استفزتني بشدة صورة وزير الاوقاف الدكتور مختار جمعة التي انتشرت علي مواقع التواصل الاجتماعي وهو يقرأ الخطبة من ورقة مكتوبة وكم التعليقات والتهكمات. هل الخطبة الموحدة المكتوبة هي آخر ما توصلت اليه وزارة الاوقاف لتطوير وتصحيح الخطاب الديني.. نحن لا ننكر او ندفن رؤوسنا في الرمال هناك بعض ائمة المساجد علي قدر كبير من الغلو والتطرف ولكن هذه ليست الوسيلة لعلاج او تصحيح الخطاب الديني. الخطبة الموحدة المكتوبة التي تفرضها وزارة الاوقاف علي ائمة المساجد لكي تتلي علي مسامع المصلين لن تأتي بأي نتائج مرجوة.. في الظاهر فقط هذا القرار يحارب الغلو والتطرف ويستهدف محاصرة الافكار المتطرفة ولكن في حقيقة الامر يؤدي الي اغلاق العقول ويتحول ائمة المساجد الي مجرد آلات بث تتلو ما يفرض ويكتب لها لا تفكير ولانقاش في موضوعات تهم وتثار في المجتمع ولا اجتهاد ولابحث وقراءة أوالاستشهاد بالآيات القرآنية والسنة النبوية الشريفة. خطبة الجمعة الموحدة تحول الصلاة الي روتين لا مجاهدة. هذا الاسبوع الذهاب الي مسجد كذا لسماع خطيب مفوه بعينه والاسبوع الذي يليه الي مسجد آخر.. قرار يجعلنا نسمع الخطبة الموحدة في المنزل عبر الاذاعات ولا داعي للذهاب للمساجد. قرار وزارة الاوقاف لا يعالج التطرف او يصحح المفاهيم ولكنه يحول الائمة والعلماء والشيوخ الي آلة لبث وقراءة الموضوعات.. الأجدي والأصوب الرجوع عن هذا القرار والتفكير في تجديد الخطاب الديني عن طريق اقامة دورات لأئمة المساجد الشباب ومن يقومون بالقاء الخطب في القري والنجوع وتأهيلهم ونشر قيم الدين الاسلامي الصحيح من تسامح ومعاملة حسنة.