سأقول غدا " لا " و"لا" قوية ومؤكدة وواضحة وصريحة ، لأني "زهقت" من طريقة إدارة شئوننا وكأن شيئا لم يحدث في بلدنا ، وكأنه محتوما علينا أن نظل ندور دائما في حالة فراغ وتشتيت واستهلاك لامعني له للوقت والجهد والمال العام ! سأقول "لا" لأني مللت من أنصاف الحلول ، ومن أشباه الحلول ، ومن الرغبة دائما في أن تفرض علينا إما حلولا وقتيه لمشاكلنا .. وإما لاحلول علي الإطلاق، أو حلولا تعود بنا دائما إلي المربع صفر ! سأقول "لا" لأني أرهقت من حمل رفات الماضي البغيض علي كتفي والسير به في صحراء بلدي ،بحثا عن كفن له لاأجده أبدا ، فلا أنا أتاكد من حقيقة موته ، ولا تغادر أنفي رائحة جسده العفن ! سأقول "لا " لأن حالة من الفوضي تسود عقلي وتدفع بي إلي الجنون بحثا عن إجابة سؤال عن مغزي إعاقة فرحة الانتصار بروح شرعية ثورة 25 يناير المشتاقة للتحقق علي أرض الواقع ، لا الحائرة المتساءلة عن أسباب استنادا إلي حائط دستوري مائل للسقوط ! سأقول "لا " لأن قلمي الذي سأخط به رأيي يرفض أن يخون ثورة الشباب الناضج الذي كشف عورات دستور سابق " تعيس " فضح شهوة واضعيه ، وحقارة صانعيه ، ولم نكن أبدا في حاجه إلي الإسراع به عن طريق البعض منا إلي غرفة الإنعاش كي تدب الروح فيه من جديد ! سأقول "لا " لأن الوقت قد حان كي نعبر عن إرادتنا بأعلي صوت لنا بعد انتهاء 30سنه عجاف من أعوام انسحابنا من المشاركة السياسية ، اخترنا فيها أن ننتمي لحزب الصامتين المغيبين المخدرين والواقعين في براثن من ارتضيناهم كممثلين عنا ، فخانوا الأمانه وأزهقوا حقوقنا بإجماعهم المريب دوما بالتوافق علي أغلبية صوت واحد باهت لا يعرف إلا نطق كلمة " موافقون " ! سأقول لا لأن "لا " أصبحت أخيرا من حقي وحقك ، بعد أن عاد إلينا صك ملكيتها ، الذي استلبوه منا غصبا وزورا ، رضينا أم لم نرض، أحياء أو أمواتا كنا! سأقول "لا " لأن سياسة الدفع بنا إلي لحظة إما معنا أوضدنا عليها أن تختفي من قاموسنا السياسي والتشريعي والاجتماعي، كي يصبح من حقنا أن نختار بوعي ، وأن نرتضي بفكر ، وأن نتحاور بجدية ! سأقول "لا " لأننا أصبحنا لانحتمل كثرة الضغط علي حرية الرأي، أو محاولات الإقصاء، أو التعديات علي شرعية ضرورة البدء في مسيرة الألف ميل علي طريق الحريات! سأقول "لا" لأن أسلوب »الكروتة« في إصدارالقوانين ، و»العكرتة« في التفاصيل الصغيرة ، و»السهوته« في تمرير الاستفتاءات ، قد جعلت مني أضحوكة أمام نفسي والآخرين! سأقول "لا" لأن نعم التي قلناها كثيرا ، بحق وبغير حق صارت وصمة عار في جبيني أمام وطني وأبنائي ! سأقول "لا" لأن "لا" التي عاشت تتمنع علي ، وترواغني و" تزوغ " مني وتهددني ، قد دبت فيها روح وحماسة وشجاعة"وجدعنة "أبنائنا الثوار ! سأقول "لا " لأني ماأقدرش أقول "آه " لأن قولة "آه" وجعتني ووجعت قلبي وقهرتني وقصرت عمري واغتالت حلمي ! مسك الكلام .. غدا استفتي قلبك .. ثم استفتي ابنك .. وشهيدك.. ثم قول "لا "!