صاحبة المقام العالي » سانت كاترين» أكثر مدن جنوبسيناء سحرا وجمالا و»الراقدة» فوق هضبة ترتفع 1600 متر فوق سطح البحر،ترتدي هذه الأيام ثوبها الأبيض بعد أن تحولت إلي مدينة ل»الثلوج» كعادتها في نفس التوقيت من كل عام، وتسري الدماء في عروق الجميع سواء أهلها أو عشاقها،حين تلوح السحب في الأفق وتحتضن قمم الجبال وهي تتأهب لنزول الثلوج لتكسوها بلونها الأبيض وتصبح المكان الأشد برودة والأكثر بياضاً في مصر، ومع درجة حرارة تحت الصفر،يعد أهل المدينة عدتهم حيث يعيش أغلبهم علي رزقه من العمل كدليل لمتسلقي الجبال، أولئك الذين يتوافدون علي جبال سانت كاترين،عندما تتساقط الثلوج كل عام، لمشاهدتها وهم في القمة ومتابعة الشروق العظيم للشمس. وكما يقول لنا احد أبناء المدينة سليمان الجبالي،فإن الثلوج تكسو سانت كاترين في هذا الوقت من العام،وتتحول إلي لوحة فنية رائعة، يأتي الزوار للاستمتاع برؤيتها، والصعود إلي اعلي جبل موسي لمشاهدة شروق الشمس، فيما ينتظر البدو لحظة سقوط الثلوج علي المدينة، فهو بحسب تعبيره،يوم فرحة بالنسبة لهم حيث يتزايد نسبة الإقبال علي المدينة في هذا التوقيت،وتتفتح مصادر رزقهم،وتكون فرحة الأطفال بلا حدود حيث يلعبون بكرات الثلج. ويبدأون في التزلج علي الجليد بأدوات تزلج بدائية من صنع أيديهم. ويؤكد سليمان أن استمرار تساقط الثلوج لم يمنع السائحين والزوار من القدوم للمدينة،حيث يدفع مجلس المدينة بلوادر مجهزة لرفع الثلوج عن الطرق وفتحها أمام السيارات،كما تقوم الأجهزة الأمنية بتأمين المدينة بمساعدة البدو،ويتم صعود المغامرين وعشاق التسلف للجبل عصرا والمبيت فوق القمة داخل مخيمات تم تجهيزها لذلك،ويلفت إلي أن هناك حوالي 600 بدوي يعملون في هذا المجال كدليل مع السائحين بالإضافة إلي 500جمل لمن يريد الصعود وهو يركبها بدلا من تسلقها،وموضحا أن الطريق إلي قمة جبل موسي عبارة عن ممرات ممهدة وفي نهايتها درجات سلم يتم الصعود عليها،كما أن هناك 18 كافتيريا يعمل في كل واحدة منها 150 فردا،وتوجد فيها أكثر من 200بطانية لمن يرغب في واحدة معه أثناء صعود الجبل،وتسليمها مرة أخري عند نزوله،ويوضح سليمان أن معظم زوار المدينة خلال هذه الأيام من المصريين وتوقع زيادة أعداد الزائرين خلال الفترة القادمة،ودعا المسئولين بقطاع السياحة بالاستفادة من هذا الطقس بتنظيم مهرجان للتزحلق علي الجليد. وفيما تتساقط الثلوج تتزايد مسئوليات مجلس المدينة الذي أعلن حالة الطواريء سواء في سانت كاترين أو الوديان المجاورة، حيث تصل درجة الحرارة إلي 4 درجات تحت الصفر وتتجمد مياه الشرب داخل المواسير،كما تتراكم طبقات الثلج فوق خزانات المياه،ويؤكد المهندس السيد عبد الصادق رئيس المدينة أن سقوط الثلوج لم يؤثرعلي حركة التوافد والجذب السياحي لصعود السائحين قمة جبل موسي أو زيارة الدير حيث تزايدت الحركة السياحية،ويشير إلي أن هذا الحدث تنتظره المدينة كل عام وتنفرد به سانت كاترين باعتبارها الوحيدة علي مستوي الجمهورية التي ترتدي الثوب الأبيض في فصل الشتاء،كما ينتظره كل مواطن في المدينة وكله أمل في زيادة كميات المياه الجوفية لتغذية الآبار بمياه السيول،حيث تذوب الثلوج ببطء وتتسرب مياهها إلي باطن الأرض وتغذي الخزانات الجوفية التي يعتمد عليها أهل المدينة بشكل كبير مما يحدث انتعاشا كبيرا في المراعي ويؤمن لهم رصيدا كافيا من مياه الشرب الصالحة للاستهلاك الآدمي سواء لهم أو للحيوانات.