أقام حسين أحمد مصطفي إمام وخطيب مسجد دعوي قضائية أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة تطالب بوقف تنفيذ قرار هيئة المساحة المصرية بشأن تعديل حساب وقت صلاة الفجر، ونشره بناء علي نتائج أبحاث المعهد القومي للبحوث الفلكية، عندما تكون الشمس تحت الأفق بمقدار 14.7 درجة. اختصمت الدعوي رقم 32998 لسنة 71 قضائية كلا من وزير الري ورئيس هيئة المساحة ووزير الأوقاف ومفتي الجمهورية. أكد المهندس مدحت كمال رئيس هيئة المساحة إن الهيئة تقوم بحساب مواقيت الصلاة طبقا للحسابات الفلكية المعتمدة والتي بها لجان مشتركة من أساتذة الفلك بالجامعات المصرية ومعمول بها منذ الثمانينيات من القرن الماضي. وشدد علي أنه فيما يخص صلاة الفجر عقدت الهيئة اجتماعا بالاشتراك مع معهد البحوث الفلكية لمراجعة وتدقيق الحسابات الفلكية المعمول بها وتأثير طبقة الغلاف الجوي ونتائج الرصد بالأجهزة الحديثة التي تظهر علي ضوء الحسابات الفلكية ومراجعة ذلك مع المتخصصين من الجهات المعنية الأخري التي لها علاقة بهذا الموضوع مشيرا الي ان المتخصصين من معهد البحوث الفلكية يقومون بمراجعة وتدقيق مواقيت صلاة الفجر بأسس علمية سليمة لا مجال للتشكيك في صحتها. وأكد د. شوقي علام مفتي الجمهورية أن توقيت أذان الفجر المعمول به في مصر وسائر بلدان العالم الإسلامي هوالتوقيت الصحيح شرعيا وفلكيا. وأوضح أن دعوي بدء الفجر من درجة 15 أونحوها هي دعوي باطلة مخالفة لِمَا تقتضيه الأحاديث النبوية، من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي سُنة الفجر، ثم يغفوإغفاءة يسيرة، ثم يقوم إلي صلاة الفجر ويطيل القراءة فيها، ومع ذلك فإن النساء كن يخرجن بعد الصلاة لا يُعرَفْنَ من الغلس، وهو: ظلمة آخر الليل، ولا يكاد الرجل يعرف صاحبه، أي: بسبب الظلمة، وهذا كله لا يتفق بحالٍ مع هذه الدرجة المدَّعاة، وإنما يتصوَّر مع ما عليه العمل في مصر وسائر البلاد الإسلامية من أن وقت الفجر بين »18-19.5». وأضاف أن هذه الدعوي تخالف الآثار عن الخلفاء الراشدين والصحابة والسلف الصالح، من أنهم كانوا يقرأون بالسور الطوال والآيات الكثيرة، ولا تطلع عليهم الشمس، فقد كان أبوبكر الصديق رضي الله عنه ربما قرأ في الفجر بسورة البقرة، وكان عمر الفاروق رضي الله عنه يكثر من قراءة سورتي يوسف والحج، وربما قرأ بسورة آل عمران، وكان عليٌّ كرم الله وجهه ربما قرأ بسورة الأنبياء، وقرأ سعيد بن جبير بسورة الإسراء. وشدد علي أن الادعاء بأن توقيت أذان الفجر في مصر خاطئ هوأمر مخالف تماماً لِمَا نص عليه علماء الفلك وجري عليه عمل أهل الهيئة المسلمين قديماً وحديثاً، فإن المتقرر عندهم أن وقت الفجر دائر بين درجة »18 و19.5». وأكد أن ما تتضمنه هذه الشائعات المضللة من اعتماد أهل مصر علي أحد الفلكيين غير المسلمين في جعل درجة 19 ميقاتاً لأذان الفجر هوكلام مجانب للصواب، فإن اعتماد هذه الدرجة علامة علي طلوع الفجر الصادق هوعمل أهل مصر قاطبة منذ سالف الأزمان، كما نص عليه رئيس المؤذنين بالجامع الأموي بدمشق العلامة الفلكي علاء الدين أبوالحسن بن الشاطر، في كتابه »النفع العام في العمل بالربع التام»، ومؤقت الجامع الأزهر بالديار المصرية العلامة الفلكي سبط المارديني، في كتابه »الدر المنثور في العمل بربع الدستور». وأضاف أنه إذا أضيف إلي ذلك إقرارُ هذه الدرجة من علماء مصر طيلة هذه العقود - حيث كان علم الهيئة من العلوم المقررة في الأزهر الشريف، ولم ينكر ذلك أحد من أهل العلم والفتوي في مصر علي مدي قرن من الزمان، مع توقف صلاتهم وصيامهم علي صحة ذلك، وهم أئمة الأمة وسادة أهل العلم فيها - كان ذلك إجماعاً واضحاً من علماء مصر وفلكييها وأهل الهيئة فيها علي صحة هذا التوقيت لأذان الفجر. وأهاب، بعموم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ألا يأخذوا أحكام دينهم وعباداتهم إلا من أهل العلم والتخصص المؤهلين.