قمة العالم السياحية .. هكذا يطلق علي بورصة برلين للسياحة التي تعد الملتقي السياحي الأهم في العالم .. فقد شارك العام الحالي 12 الف عارض من 180 دولة وزارها حوالي 150 ألف زائر. وبجانب هذه الأهمية العامة لبورصة برلين فقد اكتسبت أهمية أكبر لمصر .. فهي الظهور الدولي الأول للسياحة المصرية بعد ثورة 25 يناير وما تبعها من تطورات.. وعلي عكس ما توقعه الجميع.. جاء الظهور المصري قويا ولقي صدي علي كافة المستويات بالبورصة.. وجاء الوفد المصري علي أعلي مستوي برئاسة وزير السياحة منير فخري عبدالنور.. وضم السفير رمزي عزالدين سفير مصر في المانيا وهشام زعزوع مساعد أول الوزير وعمرو العزبي رئيس هيئة التنشيط وأميمة الحسيني المتحدث الرسمي للوزارة ومحمد جمال المستشار السياحي وتامر مرزوق الملحق السياحي ورؤساء الاتحاد والغرف وحرص الكثير من المسئولين الألمان والدوليين المشاركين بالبورصة علي زيارة الجناح المصري والتهنئة بنجاح الثورة والتأكيد علي مساندة مصر.. وفي مقدمتهم وزير الإقتصاد الألماني وعمدة برلين ورئيس منظمة السياحة العالمية وعدد من وزراء السياحة وإذا تحدثنا عن إيجابيات المشاركة المصرية فليست قوة التواجد وزخمه فقط .. لكن هناك العديد من الإيجابيات في مقدمتها هذا الجناح الرائع لمصر الذي كان حديث جميع المشاركين .. ففي الوقت الذي توقع فيه الجميع أن تأتي المشاركة المصرية أضعف من الأعوام الماضية .. كانت الضربة الرائعة التي أكدت قوة مصر .. فقد تم زيادة مساحة الجناح أربعة أضعاف الأعوام السابقة.. وزاد من حوالي 600 متر مربع الي حوالي 2500 متر.. وحجزت هيئة تنشيط السياحة من خلال مكتبنا في ألمانيا صالة كاملة لمصر شارك فيها حوالي 200 شركة سياحة وفندق .. وتم إشاعة روح مصر والثورة في كافة جنبات الجناح ومن الإيجابيات الكبيرة أيضا تلك اللقاءات المكثفة التي عقدها وزير السياحة منير فخري عبد النور والوفد المرافق له مع عدد كبير من كبار منظمي الرحلات في العالم.. ولم يكن تمثيل هذه الشركات الكبري في أحد كبار مسئوليها.. إنما حرص رؤساء هذه التكتلات الضخمة علي لقاء الوزير ومنهم تيوي ونيكر مان وإم تي أس وغيرهم.. مما عكس أهمية السوق المصري لديهم بغض النظر عن مضمون اللقاءات ومحاولة بعض هؤلاء الضغط لتحقيق مكاسب إستغلال للظروف الحالية بمصر. أما المؤتمر الصحفي فقد كان أيضا من أهم إيجابيات المشاركة المصرية.. ليس لأهمية المضمون وكلام الوزير ورئيس هيئة التنشيط عمرو العزبي المتوازن والرسائل القوية التي حاولوا توصيلها خلال المؤتمر .. إنما في هذا الحضور غير المسبوق في أي مؤتمر صحفي اخر طوال تاريخ البورصة كما أكد الجميع وإضطرت إدارة البورصة لعمل شاشات عرض كبري خارج القاعة ليتابع الصحفيون المؤتمر جلوسا علي الأرض من الزحام أما بعد وبعد الحديث عن المشاركة المصرية القوية بالبورصة وأهم إيجابياتها نصل لرؤية تحليلية لأهم نتائج تلك المشاركة.. هذه الرؤية ليست قائمة علي رصد شخصي فقط إنما من خلال حديثنا أيضا مع عدد من المشاركين سواء من الوزارة أو ممثلي الإتحاد والغرف والقطاع الخاص .. وكان هناك إتفاق علي صعوبة الوضع فيما يخص عودة الحركة السياحية لمصر مرة أخري إلي سابق عهدها .. ليس هذا بالطبع بسبب الثورة التي خلقت صورة ذهنية إيجابية رائعة عن مصر والمصريين . وخلقت شوقا لدي السائحين لزيارة مصر .. لكن قرار السفر هذا يواجه صعوبة في إتخاذه .. والسبب الرئيسي في ذلك ما صاحب الثورة من حالة من الإنفلات الأمني .. وما تبعها من مظاهرات فئوية لم تتوقف حتي الان .. وتأخر عودة الشرطة لممارسة مهامها في استتباب الأمن .. وزاد الأمر صعوبة الأحداث التي خلفها حادث كنيسة أطفيح وأعطت إيحاء بوجود بوادر فتنة طائفية بمصر .. ورغم محاولات وزير السياحة التهوين من تلك الأحداث ونفي وجود هذه الفتنة .. لكن الإعلام كان يعطي انطباعا مغايرا. وفي كل الأحوال فأنه وللأسف الشديد فإن الموسم السياحي الصيفي بمصر تعرض لهزة كبيرة وسوف يشهد تراجعا كبيرا .. فالأيام الماضية كانت تتم حجوزات الصيف .. وفازت كل من تركيا وأسبانيا واليونان من تراجع مصر.. ولا يوجد بتلك الدول غرفة خالية في الصيف القادم إذن الأمل أصبح منصبا علي الشتاء القادم.. وحجوزات اللحظة الأخيرة للصيف.. لكن كل هذا مرهون تماما بعودة الهدوء وانتهاء الإحتجاجات الفئوية وعودة الشرطة لممارسة أعمالها وإنتهاء حالة حظر التجول التي تعطي إيحاء أن هناك عدم إستقرار بمصر كلها وبقي أن نحذر من سلبية أخري في برلين وهي قيام الكثير من الفنادق والمنتجعات بخفض أسعارها ووصلت إلي 40٪ في بعض الحالات وهو الخطر الأكبر.