خرج آلاف أمس يرددون هتافات تطالب بالحرية أثناء جنازة محتج قتلته قوات الأمن في درعا بسوريا وسط انتشار الجيش السوري حول المدينة، ويعد القتيل الشاب رائد الكرد خامس ضحية من المتظاهرين الذين سقطوا في المواجهات مع قوات الأمن المستمرة منذ ثلاثة أيام. وأعلنت مصادر إعلامية أن الأهالي رجحوا ارتفاع موجة الاحتجاجات عند خروج الجنازة من أحد مساجد المدينة التي تم حرق عدد من مبانيها الحكومية أمس، بينها مبني لمقر حزب البعث الحاكم ومنزل المحافظ ومقر القصر العدلي ومرآب تابع لشرطة المرور وعدد من فروع شركتين للهاتف المحمول. وكان أهالي درعا قد بدأوا احتجاجات قبل عدة أيام علي الفساد والاعتقالات التعسفية، مطالبين برفع سقف الحريات العامة وتحسين مستوي الأوضاع المعيشية وخلق فرص عمل للشباب وإلغاء قانون الطوارئ المعمول به في سوريا منذ نحو 48 عاما. وبينما وصل وفد حكومي إلي درعا للتعزية في القتلي الذين سقطوا هناك, قال متظاهرون إنهم يرفضون قانون الطوارئ وإنهم يتطلعون إلي الحرية. وقد أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع علي المحتجين, في حين قال سكان إن ما لا يقل عن 40 شخصا نقلوا للعلاج في المسجد العمري الرئيسي بالمدينة القديمة بعد استنشاق الغاز. وقال أحد المقيمين لوكالات الأنباء إن "المسجد العمري أصبح الآن مستشفي ميداني، وإن قوات الأمن تعرف الآن أنها لا تستطيع دخول المدينة القديمة دون إراقة المزيد من الدماء". من ناحية أخري, قالت منظمات حقوقية إن النساء المعتقلات علي خلفية المشاركة في الاحتجاجات دخلن في إضراب مفتوح عن الطعام بسجن دوما للنساء بالعاصمة دمشق. وذكر بيان لمنظمات حقوقية أن عشر نساء اعتقلن بتهمة النيل من هيبة الدولة وتعكير صفو العلاقة بين عناصر الأمة. وكانت السلطات قد أعلنت أنها قررت تشكيل لجنة رسمية للتحقيق، ولمعالجة الأحداث في درعا. من جهتها أدانت باريس علي لسان وزير الخارجية بأعمال العنف التي وقعت في سوريا ضد المتظاهرين، وطالبت بالافراج عن كل الذين اعتقلوا لمشاركتهم في حرب الاحتجاج. كما نددت منظمة هيومن رايتس ووتش "بالاستخدام المفرط للقوة" الذي اوقع "خمسة قتلي علي الاقل" منذ الجمعة في سوريا حيث قمعت السلطات بعنف تظاهرات مناهضة لها. كما أكد المرصد السوري لحقوق الانسان أن قوات الامن السورية عمدت في الايام الاخيرة إلي اعتقالات "تعسفية" في مناطق عدة شهدت تظاهرات ضد النظام، موضحاً أن "السلطات الأمنية اعتقلت خلال تظاهرة الجامع الأموي في دمشق الجمعة الماضي 11 شخصاً وثلاثة أشخاص في مدينة بانياس الساحلية في اليوم التالي للتظاهرة التي حدثت في المدينة.