كانوا يعبدون الاصنام تقربا إلي الله، بعضهم كان يقول نحن غير مؤهلين لعبادة الله بغير واسطة لعظمته ولنقصنا (وما نعبدهم إلا ليقربونا إلي الله زلفي) (سورة الزمر)، وبعضهم يقول اتخذنا أصناما علي هيئة ملائكة نعبدهم لتشفع لنا وليقربونا إلي الله، وبعضهم كان يقول علي كل صنم جن أو شيطان موكل من الله فإذا أخلصت في عبادة الصنم سخر الله هذا الجن أو الشيطان ليقضي حوائجك،وإذا أهملت في عبادة الصنم أصابه الجن أو الشيطان بنكبة من أمر الله. كان بعضهم إذن يؤمنون بوجود الله لكنهم أشركوا في عبادته أصناما وجنا وملائكة وشياطين.. فأصبحوا بإشراكهم كفارا. لكن من الذي يتحمل وزر سنوات من عبادة الأصنام؟ «القرآن المكي جاء لإحلال العقيدة مكان الغنيمة «..يقول الدكتور محمد عبد الرحمن في بحثه عن القرآن المكي والقرآن المدني. فما معني هذا الكلام؟ لم تكن الأصنام شيء مقدس تستشهد في سبيله قريش، لكنها كنت مصدرا للثروة وأساسا للاقتصاد، وكان هجوم سيدنا محمد صلي الله عليه وآله وسلم عليها يعني من وجهة نظرهم المس بعائدات الحج وما يقترن به من مكاسب التجارة والأسواق والمواسم وكون مكة مركزا تجاريا مهما في طريق التجارة داخل الجزيرة. لم يكن دفاع قريش عن آلهتهم أمرا دينيا بل كان أمرا اقتصاديا بحتا، اختلط الدين بالمنافع فكانت الفتنة. «هذا ما وجدنا عليه آباءنا»... علينا جميعا يا صديقي إذن أن نتأمل ما وجدنا عليه آباءنا وأنا متأكد اننا سنجد من بينها أصناما. الأصنام ليست حجارة فقط..بل قد تكون أفكارا بالية أو معتقدات خاطئة أو خرافات أو أشخاصا لا يستحقون التقديس، فند ما ورثته وتمسك بجواهره وتحرر من أصنامه، اعرف أن التحرر منها لن يكون سهلا وقد يقف المجتمع في وجهك، فمن قبل هناك من اضطروا دفاعا عن أصنامهم ان يلقوا بسيدنا إبراهيم ،عليه السلام في النار حيا. كانت العرب تدين بدين سيدنا ابراهيم، عليه السلام «الحنيفية « التي تقوم علي التوحيد. كان من بينهم «عمرو بن لحي» وهو من سادات قريش،عندما زار الشام وجدها تمتليء بالأصنام، طلب تفسيرا، فقالوا له هذه أصنام نعبدها فنستمطرها فتمطرنا ونستنصرها فتنصرنا، طلب منهم واحدا فأعطوه هبل،وضعه في صدر الكعبة وأمر الناس بعبادته لعظيم فائدته، ثم تبع عرب الجزيرة كلهم أهل مكة كونهم ولاة بيت الله الحرام. بعد ظهور الإسلام بسنوات قال رسول الله ، صلي الله عليه وآله وسلم أنه رأي عمرو بن لحي يسير في النار وهو يجر أمعاءه خلفه. لم يكن دفاع قريش عن آلهتهم أمرا دينيا بل كان أمرا اقتصاديا بحتا، اختلط الدين بالمنافع فكانت الفتنة.