فضيحة حقيقية تهدد سمعة البرلمان الحالي.. بسبب ظاهرة غياب السادة النواب.. فضيحة حقيقية أن يتكرر تأجيل التصويت علي قوانين الخدمة المدنية وإجراءات الطعن وغيرها.. لسبب غريب ومخجل..وهو غياب وتزويغ السادة النواب وعدم اكتمال النصاب القانوني.. فضيحة حقيقية.. ما سمعناه وقرأناه منذ أسابيع عن تأجيل التصويت علي قانون النقابات العمالية خمس مرات لعدم اكتمال النصاب..وعن تجاهل النواب تحذيرات رئيس المجلس بخطر تعرض مصر لعقوبات دولية من منظمة العمل العربية إذا لم يسرع البرلمان بالموافقة علي القانون. فضيحة حقيقية ألا يلتزم غالبية الأعضاء بالحضور رغم الإلحاح والتنبيهات.. ورغم علمهم بضرورة توافر نصاب الثلثين للموافقة النهائية علي مشروعات القوانين. ..والحقيقة ان ظاهرة غياب النواب ارتبطت دائما بالبرلمان المصري..إلا أن نواب هذا البرلمان ضربوا الأرقام القياسية في الغياب والتزويغ..حتي تحول الأمر إلي ظاهرة مخزية أساءت بالفعل لسمعة المجلس. الدكتور علي عبد العال أعلن إنه سيطبق الجزاءات البرلمانية علي النواب المتغيبين وفقا للائحة المجلس الداخلية..وأعلن ايضا انه سيعلن اسماء المتغيبين في وسائل الإعلام لكشفهم أمام الرأي العام. ولا أعرف لماذا تأخر رئيس المجلس في تنفيذ ما وعد به..علي الأقل حتي يعلم الناخبون حقيقة النواب الذين تخلوا عن اداء دورهم بعد أن حازوا ثقتهم.. لدرجة أن بعضهم لم يحضر الجلسات منذ 3 أشهر كاملة..كما أكد رئيس المجلس نفسه.. وهو ما يؤكد أن ترشحهم للمجلس لم يكن إلا بغرض الحصانة..و»البرستيج»..و»الشو الاعلامي». وحتي لا نظلم كل النواب.. فقد أكد لي بعضهم أن غيابهم عن الجلسات يرجع لاعتراضهم علي أسلوب رئيس المجلس الذي يعاملهم كالتلاميذ..وشعورهم بأن رأيهم غير مسموع..ووجودهم لا تأثير له.. ولكن حتي ان كان هذا حقيقيا.. فهو ليس عذرا للتزويغ والهروب.. ولا ينفي جريمتهم في حق ناخبيهم..فإما أن يكون النائب جديرا بثقة ناخبيه..ممثلا لهم.. ومتحدثا باسمهم..ومدافعا عن حقوقهم..أو يترك مكانه ويعلن موقفه واعتراضه..إبراء لذمته أمام أهل دائرته.. كلمة أخيرة للسادة النواب الغائبين والمزوغين..سواء كان غيابهم اعتراضا علي رئيس المجلس..أو تخليا عن اداء الواجب.. أرجوكم عودوا إلي مقاعدكم.. الشعب في أمس الحاجة لدوركم الرقابي..وقوانين عديدة تنتظر مناقشاتكم وتوصياتكم لتنقيتها من كل ما يهدد حق المواطن في الحياه الكريمة.
