إستنزفت مرحلة التحول إلي الديمقراطية والحرية ومحاربة الفساد التي خطط لها الشباب، وساندها الشعب وحماها الجيش، خسائر اقتصادية واقتربت من عشرة مليارات جنيه نتيجة موجة الاعتصامات وتوقف الانتاج، وهروب السياح والمستثمرين بسبب عدم الاستقرار، كذلك اتهام كم هائل من رجال الاعمال والمسئولين بالفساد والاستيلاء علي اراضي الدولة، والهروب بالاموال للخارج.. وفي مواجهة هذه السلبيات لم تجد الحكومة إلا السحب من الاحتياطي النقدي، والاستدانة وهو ما يضع بلادنا في مركز حرج وأمام هذا الوضع الخطير.. وعروض المنظمات الاقتصادية العالمية والدول الكبري تقديم الدعم لمصر، ذهبت للمشاركة في اجتماع المائدة المستديرة التي عقدت في السفارة الأمريكية بمناسبة زيارة جاكوب ولايس نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأدني الذي جاء إلي القاهرة في زيارة سريعة لمدة يومين ليشاهد ويسمع من افواه الشباب الذي خطط للثورة. الآن اتوقف امام ما أعلنه المسئول الأمريكي.. قال ان حكومته قررت تقديم 051 مليون دولار في المرحلة الجديدة لتحقيق هدفين.. الأول دعم الاحتياجات العاجلة للاقتصاد المصري، والثاني دعم التحول الديمقراطي.. وهنا بحثت عن اجابة علي سؤالي لمن لديهم الاجابة، هل هذا المبلغ الذي ستحصل عليه مصر هو من خلال الميزانية الجديدةالأمريكية التي يجري الآن اعدادها، أم انه المبلغ القديم الذي لم تستخدمه مصر من الميزانية الحالية؟ ولم أجد اجابة!! معلوماتي المتواضعة ان المساعدات الاقتصادية الأمريكية لمصر طبقا لاتفاقية كامب دافيد آخذة في التناقص بشدة وبسرعة بدعوي ان الاقتصاد المصري تحسن!! بينما معدلات الفقر تتجاوز 02٪ من السكان، اضافة إلي البطالة التي ستزداد بعد عودة المصريين من ليبيا.. والخطير ان يحدث هذا بينما توقف برنامج المساعدات التابع للبنك الدولي عن تقديم القروض بدون فوائد لمصر بعد ان تم تصنيعها في مستوي أفضل بعد تحقيق معدلات تنمية عالية! ونعود إلي حوار المائدة المستديرة لنستمع إلي المسئول الأمريكي وهو يقول.. سعدت بلقاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي أكد التزام مصر بالمعاهدات الدولية، وأهمية معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل للمنطقة. وعن تصدير الغاز المصري لإسرائيل قال إنه يخضع لترتيبات تجارية بين البلدين لذلك فان الأمر متروك لهما. وقال ان الثورة اثارت اعجاب الشعب الأمريكي كما سيكون لها تأثير علي المنطقة، مشيرا إلي ان مصر تتحرك نحو الديمقراطية وإجراء الانتخابات بنزاهة، وأوضح ان بلاده ترفض دعم الاحزاب السياسية ماديا، لكن الادارة الامريكية مستعدة لمساعدة الحكومة المصرية لرفع الوعي وادارة الحملات الانتخابية واحترام سيادة القانون وحقوق الإنسان وهو ما يمثل تحديا لمصر.. وكشف المسئول الأمريكي عن لقاءاته مع المجتمع المدني ورجال الأعمال والمسئولين عن الأنشطة الخاصة بتشغيل العمالة، والاقليات الدينية. وكان انطباعه الأول ايجابيا وهذا سينقله إلي زملائه في الإدارة الأمريكية، لكنه يخشي من تعقد الموقف نتيجة الاعتصامات التي تعطل العمل والانتاج. وهو ما يتطلب توحيد الصفوف من أجل زيادة الانتاج واستئناف النشاط الاقتصادي. كلمات قصيرة: ارفعوا ايديكم عن الصحف المستقرة. ما أشهده اننا حصلنا علي جرعة حرية أزيد من قدراتنا وهو ما يتمثل في استمرار الاعتصامات وان كنت علي ثقة اننا أقدر بها وأكثر.