91 مارس لطمة قاسية علي وجوه الذين قالوا عن الشعب المصري انه لم ينضج سياسيا واساءوا إلي وطنهم وقالوا: ان مصر غير مؤهلة للديمقراطية.. 91 مارس أكد قصر نظرهم وقلة فهمهم وإدراكهم أنهم - فقط - يمثلون نظاما شديد البطش بالغ الشراسة مدججا بكل أسلحة الفساد من سلب ونهب ثروات وطنهم وتعريض اقتصاده للدمار.. 91 مارس قضي علي أسطورة سلطة بكل جبروتها ووحشيتها وسوقيتها، يمثل معجزة بشرية اذهلت الدنيا كلها.. 91 مارس مؤشر جديد يؤكد نجاح ثورة 52 يناير وجاذب قوي لكثير من المعارضين لها ليتحولوا - عن اقتناع - إلي مؤيدين ومباركين.. اقتنعوا من داخلهم ان الثورة غيرت مصر حقيقة وليس وهما. أقر وأعترف أنني لم اذهب طيلة حياتي إلي صندوق انتخاب حيث كانت تجربة لاضاعة الوقت فسينجح من يريدون ويسقط من لا يريدون مهما كان المؤيدون لهم بإبطال مفعول كل شرعية ونشر بلطجة متعددة الالوان واقتحام لجان وتزوير وتصويت الاموات والرشاوي وفي النهاية النتائج جاهزة.. هذه المرة شدني احساس عميق بضرورة الذهاب للتصويت ولمست ذلك الشعور من زوجتي وأولادي وازواجهم.. ذهبنا جميعا لنري مشهدا جديدا يعبر عن مصر جديدة، فالشعب تذوق الديمقراطية لأول مرة.. اقتنع بأن هناك مناخا ديمقراطيا حقيقيا فانطلق الجميع للادلاء بأصواتهم.. اقبال غير مسبوق يمثل حالة فريدة لم تشهدها مصر من قبل.. الناس تغيرت وتيقنت أن الاصوات في الصناديق حقيقية تعبر عن داخل حر لذا فهي قادرة علي قيادتنا الي ارادة نزيهة .