لم يعد هناك مكان للحكام الطغاة في المنطقة العربية.. ولم يعد هناك زمن للاستبداد والقمع ضد شعوبها التي ظلت مغلوبة علي امرها لعقود طويلة ولم تعد اسيرة الانظمة الشمولية البوليسية.. فقد جاء زمن التغيير وصار الحكم للشعوب تحت مظلة الديمقراطية والحرية وليس للديكتاتور الاوحد الذي يحكم بالحديد والنار وطغمة الفساد!. نعم لم يعد هناك مكان للقذافي وامثاله من عصابة الطغاة الذين جثموا علي انفاس شعوبهم سنوات وسنوات بالقهر والارهاب، ولم يعد هناك مكان للانظمة البوليسية ولن يكون بعدما افاقت الشعوب العربية من غفوتها وخرجت بصدورها العارية تتصدي للرصاص والقنابل مثل ما حدث في ليبيا ولم ترهبها قوات الطاغية!. وليت الحكام العرب يعون هذا التغيير الثوري الذي تقوده ثورة مصر، وامتدت شرارته من تونس الي ليبيا واليمن وسوريا وكذا البحرين وصارت المسألة مسألة وقت حتي تتحرر الشعوب من الظلم والقهر، وحتي يسقط نظام العقيد القذافي وينتهي حكم »الشاويش« علي عبدالله صالح وحكم بشار الأسد والبعث.. وسوف يصل تسونامي المد الثوري من مصر الي دول عربية اخري تنتظر ساعة الخلاص!. وبنظرة علي المنطقة العربية نجد ان شعوبها ابتليت بعصابة من الحكام الذين انتهي عمرهم الافتراضي وتاريخ صلاحيتهم ومع ذلك يرفضون التخلي عن السلطة ويصرون علي البقاء والتوريث وكان منهم زين العابدين بن علي في تونس »32 عاما« وحسني مبارك في مصر »03 عاما« اللذان أسقطتهما الثورات، ومازال باقيا معمر القذافي في ليبيا »24 عاما« وعلي عبدالله صالح في اليمن »32 عاما« وينضم اليهم بشار الاسد »وهو امتداد لحكم ابيه حافظ الاسد علي مدي 04 عاما« في سوريا.. والقائمة طويلة. وخذوا مثلا الوضع المأساوي في ليبيا فقد ظل القذافي يحكم قبضته ويكبل شعبه باللجان الثورية والمرتزقة الافارقة المأجورين وراء اسوار الجماهيرية العظمي وبعدها تخلص من رفاقه اعضاء مجلس الثورة بالاغتيال والنفي ونصب اولاده علي مقاليد الحكم واعطي صلاحيات وراثته لابنه سيف الاسلام الذي توعد اهالي بنغازي بعد اندلاع الثورة بالقضاء عليهم.. ولذلك لم يتورع القذافي عن قصف المدنيين بالطائرات والدبابات وهدد باجتياح آخر معاقل الثوار وابادتهم جميعا. لولا موقف الجامعة العربية وقرار مجلس الامن بفرض الحظر الجوي لحماية الشعب الليبي من طائرات القذافي، وجاء تحرك امريكا وبريطانيا وفرنسا لايقاف هذه المجزرة التي ينفذها الديكتاتور الذي فقد عقله.. وقام الاسطول السادس بتدمير قواعد الدفاعات الجوية الليبية لتأمين الحظر الجوي بالطائرات الفرنسية والبريطانية.. وما يبعث علي الاسف ان سوريا والجزائر رفضتا قرار الجامعة العربية بطلب فرض الحظر الجوي، وارسلت سوريا سفينة محملة بالاسلحة والصواريخ الي طرابلس وتوجه طيارون سوريون للانضمام الي طائرات القذافي، وبينما قامت طائرات جزائرية بنقل المرتزقة من تشاد وغيرها لمساندة كتائب العقيد الموالية له ضد الثوار الليبيين!. وكذا الحال بالنسبة لديكتاتور صنعاء، وكان يخطط لتوريث الحكم لابنه احمد والذي عينه قائدا للحرس الجمهوري لقمع الشعب اليمني، وعندما انفجرت مظاهرات الغضب الاخيرة قامت عناصر الامن باوامر الشاويش علي عبدالله صالح باطلاق الرصاص الحي من فوق اسطح العمارات المطلة علي المتظاهرين في الميدان يوم الجمعة وسقط 35 قتيلا واكثر من 051 مصابا في تلك المذبحة وخرج بعدها الديكتاتور ليعلن حالة الطواريء لكي يتمكن من تصفية المعارضة، بينما تسونامي التغيير قادمة وسوف تكتسح نظامه وتقتلعه من جذوره!. وحدث ما لم يكن متوقعا في سوريا التي تقبع تحت حكم الحديد والنار لحزب البعث فقد ضاق الشعب السوري ذرعا بالكبت والقهر من نظام بشار الاسد، وخرجت المظاهرات من المسجد الاموي في دمشق تطالب بالافراج عن المعتقلين والحرية وامتدت بالغضب الي حمص ودير الزور وبلغت ذروتها في درعا حيث سقط القتلي برصاص الامن وانفجرت المظاهرات ضد بشار ونظامه وقامت باحراق مقر حزب البعث في درعا وكانت صيحتهم المدوية: »خائن اللي بيقتل شعبه«!. ولكن يبدو ان عصابة الحكام الطغاة لم يستوعبوا الدرس ولم يفيقوا الي التغيير الذي يجتاح المنطقة العربية ومازالوا يعيشون في وهم القمع للشعوب بالقوة الغاشمة، ولم يتعلموا من ثورة مصر وكذا ثورة تونس وكان نظام حسني مبارك نموذجا للقهر المفروض علي الشعب المصري علي مدي ثلاثين عاما وهي اطول مدة لحاكم في مصر منذ عهد محمد علي، ولولا ثورة يناير لكان من المفترض ان يمتد هذا الحكم بالتوريث الي الابن جمال مبارك ولحقبة اخري، ولم يستوعب مبارك ان الشباب لن يقبل بالخنوع لحكم الاسرة لان مصر يحكمها نظام جمهوري منذ ثورة يوليو وهو الذي جاء به الي الحكم.. وانفجر الغضب بالملايين واسقط النظام.. وسوف تتساقط انظمة الطغيان الواحد تلو الآخر!.