مّر يوم 61 مارس ولم يتذكره الكثيرون.. كيف هذا وهو العيد الذي كان المصريون يحتفلون به تخليدا لمكانة المرأة التي قدسها الفراعنة وبالأصح قدس مكانتها منذ بداية عصر الأسرات باعتبارها الأم التي ولدت الأرباب وعّبروا عنها بنوبت أو الربه نوت. ي السماء التي تظلل الكون وترعاه والتي ولدت إله الخير والخصب والبركة وخلدوها في آثارهم ومعابدهم وفي برديات أساطيرهم وعقائدهم.. كيف ننسي هذا اليوم العظيم الذي كان المصري القديم أول من احتفل به تكريما للمرأة كعيد مقدس تنادي به السماء... فبدأ الاحتفال به في المرة الأولي أثناء الأسرة الأولي أو العصر العتيق امتدادا إلي الدولة الحديثة.. كما احتفل به في عهد البطالسة وحدد موعده بمولد سيزارون ابن كليوباترا ومنه انتقل لتحتفل به روما عندما نقله قيصر اليها مع انتقال التقويم الشمسي المصري إلي روما هدية كليوباترا اليها. لقد اختاروا لعيد المرأة موعد بشائر الفيضان فشبهوا الأم بالنيل الذي يهب الحياة والخصب واستمرار الوجود.. وأطلق المصريون عليه في مختلف العصور عدة اسماء كان أولها عيد الأم المقدسة في الدولة القديمة وعيد أم الحياة أو أم الوجود في عهد البطالسة. كما أطلقت كليوباترا عليه عيد الأم الجميلة أو عيد أم الزهور.. في قراءة لبردية وجدت بتل العمارنة في عصر اخناتون يحتفظ بها متحف برلين تقول »حب الأم يهب لك كل شيء ولا يطمع في شيء.. ضاعف لها العطاء فقد غذتك من عصارة جسدها... احملها في شيخوختها فقد حملتك في طفولتك... اذكرها دائما في صلاتك وفي دعائك للإله الأعظم فكلما تذكرتها تذكرتك.. بذلك يرضي الاله فرضاه يأتي بعد رضاها عنك«. لم يرفع دين من الاديان من شأن المرأة لكي تجلس إلي جوار الرجل وان تصبح شريكة له في حياته مثلما فعل الاسلام بل ان الاسلام جعلها شقيقة للرجل »النساء شقائق الرجال« ويقول ابن سيناء »انها شريكة الرجل في مملكته والقّيمة في ماله وخليفته في ترحاله«. إذا كان التاريخ القديم لم ينس ما ترمز إليه ايزيس وحتشبسوت ونفرتيتي ونفرتاري وكليوباترا فإن من أروع ما شهده التاريخ الحديث ان حكمت مصر شجرة الدر فقادت مصر بسلام وسط عواصف الحرب والدسائس كما نمت الحركة النسائية المصرية الحديثة وسط طلقات الرصاص وقطرات الدماء بقيادة باحثة البادية ملك حفني ناصف وهدي شعراوي في عام 4191 ولقد شهد يوم 61 مارس 9191 حدثا مجيدا عظيما لم يكن له سابقة في تاريخ مصر حيث خرجت المرأة المصرية في مظاهرات تعلن مشاركتها في الثورة الوطنية وسقطت شهيدات منهن »شفيقة محمد« واختير هذا اليوم عيدا للمرأة المصرية.. وفي الايام الماضية خرجت المرأة في ثورة 52 يناير تعزز دورها ومكانتها وتواكب التطور واستشهد منهن شابات وسيدات وهي تعّبر عن انها جزء لا يتجزأ من النسيج العام للمجتمع بل وهي العمود الفقري في الحياة الأسرية بما تبثه في الشباب من قيم وسلوك وطموحات. رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق