بدأت لجنة استرداد اراضي الدولة الشغل » التقيل ». قررت ان تضع اصابعها في عش الدبابير.. وتفتح ملف تعديات الكبار علي نهر النيل ،حيث طلبت من الوزارات المعنية ملف تعديات كبار الشخصيات علي اراضي طرح النهر، وقررت الوقوف في وجه الحيتان الذين ردموا النيل واقتطعوه.. وشوهوا جماله.. استغلوا الصمت الرهيب من السادة المسئولين طيلة السنوات الماضية واستباحوا كل شئ ، اخترقوا القانون..وتعاملوا مع النيل علي انه ملك لهم..اغتصبوا مجراه بالردم..وهتكوا عرضه بالاقتطاع..استبدلوا الجمال والخضرة بالكتل الخرسانية والطوب الاحمر..احتكروا النيل ودمروه وردموا مئات الامتار ليبنوا فوقها قصورا فخمة وفيلات فارهة..بالمخالفة لكل القوانين والاعراف وحتي المنطق..استغلوا نفوذهم.. ففعلوا كل ما يحلو لهم.. ظنوا انهم فوق القانون.. إلي ان جاء المهندس ابراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية وقررت اللجنة التي يرأسها ان تقتحم هذا العالم وازالة تلك التعديات، خاصة ان تقديرات هيئة التعمير، صاحبة الولاية علي اراضي طرح النهر تقدرعائد استغلالها ب 8 مليارات جنيه سنويا ، وقررت مراجعة كل أراضي طرح النهر علي مستوي المحافظات المصرية المختلفة، بالتنسيق بين هيئة التعمير وإدارات الأملاك بالمحافظات وهيئة المساحة.. هذه خطوة في مشوار الألف ميل أمام لجنة المهندس إبراهيم محلب، لكن المشوار مازال طويلًا وشاقًا وعسيرًا في محافظات مصر المليئة بحالات صارخة للتعدي، علي أراضي طرح النهر.. »الاخبار» تفتح هذا الملف مرة اخري وتقدم بالصور جانبا من تعديات الكبار الفجة علي اراضي طرح النهر الحديث عن مخالفات علي نهر النيل كثيرة..الارقام قد لا تلفت انتباهنا ولا نعيرها الاهتمام الكافي ،لكن الواقع الميداني يصيبك بالحسرة والالم.. جولة الاخبار كشفت مهازل ورصدت بعدستها مشاهد تستفز المشاعر..وتوجع القلوب.. جهود وزارة الري لا تتعدي ازالة عشة او قاعة افراح او بيت صغير او حتي مشروع تجاري..وهذه جهود مشكورة لا نقلل منها علي الاطلاق، ولكن ايدي الوزارة مغلولة في التعامل مع الكبار ،لا تستطيع الاقتراب منها.. قررنا ان تكون البداية من منيل شيحة كوبري وسط النيل بدأنا بفيلا بل هو قصر لاحدي الشخصيات المرموقة في المجتمع اسمه ( م.ف) ، ما فعله هذه الرجل في نهر النيل لا يغتفر ، بني قصرا وشيده ، القصر من الخارج لا تستطيع رؤيته من ارتفاع الاسوار وكثرة الاشجار التي تحيط به ، مدخل القصر عبارة عن حديقة شاسعة المساحة بها اشجار ونباتات زينة من كل صنف ونوع ، ويتوسطها حمام سباحة في الامام ، واخر خلف مبني القصر يطل علي النيل ، ليس هذا فقط ، الجريمة لا تتوقف عند حد ردم وتعد علي النيل لبناء قصر ، بل وصل لدرجة انه صمم حديقة في وسط نهر النيل ، الحديقة الدائرية عبارة عن مساحات قام بردمها وزرعها بالاشجار والورود ، وصمم اسفل منها قناة صغيرة تسير فيها المياه ، ليصبح المنظر حديقة واسفلها تتدفق المياه ، وقام بعمل كوبري لربط هذه الحديقة بالقصر ، كل هذا وسط النيل ، قصر مخالف علي النيل ، وحديقة داخل النيل تبعد عن القصر مسافة 50 مترا ويربطها بالقصر كوبري مشاه ، يخرج من القصر ليستجم وسط الحديقة ثم يعود اليه مرة اخري ،يسكن جزيرة وسط النيل وكأن النيل ملكه بمفرده !!.. قصر فاخر وعلي بعد امتار قليلة منه يوجد قصر آخر لا يقل فخامة عنه ، بل يزيد في الحراسة والبوابات والاسوار ، والمساحة ايضا ، ويتميز هذا القصر الذي يمتلكه ( أحد رجال الأعمال ) الكبار ، بطرازه المختلف، يتوسطها