سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
والد المسعف المصري المختطف في ليبيا الذي اتهمه القذافي بالانتماء للقاعدة »للأخبار«: إبني عبر إلي ليبيا ضمن قافلة إغاثة.. فعذبه القذافي وأظهره كإرهابي
سافرت الي بنغازي لأعود بأبني أو أعثر علي جثمانه فتلقيت اتصالا أعادني الي مصر
عبدالخالق المسعف المصرى عبد الخالق السيد عبد الخالق - أحد شباب ثورة 52 يناير سافر الي ليبيا يوم 32 فبراير الماضي ضمن قافلة إغاثة تضم عددا من الاطباء للعمل كمسعف في إحد مستشفيات بنغازي الا انه وبعد ايام قليلة انتقل من بنغازي الي رأس لانوف التي كانت تشهد قصفا جويا من كتائب القذافي في ذلك الوقت ليساعد في انقاذ الجرحي ولكنه اختفي بعدها وانقطع الاتصال به وفجأة عاد وظهر مرة أخيرة من خلال حديث مثير وغريب لبضع دقائق علي شاشة التليفزيون الليبي أصاب جميع المصريين بالدهشة والصدمة وخاصة أسرته وأقاربه.. حيث شاهدوا ابنهم الذي لم يتعدي عمره 81 عاما يعترف بأنه يتبع تنظيم القاعدة وجاء الي ليبيا ضمن قافلة تحمل سلاحا للثوار الليبيين »الأخبار« التقت السيد عبدالخالق والد المسعف المصري الذي إعتقلته قوات القذافي بتهمة الانتماء الي القاعدة وكان هذا الحوار.. سألته في البداية ماذا يعمل عبد الخالق وهل له انتماءات سياسية؟ إبني عمره 81 عاما فقط فهو طالب بالصف الثالث الثانوي الصناعي وليس له أي انتماءات سياسية علي الاطلاق وكانت ثورة 52 يناير هي أول حدث سياسي يشارك فيه فقد ذهبنا معا الي ميدان التحرير يوم 52 يناير ولكني عدت للمنزل بعد أيام قليلة بينما عبد الخالق تمسك بالبقاء في الميدان حتي يوم تنحي الرئيس السابق لكنه سافر الي ليبيا كمسعف فمن أين تدرب علي عمل الاسعافات للجرحي؟ أصيب عبد الخالق بعدة إصابات في رأسه وذراعه خلال مظاهرات يوم 82 يناير التي شهدت هجوم قوات الامن المركزي علي المتظاهرين بميدان التحرير بعدها قرر تلقي دورة تدريبية في الاسعافات الأولية وظل يحمل شارة المسعف لمساعدة المعتصمين بالميدان لأيام طويلة.. وكيف جاءت فكرة سفره الي ليبيا رغم الاوضاع الأمنية السيئة هناك وخاصة مع إندلاع الثورة الليبية؟ أتفق عبد الخالق مع زملائه من المشاركين في ثورة 52 يناير علي مشاركة أبناء الجالية الليبية في مصر وقفتهم الاحتجاجية امام السفارة الليبية بالقاهرة وهناك علم انه سيتم توجيه قافلة إغاثة لليبيا تحمل مساعدات دوائية وتضم 52 طبيبا ومسعفا فقام بالانضمام للقافلة التي كانت تنظمها جمعية رابعة العدوية الخيرية بعد تلقيه دورة تدريبية أخري علي الاسعافات الأولية بمستشفي الجمعية.. هل كان هناك طريقة للإتصال به بعد عبوره للأراضي الليبية؟ نعم كان يتصل بنا تقريبا بشكل يومي وأحيانا في حالة إنشغاله كان يطلب من زملائه الاتصال بي لطمأنتنا عليه حيث كان دائم التنقل بين المستشفيات ببنغازي ولكن الاتصالات بيننا انقطعت يوم 2 مارس الحالي بعدها تمكنت من الاتصال بزملائه في القافلة ولكنهم ظلوا يؤكدون لي انه بخير كلما اتصلت بهم.. وماذا دار في آخر مكالمة مع عبدالخالق قبل انقطاع الاتصال؟ أخبرني عبد الخالق سيذهب الي رأس لانوف لاسعاف الجرحي هناك بعد انتقال القصف الجوي لكتائب القذافي اليها وطلب مني ان أدعو له فقلت له »خلي بالك من نفسك« بعدها علمت من زميل له بعد عودته من ليبيا ان عبد الخالق تطوع لنقل الجرحي من تحت خط النار.. وماذا حدث بعد ذلك؟ عندما وصلت الي المنزل علمت من زوجتي ان عبد الخالق اتصل بها ولم يقل سوي انه في مدينة سرت الليبية وأخبرها انه بخير وأغلق الخط بشكل مفاجئ إلا ان عمه الذي عاد من ليبيا بعد اندلاع أعمال العنف هناك تمكن من الاتصال علي نفس الرقم الذي قام عبد الخالق بالاتصال منه فرد عليه رجل رفض التعريف بنفسه وأخبره ان عبد الخالق إعتقل من قبل كتائب القذافي وهو الان محبوس في سرت بتهمة دخوله ليبيا ضمن قافلة تحمل سلاحا للثوار. وماذا قال عبد الخالق خلال ظهوره الغريب علي قناة الجماهيرية الليبية؟ انقطعت أخبار عبد الخالق بعد اتصاله الاخير الي ان طلب منا احد أقاربنا بفتح التليفزيون علي قناة الجماهيرية الليبية قائلا أن عبد الخالق يتحدث في أحد البرامج وكانت المفاجأة حيث شاهدت أبني يرتدي زيا عسكريا ويظهر في برنامج يسمي »عشم الوطن« وقال »أنا عبد الخالق السيد عبد الخالق من القاهرة وأتيت الي ليبيا ضمن قافلة تحمل سلاحا للثوار الليبيين وشاركت في ضرب مدينة رأس لانوف ومدن أخري حتي تم القبض علي وقال أنه يتبع كتائب مسلحة لتنظيم القاعدة مما أدي الي اصابتنا بالرعب علي مصير إبننا الذي أجبروه علي الإدلاء بتصريحات هزيلة ليس لها معني فوالدته انهارت وأخوته الأربعة انقطعوا عن دراستهم وحياتنا متوقفة.. وهل تقدمت بأية بلاغات للخارجية؟ نعم قام الدكتور حمدي السيد نقيب الاطباء بتقديم ثلاثة بلاغات لوزير الخارجية ورئيس الوزراء ورئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة يؤكد ان ابني تطوع مع قافلة طبية لانقاذ جرحي العدوان الوحشي علي الشعب الليبي وتم اعتقاله في مدينة رأس لانوف بواسطة قوات القذافي وتم تعذيبه وعرضه علي أجهزة الاعلام بصفته مهرب سلاح وليس منقذا ومعاونا في رعاية الجرحي.