واخيرا انكشف سر الهروب من الاجابة عن سؤالي الذي طرحته في هذا المكان الاسبوع الماضي علي المسئولين في السفارة الأمريكية خلال المائدة المستديرة، والتي أعلن خلالها مساعد وزير الخارجية الأمريكية عن تقديم بلاده 052 مليون دولار دعما اقتصاديا لمصر. وهنا سألت.. هل هذا المبلغ في الميزانية الجديدة التي يجري الاعداد لها الآن، أم انه نفس المبلغ المتوفر حاليا لمصر ولم تستخدمه؟ وصمت الجميع وتهرب من الاجابة إلي ان جاءت إلي القاهرة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لتعلن ان الرقم الجديد هو 09 مليون دولار فقط ويخصص للاصلاحات الاقتصادية ودعم الديمقراطية. ثم جاء چون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس ليؤكد انشاء صندوق لمساعدة مصر في اقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة برأس مال 60 مليون دولار. وشهدت القاهرة خلال الاسبوع الماضي زيارات مكثفة لكبار المسئولين في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، والاتحاد الاوروبي.. وقد جاءوا ليهنئوا بالثورة، ويعربوا عن استعدادهم تقديم كل الدعم لمصر في مرحلة التحول. وفي تقرير خطير نشرته جريدة »الليموند« تحدث عن التحديات التي تواجهها الدول النامية، وأهمها أزمة نقص الغذاء وستكون مصر أكبر ضحاياها، خاصة بعد ان ارتفع سعر اردب القمح من 71.51 فرنك إلي 93.57 فرنك.. وهناك الأمل في الانخفاض بنهاية هذا العام إلي 34 فرنكا.. ويشير التقرير إلي ان مصر تستورد 01 ملايين طن، والجزائر خمسة ملايين، والمغرب 3 ملايين والعراق نفس الكمية، والسعودية 7 ملايين طن من الشعير.. وقد أدي إلي هذا الوضع تآكل الأراضي الزراعية، والتصحر، وهجر الفلاح للارض، ولسياسات الحكومة. وعندما زار القاهرة وفد البنك الدولي توقعت ان يكون السؤال الأول لهؤلاء المسئولين عن موقف البنك من تمويل مشروعات سدود اثيوبيا، وهل البنك ضالع فيها، وإذا كان فان ذلك يتعارض مع اتفاقية حوض النيل التي تنص علي عدم تمويل مشروعات قد تؤثر علي حصص المياه للدول الاعضاء.. وإذا لم يكن علينا ان نبحث عن الاصابع الخفية متمثلة في إسرائيل والولايات المتحدة.. اننا لا ننكر ايجابيات ثورة 52 يناير.. لكن الثورة المضادة، والخارجون عن القانون ركبوا الموجه فعطلوا الانتاج مما ترتب عليه تراجع الصادرات وتعرض المصدرين للشروط الجزائية، وانهيار السياحة ونهب الآثار في محافظات الجمهورية علي غرار الهجوم علي السجون وأقسام الشرطة ومقار أمن الدولة!! كل هذا جاء بعد الأزمة المالية والاقتصادية العالمية وتراجع معدلات النمو في الدول الكبري وبالتالي تراجع تدفق الاستثمارات.. وأمام هذا التحدي كانت لقاءات رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف، ووزير المالية الدكتور سمير رضوان مع اتحادات منظمات الأعمال، والصناعة والتجارة ورجال الأعمال الشرفاء.. وكان الاتفاق علي التعويض ورفع شعار »ساعة عمل اضافية« من أجل مصر.. ومن البشائر زيارة رئيس احدي شركات البترول العملاقة وعرضه استثمار مليارات الدولارات من أجل توظيف الآلاف من العمالة وهو ما تحتاجه مصر اليوم. ان وزارة المالية عندما فتحت الباب امام توظيف الواقفين في طابور البطالة تقدم خمسة ملايين وهو ما يضع د.رضوان في مأزق وتحد كبير، لكن يحدوه الامل في القطاع الخاص والمشروعات القومية مثل ممر التنمية وشرق بورسعيد واقامة المشروعات علي طول نهر النيل الممتد لأكثر من ألف كيلومتر.. وتلقيت رسالة من الصديق العزيز ممدوح بطرس كبير المحررين الاقتصاديين بوكالة أنباء الشرق الأوسط والمهاجر حاليا بأمريكا يقول فيها: فور إعلان وزير المالية فتح حساب لدعم الاقتصاد المصري بالبنك المركزي باسم »EGYPTIAN.ECONOMYSUPPORT« برقم »9/450/85175118« أو »251.2011« وذلك تذكيرا بتاريخ ثورة الشباب، وقد أكدت نهال سعد المستشار الإعلامي ان المصريين بأمريكا سارعوا بالاكتتاب مستخدمين الشفرة السريعة »سويفت كود« لسهولة التمويل المباشر من البنك الذي يتعامل معه المغترب وهو »CBEGGCXXXX« إلي أي حساب.. وسيتم إنشاء صندوق مستقل توضع به المساهمات.. كما ان اعدادا كبيرة من المصريين المغتربين تحركوا إلي القاهرة لدراسة احتياجات الوطن لتكون احدي ثمار ثورة الشباب. وهكذا تعيش مصر الجديدة الكل يعمل من أجل إعادة البناء. كلمات: نأمل في رئيس جمهورية جديد لم ينته عمره الافتراضي ويثبت الكشف الطبي مناعته ضد رفاق السوء.