عدد من حمامات السباحة ، والحدائق ومحاطة باسوار عاتية كما ان به اسوار من الأشجار والحديد والصاج عالية الارتفاع.. وعلي بعد امتار يقع قصر اخر عملاق صاحبه احد كبار رجال الاعمال واعتي رموز الحزب الوطني ( ا. ق ) قام بإنشائه علي حرم النهر وشيد سورا ضخما من الخرسانة المسلحة يشبه القلاع،واستغرق بناؤه سنوات طويلة ، حتي اصبح مثل القلعة المحصنة. وبجوار بعضهم البعض تتراص مجموعة من الفلات الفارهة والقصور الفخمة التي استباح اصحابها نهر النيل وردموه وشيدوا عليه اماكن يستجمون فيها دون النظر إلي حق الاجيال القادمة في هذا النهر العظيم. فيلات البدرشين وفي نهاية الجولة ذهبنا إلي البدرشين حيث تقع الكثير من الفيلات المخالفة علي ضفاف النيل ، بالمخالفة للقانون ، ويقع في قرية المرازيق بمنطقة البراديس عدد كبير من الفيلات والقصور ، توغلنا في الداخل، المنطقة لا يوجد بها أي بيوت، مجموعة من الفيلات الفخمة المطلة علي النيل مملوكة لكبار الفنانين والمخرجين ورجال الاعمال ، وفي قرية الشيخ عتمان علي النيل تقع فيلا ضخمة مكتوب علي ابوابها » فيلا غزالة » صاحبه كما ابلغنا اهالي المنطقة ان هذه الفيلا لا يأتي اليها اصحابها الا مرة كل شهر ، اي انها مخصصة للتنزه والفسحة كما يقول الاهالي.. الفيلا بجوار معدية الشيخ عتمان ، اسوارها علي النيل مرتفعة..لا يوجد بينها وبين النيل اي فاصل.. بجوارها مجموعة من الحقول لكنها بعيدة عن النيل مما يعني ان الفيلا مخالفة.. ولا يوجد بداخل الفيلا سوي العاملين والحراسة فقط. صالات أفراح وكافيهات ولم تتوقف التعديات علي نهر النيل من قبل الباشوات الجدد فقط بل امتدت ايضا إلي المواطنين الذين استغلوا غياب الحملات خوفا وقاموا بانشاء »عشة » او محل او ملعب كرة، فمن اقتطع النيل ليبني قصرا لا يختلف عمن ردم النهر ليبني عشة ، كلاهما ارتكب جريمة ضد الوطن ، كلاهما وقع تحت طائلة القانون.. رصدنا في جولة بالصور تعديات صارخة علي شريان الحياة ، بداية من المنيب وحتي البدرشين.. حيث استغل المخالفون غياب الدولة وصمت مسئولي الري واستباحوا حرمة النيل وحولوا جانبيه إلي صالات أفراح وكافتيريات وأندية بدون ترخيص وبمباركة صغار الموظفين ومساعدة ضعاف النفوس نجح البعض في توصيل المرافق لهذه المخالفات..البداية كانت من اعلي دائري المنيب حيث وجدنا منزلا يتكون من ثلاثة ادوار يبتعد عن مياه النيل حوالي ثمانية امتار تلك الثماني امتار تستخدم كحديقة للمنزل للاستمتاع بالهواء الطلق علي شط النيل . تعديات صارخة ومن اعلي دائري المنيب إلي طريق البدرشين فتلك المنطقة تعد الاعلي من حيث التعديات الواقعة عليها فمبجرد المرور من قرية التوفيقية إلي ابو النمرس يصدمك المنظر المشوه للتعديات.. بعد ذلك تسير لنستكمل رحلتنا لرصد التعديات فتتوقف امام قرية ابو النمرس حيث يوجد الكثير من التعديات رصدناها بالكاميرا لننقلها للمسئولين لعل ضمائرهم تستيقظ.. ومن ابو النمرس اتجهنا إلي طريق البدرشين حيث وجدنا ان البعض قام بردم جزء من النيل في عز الضهر من اجل عمل ساحة كبيرة لتخزين بضاعته التي تتبع مصنعه الذي شيده علي شط النيل ولم يكتف بذلك بل اقام بوابات حديدة لحماية مصنعه المخالف ، ولم تتوقف التعديات في منطقة المعدية كما يطلقون عليها عند ذلك الحد فقام بعض الاهالي هم الاخرون بالسيطرة علي بعض المساحات الصغيرة في الارض الزراعية واقاموا عليها محلات للعصائر وكافتيريات لتناول المشروبات لمن ينتظرون عبور المعدية إلي الجانب الاخر من نهر النيل عند حلوان.