»لا ارغب في رفاهة العيش ولا نعيم الدنيا وكل ما ارجوه ثمن الدواء«.. هكذا بدأ عم حنفي سيد محمد عبدالرحمن حديثه معنا وقال ولدت وقضيت زهرة شبابي في مرحلة عصيبة من عمر مصر حيث الاحتلال وحروب التحرير فأنا من مواليد عام 1491 وهي فترة عانينا فيها كثيرا والان ولت الي حيث لا رجعة.. تزوجت من رفيقة عمري وام ابني الوحيد عواطف سليمان التي قاسمتني متاعب الحياة وهمومها وشاركتني لحظات الفرح والامل في غد افضل ورزقنا الله بطفلنا الوحيد محمد الذي كبر الان وصار شابا يافعا في الثانية والعشرين من عمره وبعدما ابتسمت لنا الحياة بمولد فلذة كبدي كان للقدر رأي اخر حيث بدأت اجني ثمار التعب والمعاناة فترة الطفولة والشباب في كبري وبدأت اشعر بآلام تمزق قلبي لا ادري سببها تجاهلتها كثيرا فالحياة اصبح لها معني الان ولا وقت للراحة فهناك من يحتاج الي كل قرش يمكنني ان اتحصل عليه حتي اشتد بي الالم ولم اعد قادرا علي مقاومته وبدأت رحلة المعاناة مع المرض. استأنف العم حنفي حديثه بعد لحظات التقط فيها انفاسه قائلا طفت علي الاطباء وذهبت لمختلف المستشفيات حتي كشفت الفحوص الدقيقة انني مصاب بتضخم في عضلة القلب وقصور بالشرايين بالاضافة الي ارتفاع ضغط الدم.. انفقت »تحويشة« العمر التي كنت ادخرها لزواج ابني علي العلاج وكلما انفقت قرشا علي علاجي شعرت بالذنب تجاه ابني ولكن لا مفر فالمرض مزمن ولابد من توافر العلاج بصفة دائمة وزاد علي مرضي خشونة بالركبتين لكبر سني. واضاف عم حنفي لم اعد قادرا علي العمل ان لم يكن من آلام المرض فمن كبر السن ومعاشي الشهري لا يكفينا فأنا احصل علي 522 جنيها معاشا شهريا منها 521 جنيها ايجار الشقة والباقي لا يكفينا لاسبوع فما بالك بالدواء الذي ثمنه 021 جنيها.. لم يكن هناك مفر من خروج ابني محمد الي العمل رغم صغر سنه وقلة خبرته بالحياة وعمل في محل جزاره لكي يوفر نفقات البيت والعلاج لي ولزوجتي التي اصيبت هي الاخري بخشونة في الركبتين والضغط ولكن ابني ليس له راتب شهري ثابت حيث يعمل باليومية كما انه قد يعمل يوما ويستغني عنه صاحب المحل اسبوعا نظرا لعدم حاجة العمل له. ويقول عم حنفي لم اترك بابا يمكن ان احصل منه علي دعم او مساعدة في علاجي الا وطرقته حتي نفد صبري ولم اعد قادرا علي الخروج من البيت ولم يبق لي الا ان اشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي الي الله واصحاب القلوب الرحيمة لعلي اجد بينهم من يرق قلبه ويساعدني علي نوائب الدهر التي اصابني منها ما يفوق احتمالي.. »اسبوع الشفاء« استجاب لدعوة عم حنفي وقرر صرف مبلغ 597 جنيها لتوفير الدواء لمدة 6 شهور.