المهموم بالشأن العربي تنتابه حالة من الفرح الممزوجة بالقلق علي مستقبل البلاد العربية في ظل تلك الصحوة للشعوب العربية والثورة ضد الانظمة الديكتاتورية التي تتحكم في مصير تلك البلاد منذ عشرات السنوات. مبعث الفرحة هو ادراك هذه الشعوب لأهمية التغيير واصرارها علي ازاحة الانظمة الديكتاتورية من علي سدة الحكم، اما ما يثير القلق فهو محاولة البعض استغلال تلك الثورات في تحقيق اهداف خاصة، وهو ما تحاول القوي الغربية القيام به في ليبيا بالتأكيد الثورة الليبية تحتاج للدعم لمواجهة ديكتاتور مجنون مثل القذافي ولكن دخول قوات اجنبية الي ليبيا من شأنه تدنيس هذه الثورة الطاهرة كما انه سيصنع من هذا الديكتاتور بطلا. اذا كان الغرب مهتما بالفعل بانجاح الثورة الليبية فعليه ان يدعمها بالسلاح والاكتفاء بفرض منطقة الحظر الجوي ويترك الثوار يكملون ثورتهم اما اذا كان لا بديل عن التدخل العسكري فليكن هذا التدخل عربيا ينتهي مع سقوط نظام القذافي. بلا شك سيرحل القذافي ان عاجلا ام آجلا، ان لم يكن بضربات الثوار فليكن بمساعدة القوات العربية للثوار.. ورحيله لن يكون الاخير بين الانظمة العربية ولذلك علي هذه الانظمة الاستفادة من تجربة القذافي وسابقيه والرحيل بارادتهم قبل ان يتم ذلك بأيدي الثوار.