتوكل المغربية والمهندس محمود طاهر رئيس النادي الأهلي الذي تحدث أمس طارحا وجهة نظره في كيفية حماية حقوق الأندية والمنتخبات الافريقية وحفظ حقوقها في رعاية ابنائها الموهوبين عند ما تخطفهم في أوروبا في سن صغيرة.
وإلي جانب حضور طاهر هذه المائدة يأتي تكريم الجمعية العمومية للكاف اليوم لرئيس النادي الأهلي السابق الكابتن حسن حمدي ذا قيمة حقيقية خاصة مع منحه وسام الاستحقاق الذهبي كأفضل رئيس ناد في تاريخ افريقيا لما حققه من نجاحات وبطولات لناديه واسهامه في تطوير الكرة الافريقية.. وأشاد الوفد المصري باثيوبيا والذي يضم هاني أبوريدة وحازم الهواري واحمد مجاهد ومجدي عبدالغني اعضاء اتحاد الكرة بالروح الطيبة التي سادت علاقة حسن حمدي ومحمود طاهر ولقاء الاثنين معا في عدة جلسات مطولة تحدث خلالها الاثنان عما يجري علي الساحة الرياضية، وجاء لقاء حمدي وطاهر دافئا ورائعا إلي حد تأكيد مجدي عبدالغني وازال الكثير من الجليد الذي كسا علاقة الاثنين خلال السنوات الثلاث الماضية، ولكنه تحطم تماما علي حافة هضبة الحبشة التي شهدت هذا التلاقي الكبير والذي زاد من فرحة الوفد المصري ووحد جهوده في مساندة ودعم هاني أبوريدة في انتخاباته الصعبة.