اتهم ناشطون حقوقيون وشهود عيان أمس قوات الأمن السورية بشن هجوم عنيف علي المعتصمين أمام مسجد العمري بمدينة درعا الجنوبية مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص علي الأقل واصابة العشرات، في حين أكدت السلطات السورية أن "عصابة مسلحة" هي التي ارتكبت أعمال العنف في درعا وأشارت إلي سقوط اربعة قتلي وعدد من المصابين برصاص العصابة. قال ناشطون إن السلطات قطعت التيار الكهربائي عن المدينة قبل ان تبدأ هجومها واوقفت خدمات الهاتف. واوضحوا أن "نداءات استغاثة علت عبر منابر المساجد من اجل اسعاف الجرحي وطلب النجدة. وأشاروا إلي "اطلاق قنابل مسيلة للدموع وطلقات نارية" خلال الهجوم. وذكر أحدهم ان عدد المعتصمين أمام المسجد كان قد تجاوز ألف شخص، مشيرا إلي أن السلطات اعطت المعتصمين مهلة لفض اعتصامهم الا انهم لم يمتثلوا لمطالبها. وكان المحتجون الذين نصبوا خياما في ساحة المسجد قالوا في وقت سابق انهم لن يبرحوا المكان حتي تلبي مطالبهم. ولم يتضح علي الفور ما اذا كان المحتجون يحملون اية أسلحة. وتجمع محتجون أيضا في بلدة نوي القريبة. بينما ذكر بيان رسمي أن عصابة مسلحة قامت بالاعتداء المسلح علي طاقم طبي في سيارة اسعاف تمر بالقرب من مسجد العمري مما أدي الي استشهاد طبيب ومسعف وسائق السيارة. واضاف البيان أن قوي الامن تصدت للمعتدين واستطاعت أن تصيب عددا منهم وتعتقل بعضهم مما أسفر عن مقتل احد عناصر قوات الأمن. كما عرض التليفزيون السوري مشاهد لاسلحة وذخيرة واموال قال ان "عصابة مسلحة" خزنتها في مسجد العمري. وظهر في الشريط الذي بثه التلفزيون المسجدخاليا من المعتصمين، كما بدت اثار لاطلاق النار.وقال مصدر رسمي إن هذه العصابة المسلحة استخدمت اطفالا اختطفتهم من عوائلهم كدروع بشرية وقامت بترويع سكان المنازل المجاورة للمسجد باحتلالها هذه المنازل واستخدامها لاطلاق النار علي المارة والقادمين للصلاة". واكدت دمشق أمس ان اهالي مدينة درعا يتعاونون مع القوي الامنية لملاحقة افراد العصابة المسلحة، واتهمت "جهات اجنبية" ب "بث الاكاذيب" عن الاوضاع في مدينة درعا وبالادعاء بوقوع مجازر فيها بهدف لتحريض الاهالي وترويعهم.كما اتهمت سوريا اسرائيل بارسال رسائل تحرض المواطنين علي القيام بأعمال شغب. وقال مصدر رسمي ان "اكثر من مليون رسالة نصية وصلت من الخارج اغلبها من اسرائيل تدعو السوريين الي استخدام المساجد منطلقا للشغب".